الاتهامات المتبادلة تؤكد أن توفيق كان يحرك الحزب كما يشاء تفيد الحرب الكلامية الدائرة هذه الأيام بين أقطاب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي"، ان هؤلاء قد تخلوا عن الثقافة والديمقراطية في التعامل بينهم وحل خلافاتهم، واعتمدوا سياسة "نشر الغسيل" لتسوية تلك الخلافات، حيث تابع الجزائريون مؤخرا التنابز الإعلامي بين قادة الحزب وأركانه، والغريب أن حملة نشر الغسيل اقتصرت على توزيع تهمة واحدة، ألا وهي القرب من جهاز المخابرات وقائده السابق، فهل كان "الأرسيدي" ملحقة ل "الدياراس"؟
رفض عثمان معزوز، الناطق الرسمي باسم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي"، الرد على مسؤول التنظيم السابق في الحزب رابح بوستة، والتي اعتبر فيها أن سعيد سعدي هو الرئيس الفعلي للحزب ويحركه من وراء الستار، وأن محسن بلعباس رئيس الحزب الحالي مجرد "خضرة فوق طعام" في الحزب. وقال عثمان معزوز إنه لا تعليق على كلام رابح بوستة مسؤول التنظيم في الحزب سابقا، مضيفا "كلام بوستة كلام مخابرات" وأضاف عثمان معزوز في اتصال ل "الحوار" معه حول رد فعله عن تصريحات بوستة قائلا "من هو هذا بوستة، أنا لا أعرفه" وعقب متهكما "أنا أعرف بوستة الذي يعمل مع الدياراس" يقصد مديرية الاستعلامات والأمن التي حلت مؤخرا، وتمت اعادة هيكلتها، وقال معزوزي "اذهبوا واسألوا الجنرال توفيق هو من سيقول لكم حقيقة هذا الشخص" يقصد بوستة. وبدا عثمان معزوز جد منفعل في رده على تصريحات رابح بوستة، رافضا الخوض في هذه المسألة سوى إلصاق تهمة التعامل مع "الدياراس" على بوستة، الذي كان انتقد بشدة استمرار تدخل سعيد سعدي في الحزب، وأن اتهامات نورالدين آيت حمودة لسعدي وعلاقته بتوفيق صحيحة، وأن هناك امورا خطيرة سيتم كشفها في وقتها. وتأتي هذه التراشقات بين قيادي حزب الأرسيدي وتبادل التهم وإلصاقها، حيث أصبح "التنابز" ب"الدياراس" هو التهمة الأولى التي يتراشق بها قياديو الأرسيدي، حيث وبعد أن اتهم نورالدين آيت حمودة القيادي في الحزب سعيد سعدي بأن الجنرال توفيق مدير المخابرات السابق بإعطائه قطعة أرض بنا عليها فيلا في الأبيار ويؤجرها ب 12 ألف اورو، اضافة الى اتهام أن سعدي تحصل على الدعم من الجنرال توفيق الذي قال إنه جمع له الأصوات في انتخابات 1995. وبدوره، آيت حمودة لم يسلم من تصريحات ضده، وهو أنه ايضا يتعامل مع الدياراس، والتي بررها هو الآخر بأنه كان باثريوث، ومن الطبيعي أن يتعامل مع هذا الجهاز. ليأتي الدور اليوم على رابح بوستة مسؤول التنظيم سابقا في الحزب، والذي يصر عثمان معزوز الناطق الرسمي للأرسيدي بأنه كان عميلا لجهاز الدياراس. وفي ظل كل هذا التنابز بالتعامل مع جهاز الدياراس سابقا الذي أصبح يخيم على قيادي حزب الأرسيدي ونوابه، السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه هو ما علاقة حزب الأرسيدي بجهاز الدياراس سابقا، هذا الجهاز الذي حل وتم اعادة هيكلته وتم تغيير تسميته وتغيير مديره ايضا. ثم ما علاقة جهاز الدياراس بالمدير السابق للمخابرات الجنرال محمد مدين المعروف باسم توفيق، وهل كان حزب الأرسيدي أحد فروع جهاز الدياراس، أو إحدى ملاحقها، بعد أن اصبح قيادي الأرسيدي يتهم الواحد تلو الآخر بتعامله مع الدياراس، ثم متى اصبح التعامل مع "الدياراس" تهمة يتراشق بها السياسيون بين بعضهم. عصام بوربيع