بحسه النضالي المتجذر، استهل الإعلامي وصاحب جريدة "أنفو ماس ميديا" التي سترى النور قريبا، معمر غاني، في تصريحه ل"الحوار، كلامه بالحديث عن مشروعه الإعلامي، حيث أكد أن الوقت جد مناسب اليوم لإطلاق مشروع جريدته الأولى من نوعها التي تعنى ب"الميديا"، مؤكدا أن مولوده الجديد سيكون متنفسا للإعلاميين الجزائريين يطرح مشاكلهم بجرأة وعمق. وبنظرة تفاؤلية لإعلامي شاب يحمل زخما من الأحلام والطموح ويسعى إلى تحقيقها، أكد غاني أن الإعلام الجزائري في طريقه الصحيح، وأن ما يحصل هو مخاض لا أكثر. * صدرون قريبا "أنفو ماس ميديا" أول جريدة أسبوعية متخصصة في أخبار وسائل الإعلام، كيف تبلور لديكم المشروع؟ جريدة "أنفو ماس ميديا "كانت كالحلم …هو اعتماد قديم قمت بشرائه وأردت تجسيده على أرض الواقع ..أعجبتني كثيرا الفكرة لأن الجريدة متخصصة في الميديا وستصبح مرآة الإعلام الجزائري بدون منازع لأنها الأولى من نوعها في تاريخ الإعلام الجزائري…. ورغم علمي بأن هناك العديد من الجرائد تخصص صفحات يومية لأهل الميديا ..إلا أن ما يميز "أنفو ماس ميديا" هو التحليل والنقد وأشياء أخرى ستطالعونها في العدد الأول بعكس الصفحات التي ذكرتها، فهي تعتمد فقط على الخبر … * هل تعتبر أن الوقت اليوم مناسب لمثل هذا المشروع؟ نعم الوقت جد مناسب وجريدة متخصصة في الماضي كانت جنونا …لكن قطاع الإعلام حاليا يحتاج إلى "أنفو ماس ميديا "لأنها تعنى بمشاكل الإعلامي الجزائري، وأنا متحمس كثيرا لهذا المشروع .. _الإعلاميون الجزائريون يتحدثون عن كل شيء وأي شيء إلا عن مشاكلهم، هل تنوون جعل الجريدة منبرا لطرح انشغالاتهم؟ هدفي الأول هو جعل الجريدة المتنفس الأول لهم، خاصة أن بعضهم لا يستطيعون الكتابة عن همومهم في يومياتهم ..وكما تعرفون القطاع يعيش فوضى لا مثيل لها، وهو الأمر الذي سيجعل من الجريدة المنبر الوحيد لكل موظفي القطاع. _"أنفو ماس ميديا" جريدة تعنى بأخبار الميديا المحلية، العربية والعالمية،.. الأولوية ستولونها لمن؟ بالطبع الأولوية ستكون للمحلية، لكن الأخبار العربية والدولية لابد منها، فالصحفي الجزائري عليه أن يتابع زملائه في كل العالم وعن جديدهم للاستفادة أكثر من تجاربهم. هل تتوقعون لمولودكم الإعلامي الجديد النجاح؟ بالفعل ستكون ناجحة ورائدة لأنها الأولى من نوعها في الجزائر وسينتظرها موظفو القطاع بشغف كل أسبوع ….و بالمناسبة سأكشف لكم على أن إدارة الجريدة قررت من أول عدد لها تنظيم أكبر مسابقة إعلامية في الجزائر تحت تسمية ** شرف الصحفي الجزائري **والتي تمنح جوائزها إلى التخصصات التالية ..جائزة القلم الذهبي للصحافة المكتوبة …جائزة أفضل وجه إعلامي …جائزة الميكروفون الذهبي …جائزة الصحافة الإلكترونية ….جائزة شخصية الميديا …جائزة الصورة الذهبية .. جائزة الكاريكاتير …جائزة أفضل مكلف بالإعلام ..جائزة أفضل مكلف بالتسويق … حيث سنسعى عبر هذه المسابقة إلى ترقية الإعلام الجزائري وتشجيع الطاقات الشابة، ومنح الفرصة أمام الإعلاميين في المؤسسات العامة والخاصة للمشاركة، وتقديم إبداعاتهم .. هذه المسابقة ستحمل عاماً بعد آخر نخبة جديدة من الزملاء الذين كتبوا واجتهدوا، فحققوا ما أرادوه من التفوق والتميز، وهذا التكريم ماهو إلا حالة تحفيزية لمواصلة التألق للعاملين في القطاع. المسابقة كمرحلة أولى ستشرف عليها **صفحة الصحافي الجزائري الفايسبوكية** بالتعاون مع صفحات أخرى ثم الانتقال إلى الدور الثاني لتشرف عليها لجنة من الإعلاميين لتحديد الفائزين في الأخير والتي يعلن عن أسمائهم في الثالث ماي… * كنتم ضمن مجموعة الصحفيين المستقيلين من قناة "نيوميديا"..كيف عشتم التجربة؟ الاستقالة كانت بشرف.. وذلك بسبب الأوضاع وترديها داخل القناة، ما جعل الاستقالة حتمية، زادتها التصرفات الطائشة وغير المسؤولة وقلة الاحترام من قبل المدير العام للقناة، وهو أحد أسباب الاستقالة، فضلا عن عدم توفر أبسط حقوق العمل الذي يتكفل بها القانون الجزائري للعامل كعقد العمل والضمان الاجتماعي والعطل السنوية، كما أن عدم وضوح سياسة القناة والميزاجية في التسيير جعلها تتخبط في الرداءة، وهو الأمر الذي لا يقبله أي صحفي شريف وأنا أعي ما أقول ….نحن عازمون على المتابعة القضائية ونثق في عدالتنا القوية جدا ..كما أن الكثير من المحامين تطوعوا للدفاع عن قضيتنا الشريفة … * تحصلت على لقب أحسن وجه إعلامي لسنة 2015، ماذا يعني ذلك لمعمر قاني؟ هي مسابقة شرفية فزت بها العام الماضي … وكانت نهاية سعيدة بالنسبة لي … المسابقة التي بدأت بالاستفتاء الذي أطلقته الصفحة الإعلامية "السمعي البصري الجزائري"، بعد أن تم اختياري من بين 54 إعلاميا عبر مختلف القنوات الجزائرية المختلفة. وعن سر فوزي بالمسابقة، وهو لسبب واحد أن جماهير الفايسبوك تعاطفت مع قضيتي المشهورة، والتي أتهمت فيها بإفشاء أسرار حول قضية استغلال النفايات الطبية في صناعة الأكواب البلاستيكية ..عندما كنت ضابطا مكلفا بالإعلام .. حيث كان هدفي تحذير المواطنين وإبراز جهود المديرية العامة للأمن الوطني في كشف هذه القضية، وللأسف الشديد أن مدير جريدة معروفة كان السبب الرئيسي في إيذائي ولم يحاول حتى مساعدتي بمنصب عمل عند خروجي من الجهاز رغم الوعود الكاذبة، وما زاد الطين بلة تصرفاته اتجاه عائلتي، وهو الأمر الذي جعلني أعود للقطاع بعزيمة لأثبت أن المهنة لا زالت بخير وسيقودها الأخيار …..لكن الله موجود ودعوة المظلوم لن تذهب هباءا منثورا… * ما رأيك في مستوى التكوين الذي تلقاه المتخرجون الجدد من الإعلام؟ بالنسبة لي مهنة الصحافة هي ممارسة فيستطيع أي طالب إعلام أن يطلع على الأكاديميات ويحفظها عن ظهر قلب لكنه حين ينزل إلى الميدان يفشل ..أنا من هذا المنبر أدعو طلبة الإعلام أن يكثفوا من ممارساتهم الميدانية، وأن لا يتحججوا بغلق الأبواب في وجوههم. أقل شيء إنشاء مواقع إلكترونية وأضعف الإيمان خربشات يومية على صفحاتهم الفايسبوكية ….ما يدرسه الطلبة هو نفسه ما يدرس في كل مدارس الإعلام العربية، ويوجد في معاهدنا الإعلامية أساتذة كبار يشهد لهم في كل العالم، لذا أعتبر أن التكوين جيد والعائق الوحيد الذي يواجه الطلبة هو الممارسة وقلة الإطلاع. * وهل النجاح في المهنة مرهون بدراسة تقنيات التحرير، أم بالموهبة؟ النجاح مرهون بكليهما …فأنا أعتبر الصحافة فنا ومن يخوض هذا المجال عليه أن يكون فنانا يتقن أبجديات التحرير لصقل موهبته الربانية …فتحرير الكلمة بطريقة محترفة لتقع على مسامع المستمع أو عين القارئ ليس أمرا هينا وفيه من المسؤولية ما يترتب على الصحفي أن يكتب بالتزام وخشوع لكي يؤثر في المواطن، وهذا ما يسمى بالرسالة النبيلة التي يؤديها الإعلامي … * في عدة أسطر…. ماهي أهم مشاكل الإعلاميين الجزائريين؟ بالمناسبة، أنا صحفي منذ سنة 2002 لمن يظن إني حديث القطاع أومتطفل …وقبل أن أفكر بتأسيس جريدة أنا من بين الصحفيين الشباب الذين يشتغلون حاليا بجد على تكوين نقابة جديدة تحت مسماة – النقابة الوطنية لشرف الصحفي الجزائري – حيث أتت هذه النقابة من أجل النضال لاكتساب حقوق مكفولة وقانون يساوي بين القطاع العام والخاص وكذا من أجل مناهضة "الحقرة" والظلم والطرد التعسفي تجاه كل الصحفيين والعمال، هذه النقابة مختلفة عن باقي النقابات الأخرى، حيث ستسعى للدفاع عن كل حقوق الصحفيين المتمثلة في "التأمين الشامل، عقد عمل قانوني، أجر محترم، تكوين، ..وغيرها"، نقابة شرف الصحفي تجمع جميع الصحفيين والموظفين في قطاع الإعلام العاملون في الصحافة المكتوبة، المسموعة، المرئية والإلكترونية، من محررين، فنيين، تقنيين، مصممين، رسامين، مخرجين … وحق الانضمام مكفول لهم من داخل الوطن وخارجه، ويهدف هذا المشروع النقابي إلى الإسهام مع كل الفاعلين في تطوير قطاع الصحافة والإعلام وتحسين أوضاع الصحافيين ببلادنا الجزائر. كما سيسعى المؤسسون إلى تطوير هذه النقابة وجعلها تشترك في القوة والتنظيم كنقابتي القضاة والمحاماة اللتين تضربان المثل في التلاحم، ومن أهدافها إنشاء فروع حقيقية وعميقة في كل القنوات، الجرائد، الإذاعات، وكالات الأنباء، والمواقع الالكترونية بالداخل والخارج، بالإضافة إلى إنشاء صندوق "دعم الصحفي" من أجل التكوين، الزواج ومنحة الصحفي المسرح من عمله، حيث ستساهم كل الوسائل الإعلامية فيه بالإضافة إلى دعم من الدولة، تحقيق حلم بناء مستشفى الصحفيين، إضافة إلى ذلك أداء القسم على ميثاق شرف الصحفي. فعلا أن طموحات النقابة التي هي قيد التأسيس يراها البعض خيالية، لكن إن أثبت الصحفيون وجودهم ستتحقق بإذن الله … * يتحدث البعض بسوداوية عن مستقبل قطاع الإعلام بالجزائر، هل أنت متفائل؟ الإعلام الجزائري في الطريق الصحيح ...وما يحصل هو مخاض وأحس بأنه سيصل خاصة مع نقابة قوية واحدة موحدة تحفظ حقوق الصحفي الجزائري وتقدم خدمة نبيلة للمواطن .......والقلوب الصافية ستربح في الأخير. أشكر جريدة "الحوار" على إتاحة الفرصة للكلام من منبرها الحر والمحترف … تحياتي النضالية. حاورته: سامية حميش