* السؤال الأول : يعتقد أن الإسلام أهان المرأة بأن أباح للزوج ضربها، فما حقيقة ذلك؟ ج/ ورد ضرب النساء في القرآن الكريم في موضع واحد، وهو قوله تعالى: "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" النساء 21. فإذا لم ينجح علاج الوعظ والهجر يلجأ الزّوج إلى الطّريقة الثّالثة والأخيرة من طرق علاج النّشوز، و هي الضّرب الّذي جعله القرآن الكريم آخر الطّرق الإصلاحيّة الّتي يملكها الزّوج على زوجته، ولا يلجأ الزّوج إلى الضّرب إلّا إذا تعذّر عليه إصلاحها بالموعظة الحسنة أوالهجر في المضجع. فالإسلام نظر إلى الزّواج نظرة ملؤها الإجلال و الإكبار، ومنحه كثيرا من العناية لحماية العلاقة الزّوجيّة من التّدهور، ويتجلّى هذا في الوسائل الّتي وضعتها لعلاج النّشوز والشّقاق باعتبارهما من أخطر الأمراض الّتي قد تعصف بالحياة الزّوجيّة وتهدّد أمنها. والمرأة الناشز هي التي تمتنع عن أداء واجباتها التي هي حقوق للزوج كخروجها من البيت الزوجية بدون إذنه، أو امتناعها عن تمكين الزوج منها، أوترك الفرائض كالصلاة والصوم وما إلى ذلك. وفي تلك المخالفات أرشد الله الأزواج لتقويم نسائهن بالوعظ، ثم أباح له أن يهجرها في الفراش محاولة منه للضغط عليها وأباح له أن يضربها ضربة خفيفة لا تترك أثرا كالضرب بالسواك وهو مايسمى بالضرب غير المبرّح، ليظهر لها غضبه وعدم الرضى بإصرارها على ترك الواجبات، وقد بين الله سبحانه وتعالى أن العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة على المودة والرحمة في قوله تعالى:" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الروم 19. وهذا يتنافى مع الضرب المبرّح والإيذاء، وقد استنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك استنكارا شديدا، فيقول: "أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد ثم يجامعها في آخر اليوم؟"، أخرجه البخاري: 5/1997، ردا على من زعم أن الإسلام أهان المرأة بأن أباح للزوج ضربها.