يعيش سكان الحي القصديري ''العافية'' ببلدية القبة أوضاعا مزرية نتيجة غياب التهيئة وأساسيات الحياة الضرورية رغم الوعود الكثيرة الخاصة بتسوية الوضعية القانونية والإدارية للحي أو ترحيلهم إلى سكنات جديدة. وقد أكد قاطنو الحي أن معاناتهم تعود إلى أكثر من 15 سنة، حيث يضم هذا الأخير 120 بناية قصديرية توسعت بطريقة غير قانونية بسبب تخبط أصحابها في أزمة السكن، مما جعلهم يعيشون وضعية مزرية صار يتفاقم حجمها يوما بعد يوم، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث يتحول الحي إلى برك من الأوحال المتراكمة التي تتسبب في عرقلة حركة المرور. فضلا عن ارتفاع درجة الرطوبة التي حولت معظم السكان إلى مرضى ومصابين بالحساسية تتحول بسرعة إلى داء الربو القاتل، والذي أكد العديد من السكان أنه مس فئة المسنين والأطفال منهم على حد السواء، ولا يقل الوضع خطورة في فصل الصيف بسبب انتشار مختلف الحشرات السامة والجرذان، ما يشكل خطرا على صحة المواطنين، حيث أكد السكان أنه تم تسجيل عدة إصابات بالأمراض والأوبئة المختلفة خلال الصائفة الماضية. وما زاد من تذمر السكان هو أنه بالرغم من أن البلدية بادرت بتسجيلهم في أكثر من مناسبة، إلا أن الوضعية لا تزال على حالها، كون عملية الترحيل تبقى من صلاحيات الولاية ولا علاقة للسلطات المحلية بهذه الإجراءات سوى إيصال استغاثتهم إلى المعنيين بالأمر. وقد واصل السكان إطلاعنا على معاناتهم من خلال التطرق للحديث عما زاد من مخاوفهم بعد رواج إشاعات مفادها إمكانية تهديم بعض بيوت الحي من طرف السلطات المحلية، وهو ما جعلهم يعيشون في قلق دائم خوفا من المصير المجهول، منتظرين أمل أن يتم النظر في حقيقة هذه الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة من طرف المسؤولين سواء بتسوية الوضعية القانونية أو الاستفادة من سكنات اجتماعية حسب الأولوية. وقد أشارت في نفس السياق ذات العائلات إلى أنها سمعت منذ فترة ردودا إيجابية من محيط بلدية القبة، مفادها أن وضعية الحي قد تم النظر فيها وهي محل الدراسة، وهناك مشروع في الأفق لترحيلهم إلى سكنات اجتماعية جديدة، وفي انتظار ذلك تبقى العائلات بالحي القصديري العافية تتخبط وسط البؤس والحرمان إلى غاية تسوية وضعيتهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة تزيح عنهم الشقاء