"200 عائلة تقطن بمحتشد أقامه الاستعمار وتناسته السلطات".. هي عينة من بين الشعارات العديدة التي حمتلها ورددتها أزيد من 200 عائلة أمس تقيم بحي فانتان فراش بوادي قريش القصديري، بنبرة كلها تذمر واستياء من الوعود التي طال أمدها دون فائدة واحتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشها في الحي القائم منذ الفترة الاستعمارية إلا أن تدخل والي العاصمة حال دون مواصلة الاعتصام. شهدت الحديقة العمومية المحاذية لحي فانتان فراش القصديري ببلدية وادي قريش منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، حركة غير عادية واكتظاظا كبيرا من قبل سكان الحي المذكور رجالا، نساء، شيوخا وأطفالا، حاملين لافتات تعكس الوضعية المزرية التي يعيشونها في أقدم حي قصديري بقلب العاصمة والذي يعود إلى سنة 1959. جدير بالذكر أن هذا الحي كان عبارة عن ثكنة عسكرية ليتحول فيما بعد إلى سكنات لإقامة هذه العائلات على أن يكون ذلك بصفة مؤقتة، إلا أن تواجدهم بالحي طال أكثر من ذلك رغم توالي العهدات وتوزيع العديد من البرامج السكنية. قاطنو الحي يصفون حيهم ب "القبر المنسي" رغم أن مبنى وزارة الدفاع الوطني لا يبعد عن الحي إلا ببضعة أمتار فقط.وفي سياق ذي صلة، أكد سكان الحي أنه سبق لهم تلقي العديد من الوعود سواء من قبل رئيس البلدية أو الوالي المنتدب، لكن ولغاية اليوم لم يتخذ أي منهم إجراء ميدانيا لتخليصهم من هذه المعاناة التي طال أمدها في ظل غياب أدق متطلبات الحياة، زيادة على تأثر الحي بمختلف الكوارث الطبيعية التي عرفتها العاصمة كان آخرها الفيضانات الأخيرة والتي كادت تقضي على ماتبقى، وككل مرة تتأهب السلطات لدحض الخطر عن العائلات لتنساها كلية بعد ذلك رغم ما يعانيه المواطن في هذا الحي من عدة أمراض فتاكة تسببت في موت أربعة أشخاص في الآونة الأخيرة.هذا وقد سبق احتجاج أمس عدة اعتصامات، إلا أنه كان أضخمها ذاك الذي شاركت فيه مختلف الفئات حتى تلاميذ المدارس الذين تغيبوا عن مقاعد الدراسة لإيصال انشغالهم إلى المسؤولين، كما عرف الاحتجاج تواجد عدد كبير من رجال الأمن للتحكم في الوضع، والذين عملوا على تفرقة المحتجين بأوامر من والي الجزائر الذي وعد باستقبالهم للنظر في الحلول، وبعد توجههم للولاية تم توجيههم للدائرة الإدارية لباب الواد، حيث وعدهم الوالي المنتدب بتسوية وضعيتهم خلال البرنامج السكني لسنة 2008.