* يجب أن يكون رئيس البلدية مسيرا وليس مديرا دعا ممثلو ولاية الجزائر وفاعلون محليون الأحزاب السياسية إلى ضرورة تفويض منتخبين أكفاء و مسيرين ماهرين، قادرين على تجسيد وعودهم التي يقطعونها خلال الحملات الانتخابية مع المواطنين، وهو ما وافق عليه رئيس بلدية القبة مختار لعجايلية، خلال منتدى "الحوار" حول " واقع التنمية المحلية سنة قبل انتهاء العهدة الانتخابية"، مؤكد أن " سوء تسيير البلديات مرتبط بالمستوى العلمي لرؤسائها، وبأن قوة الدولة من قوة الإدارة"، مضيفا "أي شخص يريد دخول المعترك السياسي وخوض غمار الانتخابات البلدية ملزم بالإنخراط في النضال النقابي والجمعوي، لأن النضال النقابي والجمعوي يشعره بمواطنته أكثر ويسمح له بالاحتكاك أكثر بالمواطنين ومعرفة عن قرب معاناتهم والعمل بجد في تجسيد مشاريعه التنموية التي وعد بها"، قائلا "سكان بلدية القبة محظوظون، فأنا مناضل نقابي وجمعوي، وعليه فأنا على دارية تامة بمعاناة الشعب ومطالبهم، لذا إذا وعدت وفيت". من جهته، أكد رئيس لجنة التربية والتعليم والتكوين لولاية الجزائر، محمد ملهاق، في المنتدى نفسه، على تعميم تجربة اختيار رؤساء البلديات مثلما يختار الوالي من قبل الجهات العليا، حيث بحسبه" لا يمكن أن نختار شخصا لخوض غمار الانتخابات البلدية بناء على شهادة الإقامة ودون شهادة التعليم العالي وكذا فاقدا للكفاءة المهنية"، مبرزا ضرورة اختيار المنتخب الكفؤ والمسير، وهو ما أكدته رئيسة جمعية "ناس الخير" بالدار البيضاء، نجاة لبيدي، بضرورة أن يتحلى رئيس البلدية بالأخلاق وأن يكون كفؤا ومسيرا، فيما شدّد رئيس الاتحادية الوطنية لعمال البلديات على رؤساء البلديات فتح قنوات الحوار معهم باعتبارهم شريكا اجتماعيا بحكم القانون والدستور الجزائري.
ودافع منشطو منتدى" الحوار"، بقوة عن منصب رئيس البلدية، بوجوب أن يكون المترشح له مسيرا كفؤا وصاحب شهادة علمية ومنخرطا في النضال النقابي والجمعوي، مؤكدين على صعيد آخر وجوب أن يعين الأمين العام ولا أن يؤتى به من بلديات أخرى، لأنه الأولى بإدارة أمور البلدية، ولأن رئيس البلدية الأولى في تسييرها وحل مشاكل عمالها و مواطنيها.
* رئيس بلدية القبة مختار لعجايلية " سكان القبة محظوظون لأني مناضل نقابي وجمعوي" ويعتقد رئيس بلدية القبة، مختار لعجايلية، في منتدى"الحوار"، أن رئيس البلدية مطالب بتغليب كفة التعاون مع المواطن وكسب ثقته، سيما وأن المواطن الجزائري واع جدا.
وقال رئيس البلدية، في منتدى "الحوار"، إننا " كرؤساء البلديات ملزمون على كسب ثقة مواطنينا، فضلا عن هذا فإن نجاح أي رئيس بلدية مرتبط بانخراطه في الحركة الجمعوية والنقابية"، وأضاف أن" نجاح أي رئيس بلدية في تجسيد مشاريعه التنموية التي يعد بها المواطنين خلال الحملات الانتخابيه مرتبط أيضا بالنضال النقابي والجمعوي، فالمناضل في الجمعيات والنقابات يعرف جيدا كيف يسير الأشخاص ويكون قادرا على كيفية حل مشاكلهم"، لافتا إلى أن "سكان بلدية القبة محظوظون لأن لديهم رئيس بلدية انخرط في الحركة الجمعوية و في النقابة قبل أن يخوض غمار السياسة"، كاشفا أن أول اجتماع له عقده كان مع الجمعيات، أين وقف عند مشاكلهم ومطالبهم، لافتا إلى أن "سوء تسيير البلديات مرتبط بالمستوى العلمي لرؤساء البلديات".
وتابع مختار لعجايلية: "أنا كرئيس بلدية لم أجد صعوبة في تسيير أمور بلديتي لأني أظن أن على رئيس البلدية أن يكسب ثقة المجتمع الذي ينتمي إليه، لذا أعتقد أن هناك رؤساء بلديات يعملون وآخرون يهدمون"، مردفا "لتتحكم في زمام أمور البلدية عليك أن تثقل كفة رئيس المجلس الشعبي البلدي بثقة المواطن وثقة عمال البلدية و ثقة المنتخبين". وعن شروع بعض رؤساء البلديات في تنفيذ برامجهم خلال هذه السنة الأخيرة من العهدة الانتخابية، قال مختار لعجايلية: "لا يجب أن يقابل المواطن ما يقدمه رئيس بلدية خلال السنة الأخيرة من العهدة في التنمية بالرفض والنفور، عليه أن يتجاوب و ينتهز بدوره الفرصة لتنمية بلديته، و عند الانتخابات له كل الخيار في اختيار الشخص المناسب للبلدية، لذا أوجه نداءً للمواطنين بتقديم يد المساعدة لرؤساء البلدية وانتهاز الفرصة خلال هذه السنة الأخيرة من العهدة الانتخابية لتنمية بلدياتهم".
* على الجهات الوصية دمج عمل البلدية ضمن الأعمال الشاقة على صعيد آخر، اغتنم رئيس بلدية القبة فرصة منتدى" الحوار" للحديث عن الواقع المر الذي يتخبط فيه عمال البلديات، قائلا: "عمال البلديات يعانون وأجورهم متدنية، لذا نطالب الجهات الوصية بضرورة دمجهم في الأعمال الشاقة للاستفادة من إجراءات التقاعد النسبي".
* عز الدين حلاسة رئيس الاتحادية الوطنية لعمال البلديات رؤساء البلديات يريدون نقابات عمالية على المقاس بدوره، أكد عز الدين حلاسة، رئيس الاتحادية الوطنية لعمال البلديات، في منتدى"الحوار"، أن" هناك رؤساء بعض بلديات لا يعترفون بالنقابات بل ويغلقون جهارا نهارا أبوابهم أمام النقابات وأي عامل نقابي مع أننا معتمدون، ما يجعلنا نتساءل حول سبب رفض التعامل معنا مع أننا جئنا لمساعدتهم وتقديم المقترحات والحلول التي عجزوا عن تقديمها"، لكن، مثلما ذكر في المنتدى نفسه " هناك رؤساء بلديات ينسقون مع النقابات بل ويدعون لتأسيس نقابة ونقابيتين في البلدية لأٍنهم يعلمون أننا شريك اجتماعي".
وقال عز الدين حلاسة " النقابة العمالية جاءت للدفاع عن الحق المهني والاجتماعي للموظف ولم تات لعرقلة عمل رئيس البلدية، بل وجاءت أيضا لتنوير رئيس البلدية ومساعدته على الحمل الثقيل الذي يسيره وتقديم له المقترحات التي من شأنها أن تساهم في حل مشاكل العمال والمواطنين على حد سواء، وتساعده على تجسيد مشاريعه التنموية التي كان وعد بها خلال الحملة الانتخابية".
واتهم عز الدين حلاسة بعض رؤساء البلدية بمحاولة الاستحواذ على النقابات وتأسيس نقابات على مقاسهم وتعيين الأعضاء الموالين لهم، في إشارة منه إلى أنهم يريدون نقابات لا تفضحهم بل تساعدهم على توسيع شعبيتهم وسط أبناء أحياء البلدية، وقال رئيس الاتحادية في هذا المقام:
"استغرب أمر رفض رؤساء البلديات التعامل معنا كنقابات ونندهش لعدم اعترافهم بالتعددية النقابية مع أنهم جاءوا بعد التعددية الحزبية والنقابية".
* لا حق لرئيس البلدية في تعيين الأمين العام وانتقل حلاسة من هذا للحديث عن دور الأمناء العامين، بأنهم منهم كما قال في منتدى الحوار":" لا يحوزون على شهادات علمية في الإدارة تخولهم تسيير الأمانة العامة للبلدية، وبأنهم معينون ومختارون من قبل رؤساء البلدية، وهو ما يتعارض مع القانون ويؤتى بهم من بلديات أخرى، أي ليسوا من أبناء البلدية". وتابع حلاسة" هناك أمناء عامون لم يدرسوا الإدارة وعيّنوا من قبل رئيس البلدية في الوقت الذي يؤكد فيه القانون أن الأمين العام للبلدية يعين من قبل الجهات العليا ولا يختاره رئيس البلدية"، كاشفا على صعيد آخر عن تقارير متعلقة بتدخل رؤساء البلديات في عمل الأمناء العامين. وهو ما أكد عليه رئيس بلدية القبة، بأن المشكل قائم في أن تعيين الأمين العام للبلدية مرتبط بعدم تطبيق القانون الذي يؤكد على تعيين الأمين العام ولا يختار ولا يعينه رئيس البلدية ولايؤتى به من البلديات الأخرى. وقال مختار لعجايلية "يجب أن يكون للأمين العام للبلدية مستوى جامعي وخبرة عمل 5 سنوات، ويجب أن يكون له سكن وظيفي إلزامي وله صلاحيات واسعة واستمرارية وثابت ويعرف الصغيرة والكبيرة، بل هو من يرسكل رئيس البلدية"، خالصا بالقول" إذا أردنا دولة قوية يجب أن تكون الإدارة قوية".
* رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين محمد ملهاق المراقب المالي وضعف الميزانية عائق رؤساء البلديات من جهته، عرّف رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين، محمد ملهاق، والمكلف بالإعلام على مستوى ولاية الجزائر، علاقتهم برؤساء البلديات بأنها" تكاملية لا أكثر ولا أقل، وأن علاقتنا برؤساء البلديات شخصية أكثر منها ردارية "، كاشفا أن "من رؤساء بلديات مَنْ يفتحون لنا الأبواب وآخرون لا يفتحون لنا أبوابهم". وأوضح ملهاق "الشعب هو من يقيّم عمل رئيس البلدية، وإذا جدّد سكان هذه البلدية عهدة رئيسهم فهذا يعني أنه قدّم عهدة إيجابية وسليمة، وإذا لم يجدد له العهدة فهذه هي سنة الحياة"، في إشارة منه إلى أنه قدم عهدة سلبية.
وحسب ملهاق، في منتدى"الحوار"، فإن ما يعيق دور رؤساء البلديات، عدة أسباب على غرار قانون الصفقات والمراقب المالي والموارد الضعيفة، مبرزا أن هناك رؤساء البلديات يعيشون أزمة خانقة بسبب ضعف المورد المالي، ما يجدون أنفسهم في استمرار مطالبون بمد يدهم لمصالح الولاية لأجل تمويل مشاريعهم التنموية. ويقول محمد ملهاق: "كان المراقب المالي أحد عوائق التنمية في بعض البلديات دون أن ننسى قانون الصفقات والإجراءات الإدارية المعقدة التي تحول دون تمكين رئيس البلدية من تجسيد مشاريعه التنموية التي كان وعد بها خلال الحملة الانتخابية".
وحول رفض رؤساء البلديات طلب المساعدات من الولاية في الوقت الذي تسجل فيه عجزا في الميزانية ومشاكل لبعث المشاريع التنموية واحتواء انشغالات السكان، قال رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين" إذا لم يتقدم أي رئيس بلدية بطلب مساعدات، ونحن بالمقابل نسجل معاناة السكان، نقوم برفع الانشغال لرئيس المجلس الشعبي والوالي".
هذا، وبشأن اختيار رئيس بلدية كفؤ قادر على تجسيد مشاريع السكان التنموية، أكد ملهاق على وجوب اعتماد واختيار رئيس البلدية ليس على الإقامة فحسب بل، كما يرى " يجب أن يكون كفؤا مسيرا ويعين من قبل حزبه مثلما يعين الوالي الذي يكون على أساس شهادة علمية و5 سنوات خبرة مهنية، لأنه من غير المعقول أن يقف رئيس بلدية دون مستوى علمي بجانب الوالي، ولا يمكن لمثل هذا الرئيس أن يخدم بلديته مادام يفتقد للكفاءة المهنية والشهادة العلمية".
* رئيسة جمعية "ناس الخير" بالدار البيضاء نجاة لبيدي نريد رئيس بلدية كفؤ .. والشهادة العلمية لا قيمة لها أمام البيع والشراء من جانبها، فتحت رئيسة جمعية "ناس الخير" بالدار البيضاء، نجاة لبيدي، النار على رئيس بلدية الدار البيضاء، كاشفة رفضه استقبالهم واستقبال المواطنين إلا بعد إجراءات إدارية معقدة. وقالت رئيس الجمعية، نجاة لبيدي"أن رئيس البلدية يرفض فتح الباب للجمعيات منها جمعيتنا"، كاشفة في هذا السياق أن "أمينة الجمعية طلبت لقاءه منذ ستة أشهر غير أنه رفض ذلك ولم يستقبلها". أكثر من هذا اتهمت رئيسة الجمعية رئيس البلدية بحرمانهم من مقر لممارسة نشاطاتهم ومن أعطانا المقر هم المحسنون، بينما رئيس البلدية لم يعطنا أي مقر"، فيما أكدت أن المجتمع الجزائري يحتاج لأحزاب تختار ممثلين أكفاء لخوض غمار الانتخابات البلدية، معتقدة أن اختيار صاحب الشهادة ليس حلا أمام استفحال التزوير وشراء الشهادات بالمال. وتابعت رئيسة الجمعية، مؤكدة على ضرورة رفع مستوى المجتمع وتوعيته وإعادة تربيته كمجتمع متخلق ومتحض، من خلال اختيار رئيس بلدية كفؤ ومتخلق.