صحفي شاب اقتحم الصحافة من باب التدوين الالكتروني.. لم يكن بحاجة إلى تكوين في المهنة بقدر حاجته إلى فرصة تتاح له للتفجير، لذلك وظف في اليوم ذاته دون المرور على فترة تربص كما هو معروف في العادة، وارتقى بسرعة من مشرف على الصفحة الدولية إلى رئيس القسم الثقافي، وقبل ذلك فاز بجائزة الفنك الذهبي للنقد السينمائي، وسبق له الفوز بجائزة مشتركة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ومجلة العربي، وصدر له العام الماضي مجموعة قصصية بعنوان ''ست عيون في العتمة''، كما اختار محرك البحث غوغل مدونته كأحسن مدونة في المغرب العربي، هذا الصحفي المتألق ليس سوى علاوة حاجي رئيس القسم الثقافي ليومية وقت الجزائر، والصحفي السابق في يومية الفجر وأسبوعيتي المحقق والخبر، جريدة المستقبل استقبلته وأجرت معه هذا الحوار: كيف بدأت مسيرتك الصحفية؟ - بدأت الصحافة مع جريدة الفجر في 7002 كصحفي في القسم الدولي لمدة سبعة أشهر ثم رئيس القسم الثقافي بالجريدة نفسها ولكن قبل ذلك بنحو سنتين كنت مدونا إلكترونيا ثم انتقلت إلى الصحافة المكتوبة، وعلى حد علمي هذه هي التجربة الوحيدة التي انطلقت من التدوين الالكتروني ثم تحولت إلى الإعلام المحترف. قبل ذلك كله هل كانت دراستك الجامعية في تخصص الصحافة؟ - بل درست اللغة والأدب العربي في جامعة فرحات عباس بسطيف وتخرجت في العام 5002. وكيف اكتشفت عالم التدوين الالكتروني الذي قادك إلى بحر الصحافة؟ - أولا أحببت الكتابة منذ الطفولة حيث كنت مهتما بالقصة القصيرة والشعر الذي تخليت عنه في مرحلة لاحقة، وبعد التخرج في الجامعة وجدت نفسي بطالا طيلة عام كامل، وفي هذه الحالة كنت أبحث عن منبر لأكتب وعن قارئ مفترض في أي مكان، وكما تعلم عندما تكون في أول الطريق تجد صعوبة في النشر، ومع ذلك كنت أرسل مقالات للجرائد وأنتظر أسبوعا أو أسبوعين، فأحيانا أجدها منشورة وأحيانا أخرى لا تنشر تماما، وفي خضم ذلك اكتشفت المدونات الالكترونية بالصدفة من خلال برنامج تلفزيوني في أحد الفضائيات الذي كان في بداياته في ذلك الوقت في العالم العربي، واستهوتني هذه الفكرة، فكرة أن تكتب نصا ثم يحلق إلى العالم في اللحظة التي تكتبها فيه وتجد أن لك قراء في وقت قصير وهناك تفاعل من القراء في الجزائر وفي العالم وهذه الفرصة لا تتيحها لك حتى الجريدة. رغم مرور سنوات من ظهور المدونات الالكترونية لازال الكثير من الناس حتى المثقفين منهم يجهلون معنى التدوين الالكتروني فكيف تختصر لهم مفهوم هذا الوسيط الإعلامي من خلال تجربتك الشخصية؟ - أولا يجب أن تكون في البداية تتقن استعمال الإعلام الآلي كإدخال الصور والتركيب، وعندما تدخل الموقع الذي يستضيف المدونات وليكن موقع ''مكتوب'' مثلا، وتصمم مدونتك يصبح بإمكانك أن تنشر مواضيع بمنتهى الحرية في المجال الذي تشاء، وأنا بدأت بنشر مواضيع في معظمها سياسية، وأتذكر أن أول نص نشرته حول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي كانت تصريحاته في ولايته الأولى حول إسرائيل مثيرة للجدل، ثم بعد أشهر بدأت الحرب الإسرائيلية السادسة عندما اعتدت تل أبيب على لبنان في 6002، وشهدت هذه الفترة انتعاشا كبيرا للتدوين في العالم العربي. متى بدأت التدوين بالضبط؟ - في نهايات 5002، والأحداث العالمية تجعلك تنفعل وتكتب بشكل تلقائي، ففي 7002 وبالضبط نهار عيد الأضحى المبارك أعدم الرئيس العراقي صدام حسين، وفي ذلك اليوم سجلت مواقع الأنترنيت أكثر من 001 ألف تدوينة حول الموضوع، وفي أفريل 7002 كانت تفجيرات قصر الحكومة وكان لي تعليق حولها، في 9002 محرك البحث غوغل اختار مدونتي ''أنلآن'' كأحسن مدونة في المغرب العربي مع ملاحظة أن عدد المدونين في الجزائر قليل مقارنة مع المغرب وحتى تونس، وهذا حسب نوعية المواضيع مثل قضية المدون الذي اتهم بسب الملك المغربي العام الماضي. رغم أنك تقطن في سطيف وتخرجت في جامعتها إلا أنك فضلت الالتحاق بالمقر المركزي لجريدة الفجر في العاصمة، كيف بدأت رحلة الألف ميل؟ - نعم جئت إلى العاصمة ولكن ليس للعمل في الصحافة ولكن لأشتغل في ورشة بناء، وبالفعل قضيت صيف 6002 في ورشة بناء ولكن أثناء ذلك دخلت تربصا بمركز التدريب الإعلامي الذي يشرف عليه الأستاذ ساعد ساعد ليكون بوابة لدخول هذه المهنة التي أحبها كثيرا، وفي اليوم الذي أردت العودة إلى البيت قلت لماذا لا أجرب حظي في الصحافة، ثم ذهبت إلى جريدة الفجر، وفي ذلك المساء طلبت مقابلة مديرة الجريدة حدة حزام، لكنهم طلبوا مني العودة في الصباح، فذهبت إلى بيت عائلتي في سطيف الذي كان يستضيفني في تلك الأيام وأخبرتهم بأني سأعود إلى ولاية سطيف في الصباح لأنني لم أوفق في إيجاد تربص في الجريدة، لكنهم نصحوني أن أجرب حظي مرة أخيرة، وفي الصباح فوجئت أن مديرة الفجر تستقبلني بشكل طبيعي وطلبت منها إجراء تربص وعندما اطلعت على كتاباتي فوجئت أنها طلبت مني إمضاء عقد العمل بعد خمس دقائق من المقابلة، وكلفتني بالإشراف على القسم الدولي. ما هو السبب الذي جعل مديرة الفجر توظفك بشكل مباشر؟ - اطّلاعها على المقالات التي كنت أنشرها في مدونتي والتي أطبعها وأعيد تنظيمها في شكل كتيب ليطلع عليه بعض الذين لا يستخدمون الأنترنيت، ويبدو أن مديرة الجريدة اقتنعت بما كنت أكتب، ووظفتني بعقد وتأمين وبكل الشروط التي كان يحظى بها أي صحفي دائم، وحتى المرتب كان محترما في ذلك الوقت مقارنة بصحفي مبتدئ أو حتى بالنسبة لبعض الصحافيين العاملين بالجريدة إذ كنت أتقاضى 51 ألف دينار. بدايتك كانت مع القسم الدولي الذي لا توليه الصحافة الجزائرية أهمية كبيرة، فهل استطعت أن تضع لمستك الخاصة على هذا القسم؟ استفدت كثيرا من هذه التجربة رغم بساطتها؛ فالصحافة الدولية في الجزائر معظمها نسخ للأخبار من مواقع الأنترنيت الإخبارية، ولكن حتى ذلك النسخ عندما تعمل بذكاء يمكنك أن تصنع بعض التميز وأن تستفيد، وهذا هو تربصي الذي لم يكن بمساعدة أحد، ولم يشرف على تكويني أي صحفي، وبعد هذه التجربة لحد الآن ولا واحد غيّر لي عنواني، ولكني كنت أتعلم من خلال هذه التجربة على يد مدارس مثل ال''بي بي سي'' أو الجزيرة أو العربية في كيفية كتابة موضوع وصياغة العناوين، وهذه الأشياء تتعلمها لوحدك من خلال الأخبار التي تتعامل معها يوميا، كما أن كل هذه الجرائد التي تصدر في الجزائر تتعلم وتستفيد منها بشكل مباشر أو غير مباشر. من القسم الدولي رقيت بسرعة إلى رئيس القسم الثقافي، كيف تم ذلك؟ كانت نهاية السنة والعديد من الصحافيين خاصة في القسم الثقافي كانوا في عطلة، والجريدة كانت تحضر لملف حول حصاد 7002، التي شهدت تنصيب ياسمينة خضراء كمدير للمركز الثقافي بباريس وأسال ذلك كثيرا من الحبر، وأيضا تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، فهذا العام كان فيه نوع من الحركية الثقافية، ولما عرضوا علي إعداد هذا الحصاد أنجزته بشكل أعجب به مسؤولو الجريدة فعرضوا علي رئاسة القسم الثقافي. من كان حينها رئيسا للقسم الثقافي؟ الزميلة ذهبية عبد القادر التي تعمل اليوم بالمستقبل وأحييها بالمناسبة. كم قضيت من الوقت على رأس القسم الثقافي؟ لم استمر طويلا إذ أنني قدمت استقالتي في جويلية 7002. لماذا استقلت؟ لا أدري بالضبط لماذا، حتى أن استقالتي كانت مفاجأة للجميع لأني كنت أعمل بشكل طبيعي. هل قدم لك عرض مغر في جريدة أخرى؟ هذا ما اعتقده الكثيرون، خصوصا وأن وضعي المادي تحسن داخل الجريدة بارتقائي إلى رئيس القسم، فضلا عن الجائزة التي تحصلت عليها من الفنك الذهبي في فيفري حيث تهاطلت علي عروض العمل، لكني تجاهلتها وتعاملت معها كأنها لا شيء، لأنه من الناحية الأخلاقية لم أكن أريد أن أترك الجريدة التي أعطتني فرصة للبروز والفوز بجائزة محترمة في الوقت الذي أغلقت في وجهي كثير من الأبواب. لكنك لم تجبنا عن السبب الحقيقي الذي دفعك للاستقالة من الجريدة التي أعطتك فرصة البروز؟ أحسست بأن هناك نوعا من الجمود، فرغبت في البحث عن فضاء آخر للتغيير، حتى قبل التحاقي بالفجر لم أكن أمكث في عمل واحد أكثر من ثلاثة أشهر سواء في ورشة بناء أو في مقهى أو مطعم أو فندق أو في الفلاحة. نعود إلى جائزة الفنك الذهبي ما هي قصة فوزك بها؟ أتذكر أن هذه الجائزة كانت نذير شؤم علي، لأنني بعد أن منحت الجائزة بعض الزملاء كتبوا يقولون أن الجائزة ''مخدومة'' رغم أني لم أكن أعرف أحدا في هذا الوسط، إذ أنني سمعت بهذه المسابقة من خلال إعلان لمؤسسة الفنك الذهبي تمنح جائزة للنقد السينمائي وهي الأولى من نوعها في هذا المجال، ونظم حمراوي حبيب شوقي ندوة صحفية أعلن فيها عن هذه الجائزة التي تصدرت عناوين الصحف وكتبت بالبنط العريض، وعندما أعلن الفائز بالجائزة لم تكتب عن هذا الخبر سوى جريدتين إحداهما تصدر بوهران، أما بقية الجرائد وخاصة الكبيرة منها تعاملت مع الحدث كأنه لا شيء وكتبت أعمدة تنتقد نزاهة المسابقة وتتساءل عن عدم إعلامهم بها للمشاركة فيها رغم أنني أعلمت من طرف هذه الجرائد نفسها. وكيف شاركت في هذه المسابقة بعدما علمت بها؟ أخبرنا بأن هذه الجائزة قيمتها 52 مليون سنتيم وقالوا لنا سنعرض عليكم فيلما سينمائيا ويشاهده طلبة جامعيون وصحافيون يكتبون باللغتين العربية والفرنسية، وطلب مني زملائي أن أرافقهم فلم أمانع وذهبنا إلى قاعة الموقار لمشاهدة الفيلم الذي كان يحمل عنوان ''أجنحة متكسرة'' للكاتب والروائي رشد جغوادي، وشاهدت هذا العمل السينمائي ليس بهدف المشاركة في المسابقة. ولكن لأن السينما تستهويني، وكنت أكتب في النقد السينمائي قبل هذا التاريخ وأقوم بنشرها على مدونتي، وشاهدنا الفيلم وكتبنا مقالاتنا النقدية في نفس اليوم، ولا أقول أن الفيلم أعجبني ولكنه أثر فيّ لأنه يتحدث عن الناس الذين يقتاتون من المفرغات العمومية ويسكنون في المحيط، وسلمت المقال النقدي وفوجئت بعد يومين باتصال مؤسسة الفنك الذهبي وطلبوا مني أن آتي للمشاركة في ختام الملتقى الدولي السينمائي. وكيف علمت بأنك فزت بالجائزة؟ من خلال إصرارهم على حضوري فهمت أنني فزت بهذه الجائزة، لذلك حضّرت كلمة لألقيها بالمناسبة قلت فيها: نحن لسنا بحاجة إلى مال إذا لم يكن هناك متابعة وقصدت بذلك التكوين لأننا لا نملك نقادا سينمائيين، وليس أن تعطيني جائزة وتقول لي مع السلامة وهو ما حدث فعلا، وعندما شاهدني بعض الصحافيين أقرأ كلمتي من الورقة كتبوا بأن قائمة الفائزين بالفنك الذهبي كانت معدة سلفا، في ذلك اليوم جاءتني الصدمة الأولى وأحسست أن الأمور ليست بالبراءة التي كنت أتصورها. كيف ذلك ؟ أول من يحارب الصحفي ويضع العراقيل في وجهه بالجزائر هو الصحفي ذاته. الغيرة موجودة أكثر في ميدان الأدب، وهذا ما يسمى بالغيرة المهنية، وهذه الصدمة الأولى أعطتني نضجا في كيفية التعامل مع الناس لأن الأمور لا تكون دوما بالبراءة وربما السذاجة التي تتصورها، وتأكدت أن هناك أشخاصا أعداء فعلا للنجاح خاصة عندما يجدون أنفسهم غير قادرين لتقديم الأفضل. المديرة حدة حزام كتبت عمودا انتقدت فيه بشدة حمراوي حبيب شوقي مدير التلفزيون والفنك الذهبي آنذاك ما خلفيات كل ذلك الهجوم الحاد؟ حدث هناك خطأ، فوكالة الأنباء الجزائرية أخطأت في اسمي وكتبته بشكل مختلف ثم لم يذكروا بأن علاوة حاجي صحفي بجريدة الفجر، ولكنهم قالوا بأنني طالب جامعي، وكان خطئي لأنني عندما ألقيت الكلمة في الحفل لم أعرف بنفسي، لكن التلفزيون الجزائري نقل الخبر صحيحا وذكر اسمي بالكامل علاوة حاجي صحفي بجريدة الفجر مما يعني أن الخطأ لم يكن مقصودا، ولكن مديرة الفجر أخذت الأمر بنوع من الحساسية واعتقدت أن حمراوي يحاول تهميش جريدة الفجر خاصة وأن علاقة التلفزيون بالجريدة لم تكن على ما يرام، فلما قرأت العمود فوجئت وقلت للمديرة بأن الأمر غير مقصود حتى أن حمراوي اعتذر وطلب أن يصحح خطأ لم يرتكبه بعشاء ودي على شرف الفائز بالجائزة ولا تسألني ماذا حدث بعد ذلك (يبتسم بأسف). أين كانت وجهتك الأخرى بعد الفجر؟ ذهبت إلى سطيف، رغم أنني كنت متفقا مع الخبر الأسبوعي لألتحق بهم لكني فضلت أن أبقى في فترة نقاهة بالبيت لمدة شهرين حيث أكملت مجموعتي القصصية وأرسلتها إلى الناشر. كيف بدأت قصتك مع كتابة القصة القصيرة؟ قبل أن ألتحق بالصحافة نشرت قصة قصيرة بمجلة ''العربي'' الكويتية وفزت بجائزة أحسن قصة قصيرة لل''بي بي سي'' وهي جائزة شهرية مشتركة بين هيئة الإذاعة البريطانية ومجلة العربي، ويشارك فيها المئات من مختلف الدول العربية، وهناك كاتب يقرأ هذه القصص ويختار في نهاية الشهر أربع قصص الأولى مرتبة ترتيبا تنازليا، وفزت حينها بالجائزة عن قصة ''طفل في محفظة'' وسمعت كلاما مشجعا من الناقد وصدفة كان واسيني الأعرج. ماذا قال عنك؟ قال إن هذه القصة تنم عن موهبة حقيقية لو وجدت دعما ومتابعة نقدية في النشر ستصبح صوتا قصصيا هاما في المستقبل، ثم غاص في التفاصيل النفسية للقصة لدرجة تكتشف أنه رغم أنك قدمت نصا بسيطا من ناحية البناء إلا أن فيه نوعا من العمق، وفي التدوين كنت أكتب القصة القصيرة، لأن فيها عنصر السرعة، خصوصا القصة القصيرة جدا وهي تتناغم مع طبيعة النشر الالكتروني الذي لا يجب النصوص الطويلة جدا، وقد نشرت عددا كبيرا من القصص القصيرة جدا في المدونة بالإضافة إلى الرواية القصيرة التي تسمى ''النوفيلا''، حيث كتبته في فترة نقاهتي بسطيف وعنوانها ''هذه ليست بقصة'' ونشرت مجموعة قصصية تتضمن 04 قصة قصيرة بعنوان ''ست عيون في العتمة''. ما هو المجال الذي تدور فيه هذه المجموعة القصصية؟ فيه الجانب العاطفي يتحدث عن شاب جامعي تخرج في الجامعة ولم يتمكن من الزواج من خطيبته، وزوم على الوضع السياسي في البلاد وعن الحرقة، وقوة هذه المجموعة القصصية حسبما كتب عنها أنها تتحدث عن هموم الشباب الذي عندما يقرأ هذا الكتاب يجد يومياته مع الجامعة والبطالة مع الحرقة وهذه هي الفسيفساء التي يعيشها الشاب الجزائري. بعد أن خرجت من فترة النقاهة هل التحقت بالخبر الأسبوعي؟ قبل أن ألتحق بالخبر الأسبوعي اشتغلت في أسبوعية المحقق لمدة قصيرة في نفس الفترة التي كنت أعمل بها في جريدة الفجر، وكان من المفروض أن أشرف على ست صفحات، أنجزت حوارين في صفحة بدون تحفظ مع صحفيين بالإضافة إلى إعداد صفحة خاصة بأخبار الإعلاميين، ولكني في الحقيقة تكاسلت ولم أستطع التوفيق بين يومية وأسبوعية في نفس الوقت، فتوقفت، وقبل أن أستقيل من الفجر كانت لي اتصالات مع مدير الإذاعة الثقافية جمال شعلال الذي تعرفت عليه في حصة تلفزيونية شاركنا فيها، وعندما عرضت عليه رغبتي في تقديم الأخبار بالإذاعة تحمس لها، وقال لي أفضل أن نوقع العقد بعد عودتي من العطلة، فقلت آخذ عطلتي وعند عودتي أعمل في الخبر الأسبوعي والإذاعة الثقافية في نفس الوقت، لأن أسبوعية لا تتطلب الكثير من الوقت، وبعد انتهاء فترة نقاهتي عدت إلى العاصمة لتوقيع عقد توظيفي في الإذاعة الثقافية وكان أول خبر وصلني هو إقالة جمال شعلال ووجدت نفسي خارج الإذاعة قبل أن أدخلها، فهذا أطرف ما حدث لي في عالم الصحافة. ماذا يمكنك أن تقول عن تجربتك في الخبر الأسبوعي؟ هي تجربة مميزة، وتعرفت على زملاء في مستوى عال مثل علاوة بوجادي الذي عندما أقرأ له أحس بالاستمتاع بالقراءة له، وهناك الزميل علي رحالية الذي كان لي شرف التعرف عليه في الجريدة بالإضافة إلى الزميل كمال زايت الذي أعتبره مثالا للمهنية والاحترافية بالنظر إلى الدقة والصرامة التي يعمل بها وهو شيء يحتذى به، واستطاعت الخبر الأسبوعي بطاقمها السابق والجديد أن تصبح الجريدة رقم واحد في الجزائر متخطية جريدة المحقق السري التي توقفت بعدها، بدليل أنه كلما تكتب شيئا تحس بأن فيها أناسا قرأت وتفاعلت. خرجت من الخبر الأسبوعي في عز استفاقتها والتحقت بيومية جديدة، لماذا فضلت المغامرة في مشروع غامض؟ كانت لدي هواجسي في البداية، فجريدة ''وقت الجزائر'' صدرت قبيل رئاسيات 9002 وخرجت إشاعات تقول بأنها ستتوقف بعد انتهاء الرئاسيات، ومن ناحية أخرى كنا نسمع عنها بأنها جريدة كبيرة ستنافس الخبر والشروق، وأنا نظرت إلى الجانب الإيجابي فالعرض كان مغريا مقارنة بما كنت أتقاضاه في الخبر الأسبوعي. ما هي مشاريعك القادمة؟ مازلت أنتظر فرصتي في الإذاعة والتلفزيون، فقد نزلت من سطيف إلى العاصمة لأعمل في التلفزيون وليس في الصحافة المكتوبة هذا هو هدفي الذي أبحث عنه.