ما هي الآداب التي يشرع للزوج فعلها ليلة البناء؟ أن يضع يدَه على ناصيَتها - مقدمة رأسها - ويقول كما ورد في الحديث “إذا أفاد أحدُكُم امرأة أو خادما أو دابَّة، فلْيأخذ بناصيَتها، وليقُل: اللَّهُمَّ إنّي أسألُك من خيرها وخيْر ما جُبلَتْ عليْه، وأعوذ بكَ من شرّها وشرّ ما جُبلتْ عليه” رواه ابنُ ماجه، وحسَّنه الألباني. - صلاة الزَّوجين معا ركعَتَين، فعن شقيقٍ قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله يقال له: أبو جرير، فقال: إنّي تزوَّجتُ جارية شابَّة، وإنّي أخافُ أن تفركني، قال: فقال عبد الله: “إنَّ الإلف من الله، والفرك من الشَّيطان، يريد أن يكرّه إليْكُم ما أحلَّ الله، فإذا أتتْك، فمُرْها أن تصلّي وراءك ركعَتَين”. - يجب عليْه عند الجماع الالتزام بالآداب التي حثَّ عليْها الإسْلام، ومنها: 1- التطيُّب؛ ففي الصَّحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنْها - قالتْ: “كنتُ أُطَيّب رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيطوف على نسائه، ثم يصبح مُحرما ينضح طيبا”. 2- أن يقولَ عند الجماع ما ورد في الصَّحيحين، عن ابن عبَّاس - رضي الله عنْه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم: “لو أنَّ أحَدَكم إذا أراد أن يأْتيَ أهْله قال: بسم الله، اللَّهُمَّ جنّبْنا الشَّيطان، وجنّب الشيطان ما رزقْتَنا، فإنَّه إن يقدر بينهما ولد في ذلك، لم يضره الشَّيطان أبدا. 3- أن يعلم الزَّوج أنَّه يَحرُم الوطْء في الدُّبُر، ولا يَجوز إلاَّ في الفرْج الذي هو موضعُ الحرْث؛ لقوله تعالى: “نسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شئْتُمْ”. 4- إذا قضى الزَّوْج إربه، فلا ينزع حتَّى تقْضيَ الزَّوجة إربَها. 5- وجوب الغُسْل بعد الجماع، ولو لم يتمَّ الإنزال. هناك من يعتقد أن الإسلام أهان المرأة بأن أباح للزوج ضربها، فما حقيقة ذلك؟ ورد ضرب النساء في القرآن الكريم في موضع واحد وهو قوله تعالى: “وَاللَّاتي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ في الْمَضَاجع وَاضْربُوهُنَّ فَإنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهنَّ سَبيلا إنَّ اللَّهَ كَانَ عَليّا كَبيرا” النساء 21. فإذا لم ينجح علاج الوعظ والهجر يلجأ الزّوج إلى الطّريقة الثّالثة والأخيرة من طرق علاج النّشوز، وهي الضّرب الّذي جعله القرآن الكريم آخر الطّرق الإصلاحيّة الّتي يملكها الزّوج على زوجته، ولا يلجأ الزّوج إلى الضّرب إلّا إذا تعذّر عليه إصلاحها بالموعظة الحسنة أو الهجر في المضجع. فالإسلام نظر إلى الزّواج نظرة ملؤها الإجلال والإكبار، ومنحه كثيرا من العناية لحماية العلاقة الزّوجيّة من التّدهور، ويتجلّى هذا في الوسائل الّتي وضعتها لعلاج النّشوز والشّقاق باعتبارهما من أخطر الأمراض الّتي قد تعصف بالحياة الزّوجيّة و تهدّد أمنها. والمرأة الناشز هي التي تمتنع عن أداء واجباتها التي هي حقوق للزوج كخروجها من البيت الزوجية بدون إذنه، أو امتناعها عن تمكين الزوج منها، أو ترك الفرائض كالصلاة والصوم وما إلى ذلك. وفي تلك المخالفات أرشد الله الأزواج لتقويم نسائهن بالوعظ، ثم أباح له أن يهجرها في الفراش محاولة منه للضغط عليها وأباح له أن يضربها ضربة خفيفة لا تترك أثرا كالضرب بالسواك، وهو ما يسمى بالضرب غير المبرّح، ليظهر لها غضبه وعدم الرضا بإصرارها على ترك الواجبات، وقد بين الله سبحانه وتعالى أن العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة على المودة والرحمة في قوله تعالى: “وَمنْ آيَاته أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسكُمْ أَزْوَاجا لّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّة وَرَحْمَة إنَّ في ذَلكَ لَآيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” الروم 19. وهذا يتنافى مع الضرب المبرّح والإيذاء. وقد استنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك استنكارا شديدا فيقول: “أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد ثم يجامعها في آخر اليوم؟”، أخرجه البخاري: 5/1997. ردا على من زعم أن الإسلام أهان المرأة بأن أباح للزوج ضربها.