بحلول شهر رمضان الفضيل، تحل معه أزمة النقل بالعاصمة خصوصا خلال السهرات الليلية، حيث يجد المسافرون الراغبون في التنقل من مكان لآخر صعوبة كبيرة في استقلال حافلة، بسبب قلة عدد هذه الوسائل سواء العمومية والخاصة، ما يطرح سؤالا كبيرا عن دور مديرية النقل في اتخاذ تدابير قانونية من شأنها أن تضبط برنامج نقل مضبوط يوفر للمسافرين الحافلات على مدار شهر رمضان ولا سيما ليلا. أصبح مشكل نقص وسائل النقل خلال شهر الصيام وتحديدا ليلا، على مستوى بعض بلديات العاصمة على غرار الدرارية والسويدانية والرغاية والهراوة حجرة عثرة أمام المسافرين بل ومعضلة حقيقية تستدعي تدخل الجهات الوصية لحمل أصحاب الحافلات الخاصة والعامة على تسخير حافلات كافية تسمح بتنقلهم. وحسب بعض المسافرين الذين تحدثوا ل"الحوار"، فإن نقص حافلات النقل ليلا حرمهم من التنقل والسهر خارج بيوتهم و زيارة أقاربهم، فيما يجد بعضهم نفسه مجبرا في الحالات الاضطرارية على استقلال سيارات "الكلوندستان" ما يفرغ جيوبهم. وتساءل نفس محدثينا عن سبب غياب المصالح المعنية في مقدمتها مديرية النقل وقوانينها التي يجب أن تلزم أصحاب حافلات النقل العمومي والخاص على المداومة خلال السهرات الليلية أو على الأقل بتوفير الحد الأدنى المضمون من الحافلات التي من شأنها أن تغطي عدد المسافرين ليلا، سيما وأن عددهم خلال فصل الصيف مرتفع، حيث يرغب الكثير من العاصميين قضاء سهراتهم الليلية خارج بيوتهم، لكن بسبب نقص الحافلات يحرمون من الخروج. وفي اعتقاد البعض، فإن العاصمة على وجه التحديد يجب أن تتوفر فيها وسائل النقل ليلا ليس فقط فقط خلال شهر رمضان بل على مدار سائر أيام السنة حتى تواكب تطور عواصم الدول الكبرى وحتى بعض الدول العربية التي تبقى عواصمها حيوية طيلة الليل ويجد سكانها كل وسائل النقل والمحلات مفتوحة.
* رئيس الاتحادية الوطنية للناقلين الخواص عبد القادر شريط ل"الحوار" * نطالب وزارة النقل بوضع قانون يلزم أصحاب الحافلات على المداومة الليلية دعا رئيس الاتحادية الوطنية للناقلين الخواص، عبد القادر بوشريط، في اتصال هاتفي ب"الحوار"، وزارة النقل إلى ضرورة إضافة بند في دفتر الشروط تجبر أصحاب الحافلات على المداومة الليلية في الأيام العادية وشهر رمضان خاصة في المدن الكبرى. وبحسب عبد القادر بوشريط، فإن المسافرين نهارا لا يشكون من قلة وسائل النقل في رمضان، بينما يعانون بنسب متفاوتة من قلتها ليلا، كاشفا أن نسبة الحافلات المداومة ليلا خلال شهر رمضان المبارك، تتراوح بين 15 و20 بالمئة من أصل 80 ألف حافلة على المستوى الوطني، منها 60 ألف حافلة تابعة للنقل الخاص، وهي نسبة مداومة قليلة قياسا بتزايد عدد المسافرين ليلا خلال رمضان الصيف، أين تفضل العائلة الجزائرية قضاء سهراتها خارج بيوتها خصوصا في الأسبوعين الأخيرين من شهر الصيام، حيث تقرر معظم العوائل اقتناء حاجياتها استعدادا لعيد الفطر ليلا. وربط رئيس الاتحادية نقص وسائل النقل خلال سهرات رمضان بنقص عدد السائقين و رفض غالبيتهم العمل ليلا، مبرزا أن الجزائريين يفتقدون لثقافة النقل في الليل، وأن الحكومة بدورها تفتقدها ولا تدعم من يحاول بعثها عدا خلال شهر الصيام، معتبرين، كما يرى، أن النقل يجب أن يكون موفرا إلا في رمضان. وكشف عبد القادر بوشريط، عن مشروع" العاصمة لا تنام" الذي كان قد عرض على الوزير الأول عبد المالك سلال، غير أنه لم يجد طريقا للتجسيد على أرض الواقع، لافتا إلى أن المشروع حتى ينجح يجب أن يرافق بشرط توفير الإنارة العمومية وفتح المحلات. ومثلما يعتقد، فإن الأميار مجبرين على مد يد المساعدة والقيام بدورهم لأجل الضغط على مصالح الإنارة العمومية لأجل توفير الإنارة ومنها توفير الأمن للمسافرين والموطنين وأصحاب الحافلات والتجار. وقال رئيس اتحادية الناقلين الخواص:" رؤساء البلدية رئة الإنارة العمومية، بحيث يكمن دورهم في مراسلة مصالح الإنارة العمومية والضغط عليها لتوفير الإضاءة ومنها توفير الأمن وتشجيع التجار على فتح محلاتهم ومنها تشجيع المواطنين على الخروج وكذا أصحاب الحافلات على مواكبة نشاط المسافرين ليلا".