* وجوه "مازافران" وأغلب الأحزاب الإسلامية صنيعة "الدياراس" أكل عليها الدهر وشرب * جماعة توفيق استنفدت كل "خراطيشها" وأوراقها
يواصل المحامي عمارة محسن في تسليط الضوء على كثير من الحقائق في الحقل السياسي الجزائري، ويكشف علاقة جهاز المخابرات السابق المحل "الدياراس" بالأحزاب ودوره في بعث اهم الوجوه السياسية في الساحة على غرار لويزة حنون، سعيد سعدي، مقري، موسى تواتي، رباعين وغزالي وغيرهم. كما يسلط الضوء على ما يعرف بوجوه المعارضة الآن او مزفران 2 الذي قال عنهم إن كل الوجوه هناك هي من صنيعة الجنرال توفيق مدير "الدياراس" السابق. ويسرد محسن عمارة في هذه الحلقة اسرار استهداف رجل الأعمال علي حداد من طرف ذات الجهاز، كما يتطرق الى علاقة "الدياراس" المحلة بأغلب الأحزاب الاسلامية في الجزائر، معتبرا أن أغلب هذه الأحزاب هي من صنيعة "الدياراس" المحلة.
* نبقى فيما يخص الصحافة والدياراس؟ "الدياراس" في عهد الجنرال توفيق استعملت الصحافة للإطاحة بكل المسؤولين وكل الأشخاص الذين كانوا يرون أنهم يهددون خطتهم أو تحركاهم، ومن خلال ايضا خلق ملفات لهم في تقاريرهم يقدمونها للرئيس. وهنا اتحدث عن الاشاعات التي كانت "الدياراس" وراء تحركيها، لاسيما فيما يتعلق بالاشاعات التي كانت تولد في كل مرة على أساس أن الرئيس مات، لا بد أن نفهم لماذا هاته الدعايات المغرضة التي كانت تروج بالضبط في اوقات حرجة وما هو هدفها، فكانوا يطلقون الدعايات بأن بوتفليقة مات، من أجل صد اطارات الرئيس.
* كيف؟ يقومون بصد الاطارات ، فمثلا عندما يتصل بوتفليقة بإطار معين من أجل تعيينه كمدير شركة كبرى، وفي منصب سام عندما يسمع أن بوتفليقة مات، فإنه يتراجع. وبالتالي تهدده "الدياراس" بأنه لو قبل بالمهمة فسيتم معاقبته غدا بعد وفاة بوتفليقة. وإذا لاحظتم أن هذه الدعايات كانت تصدر فقط عندما يكون هناك تغيير حكومي مثلا، أو تغييرات في مناصب الدولة، وبالتالي يعملون على خلق تردد او خوف عند الاطارات التي استدعاها بوتفليقة أو ينوي استدعاءها، وبالتالي يترددون في الالتزام مع بوتفليقة. أما على الأقل فإنه يصبح يعمل تحت امرأة الداياراس، ولهذا بوتفليقة وجد فقط الاطارات الأوفياء للعمل معه. وطبعا هذه الدعايات كانت من اختصاص العقيد فوزي الذي كان يسير مصلحة من مهامها نشر الدعايات، فالخلاصة أن اشاعات الرئيس مات كانت تصدر فقط في أوقات معينة، في اوقات تكون البلاد "مهلهلة" وتصدر في اوقات معينة… هذه الاشاعات تصدر فقط عندما تكون هناك أزمة او هناك أزمة سياسية في الأفق من أجل مس أفراد معينين أو يسموا بالجيش.
* لكن من يسمعك تتكلم عن "الدياراس" يفهم أنك تسعى إلى تشويهها؟ الجيش نحن من يعرفه، ومن يعرف الصحراء والعمل على الحدود وما هي حماية الحدود، لكن هؤلاء لا يعرفون الجيش الا في الصالونات والمقاهي والاتهامات الجاهزة وطول اللسان، وهذا الكلام قلته لهذه الجماعة عندما مات بومدين وفي 45 يوما التي امسك فيها بيطاط بزمام الأمور. فلو كان هذا "توفيق" يملك من ملامح العظماء والمجاهدين المخلصين والاطار النزيه العسكري الفذ مثلما يروجون له، لما قبل أو تحمل كل هذه الاهانات التي وجهت له، وظهر ليدافع عن نفسه، فكيف ضابط بهذه الشراسة يقزم ويوضع في هذا الموقف، هذا يدل على أن توفيق كان فقط ذلك "الفزاعة" مثل المجسم الوهمي الذي يستعمل لإخافة الفراخ في الحقول. فهاته الخلية من المخابرات كانت دائما تستعمل أذنابها ، وخاصة ممن تملك عنهم ملفات، مثل بحبوح، أو تواتي، أو رباعين ، أو السعيد سعدي ولويزة حنون ، فكل هؤلاء يصبون عند الدياراس ، والدياراس لديها ملفات عليهم، لهذا فهم لا يخرجون عن الاطار المحدد لهم ، ويبقوا دائما في نفس الموقع ونفس الاتجاه. ويبقى دائما في اذهانهم أن توفيق سوف يعود، وبأنه عبقري. وعلى اي حال جماعة توفيق استنفدت كل "خراطيشها" واستنفدت كل اوراقها. اذن فكل هذه الأحزاب انشأتها "الدياراس" وكلها كانت تسيرها "الدياراس" والصحافة ايضا اغلبها كانت تخضع لأوامر وتقارير العقيد فوزي عبر الدياراس أيضا. وكذلك المنظمات الجماهيرية، والنقابية العمالية "ليجيتيا"، ومعروف في الساحة هناك رئيس حزب، معروف أنه موظف عند "الدياراس"، وشقيقه كان ضابطا هو الآخر في هذا الجهاز.
* وما رأيك فيما يسمى بأحزاب المعارضة، أو ما يعرف بمجموعة "مزفران 2" الذين يعقدون غدا اجتماعا للتغيير في زرالدة؟ كل هؤلاء الذين هم موجودون في المعارضة وأذنابهم هم من صنيعة "الدياراس" بمن فيهم مقري، وأتحداه أن يواجهني، لأنني سأكشف كيف كان الأمن يسير الحركات الاسلامية، وأكشف كيف كانت تسير المخابرات في كل حركة حمس. فالأحزاب الاسلامية كلها هي الأخرى من صنيعة المخابرات، والحركة الاسلامية في حد ذاتها هي من صنع "الدياراس"، وقبل ذلك الحركة الاسلامية في السنوات السابقة او منذ السبعينات كان خلفها الأمن العسكري. وآنذاك كان من أجل خلق التوازن في الحراك السياسي على مستوى المنظمات الجماهيرية، والجامعات الجزائرية، وكذلك الشركات الكبرى التي كان لها وزن اقتصادي.
* وكيف تقصد كل الأحزاب الإسلامية؟ نعم، ابتداء من حركة حمس، والنهضة، والفيس، وذلك من اجل مراقبتهم واحتوائهم ايضا. فمن كان يمارس التزوير في الانتخابات، احيانا يقدمون نسبة للأفلان ونسبة اخرى للاسلاميين. فمن غير المعقول أن تحصد الأفلان الاغلبية، فهناك ستكشف الأمور، لذلك يعمدون الى احداث توازن في التزوير، فكيف تتخيل أن يفوز الأرسيدي في بريان أو في خنشلة مثلا. اذن فمن أجل خلق التوازن يقومون بتقسيم الكوطات بين الأفلان والاسلاميين.
* لكن هناك من يقول إن "الدياراس" وفي قضية شكيب خليل كانت انطلق تحقيقها من شيء ما، أي وفق لا دخان بلا نار، لهذا لم يتمكنوا من أن يمسوا مهري مثلا أو آيت أحمد اللذين لم يكونوا يملكون عنهما ملفات؟ هذا كلام خاطىء، ألم تروا كيف قامت "الدياراس" بإخراج مهري من الأفلان، وكيف استهدفوه بتلك الضربة بجماعة حمروش، وما عرف بالمؤامرة العلمية التي طبقتها "الدياراس". أما آيت احمد فقد كان في المعارضة ولا يعترف بهم أصلا، وهو أول من كان طرح اشكالية حل الدياراس، ووجه طلباته الملحة بحل الشرطة السياسية، وهو يعيش في الخارج. لذلك الآن وعند حل الدياراس بدأت الأفافاس تقترب من السلطة أو من الرئاسة، ثم بعدها ارادوا تدوير الأفافاس وتوجيهه الى القضية البربرية، واللعب على الوتر البربري من خلال الترويج لاستهداف اطارات محسوبة على فئة معينة.
* نحن مقبلون على اجتماع المعارضة، أو ما يعرف بمزفران 2، كيف تنظر إلى هذه المعارضة، وأهم وجوهها؟ لن يخرج شيء من مزفران، لأن الأشخاص الذين فيها هم غير مقبولين في الساحة السياسية، فهم يسعون من أجل احداث ولادة قيصرية من أجل الخروج بنتيجة يستعملونها كذريعة كي يدخلوا في الحراك السياسي لأنهم غير مقبولين.
* لكن هناك وجوه معروفة؟ والمعارضة تراهن عليهم؟ عن أي وجوه؟ هل عن بن فليس، أو رحابي أو حمروش.. فكل هؤلاء أكل الدهر عليهم وشرب. أيضا غزالي توجهه معروف، وكان دائما عضوا يعمل لصالح المخابرات ،ومعروفة انتماءاته، لذلك فالدياراس تستعمل كل من لها ملفات عنهم يهددونهم بها. فهو كان يعمل مع لخديري المعروف الانتماء أيضا هو والعربي بلخير من جماعة فرنسا. وهكذا تعمل "الدياراس" مثلما تعمل مع بعض المحامين عندما تسعى إلى أن تجعل من المحامي مثلا بورايو كخبير كبير، فيما هو كان يعمل مع الأمن العسكري تابع لخلية هوفمان. ونفس الشيء بالمقابل، فالجرائد التي كانت تعيش في عهد العقيد فوزي مسؤول الاعلام السابق في الدياراس رجل الأعمال ربراب بصدد شرائهم، وهو بصدد اعطائهم "السيروم"، وسترون ما الذي سيحدث لربراب. وهنا اطرح السؤال عن الحراك كله الذي تم توجيهه ضد الأفسيو، لماذا هذا الاستهداف الممنهج للأفسيو، الذي يرأسه رجل الأعمال علي حداد، لأن الأفسيو أو منتدى رؤساء المؤسسات اصبح يجمع كل الاطارات التي تم تهميشها في السابق وأدخلوها السجن، ثم اصبحوا اليوم يشكلون قوة طرح اقتصادية، فلذلك اصبحت "جماعة الدياراس" تستهدف حداد بالدعايات المغرضة على أساس أنه صديق سعيد بوتفليقة واتهامات له بالسرقة، لذلك فنصف الاطارات التي هي الآن في الأفسيو همشتها "الدياراس" وأدخلتها في داومة المشاكل سابقا. فهذا الفضاء الجديد في الأفسيو، والذين اغلب اطاراته كانت في المؤسسات الوطنية ودخلوا الى القطاع الخاص من خلال الأفسيو، فأصبحوا يشكلون خطرا على مصالح مجموعة فرنسا. فلماذا يهاجم حداد، ولماذا يهاجم الآن، فحداد كان منذ السابق في الحقل الاقتصادي، والآن بموقعه اصبح يهدد مصالحهم، وبدؤوا في تحريك راداراتهم، فهم يعرفون أن حداد يهدد مصالحهم، بعد أن اصبح يستثمر في افريقيا ومع الأمريكان. ومن هذا نستنتج المسارعة الفرنسية التي جاءت لتركيب مصنع رونو هنا في الجزائر، فلو لم يحضروه لكان الزمن سبقهم "لفاتهم القطار"، لذلك فقد اصبح يهدد مصالح مجموعة فرنسا، هؤلاء الصناعيين في الاقتصاد الفرنسي. حاوره: عصام بوربيع