في الوقت الذي يعتبر بعض الفاعلين السياسيين، أن الحديث عن الرئاسيات المقبلة سابق لأوانه كون الموعد يفصلنا عنه أكثر من سنتين، وأن الساحة السياسية ستشهد بعد أشهر فقط استحقاقات مفصلية تشريعية ثم محلية وجب إعطاءها الاهتمام اللازم، إلا أن العديد من الشخصيات السياسية والدينية البارزة، دخلت مبكرة خط الترويج والمناداة بعهدة رئاسية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي بدت عليه في الفترة الأخيرة علامات تحسن جلية لحالته الصحية، خلال ظهوره في أكثر من مناسبة للرأي العام. * حزبا السلطة يتفقان على "الخامسة" ورغم أن الرئيس بوتفليقة الذي عدل الدستور مؤخرا وحدد العهدات الرئاسية، لم يبد أي نية لحد الآن لخوض غمار "الخامسة" وهو الذي لم يستنفد من عهدته الرابعة سوى النصف، فقد التحق الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي بركب الداعمين لعهدة خامسة للرئيس في حال ما قرر الترشح سنة 2019، حيث لمح لذلك مباشرة خلال ترؤسه مجلسا ولائيا مغلقا بتيزي وزو، لمناقشة الأمور الداخلية للحزب وإعادة ترتيبها تحسبا للتشريعيات المقبلة، حيث استبعد تفكيره حاليا في الترشح للرئاسيات، متمنيا أن تكون صحة الرئيس لذلك الوقت قد تحسنت أكثر فأكثر، وقال: "هذا الأمر ليس من أولوياتي حاليا، وأتمنى أن تتحسن صحة الرئيس قبل الرئاسيات". من جانبه، اعتبر جمال ولد عباس، مباشرة بعد تعيينه على رأس الأمانة العامة للعتيد، ان "الأفلان مساند ومؤيد لترشح الرئيس بوتفليقة الذي هو الرئيس الشرفي لعهدة خامسة"، وقال إن الرئيس استعاد عافيته من خلال النشاطات التي أصبح يقوم بها، وأوضح بأن القاسم المشترك لمناضلي الأفلان هو عبد العزيز بوتفليقة، قائلا "الذي يجمعنا هو عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الذي ساندناه في الحملات الانتخابية لسنوات 1999 و2004 و2009 و2014 وإن شاء الله في 2019 إذا أطال الله في عمره"، فيما أعاد جمال ولد عباس، أمس الأول، في حديثه إلى الصحافة على هامش حضوره افتتاح مؤتمر حركة البناء الوطني، بالجزائر العاصمة، أنه "من البديهي أن يعين الأفلان رئيسه –عبد العزيز بوتفليقة– مرشحا لرئاسيات 2019 إذا هو قبل بذلك". * الموالاة تشدد على الاستمرارية في نفس النهج وقبل الأفلان، والأرندي، أعلن الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس أن حزبه سيساند الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إذا اختار أن يترشح لعهدة خامسة، حيث قال الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية في حوار لموقع "كل شيء عن الجزائر" إنه ساند بوتفليقة في 2004 و2009 و2014 وسيسانده في 2019، مشيرا إلى أنه لن يطلب منه الترشح لعهدة جديدة ولن يفعله مع أي مواطن جزائري. وأضاف الوزير السابق أن الحديث عن الانتخابات الرئاسية ل2019 سابق لأوانه، بحكم أن "الانتخابات التشريعية والمحلية في 2017 مهمة، وبعد ثلاث سنوات سنرى في أي وضعية سيكون البلد وبوتفليقة، وما هو قراره في ما يخص الرئاسيات" هذا الطرح كان قد أكده بن يونس، وزير التجارة السابق ورئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية، في حوار تلفزيوني مع قناة خاصة، حينما اعتبر أنه يساند فكرة إعادة انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجزائر لعهدة خامسة. وأضاف بن يونس أنه يساند بدون أي شرط هذا السيناريو ويدعمه بقوة، مشيرا إلى أن الخط السياسي الذي يتبعه حزبه له هدف واحد وواحد فقط، ألا وهو "مساندة الرئيس بوتفليقة مهما كانت سياسته ومهما كانت عواقب هذه السياسة على الجزائر". * نحن مع الرئيس بوتفليقة اليوم وغدا ومن بين الهيئات التي نادت ولأول مرة بعهدة خامسة للرئيس بوتفليقة، كانت المنظمة الوطنية للزوايا، تأكيدا منها على الاستمرارية في نفس النهج الذي سلكته دعم الرئيس منذ سنة 1999، قد اعتبر رئيسها عبد القادر باسين في خرجات إعلامية متكررة، أنه في حالة ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة فإن هيئته ستدعمه دون أي تردد، مضيفا أن منظمته ساندت الرئيس منذ توليه الرئاسة سنة 1999، مشيرا إلى ثبات موقفها بقوله "نحن مع الرئيس بوتفليقة اليوم وغدا، ولن نتردد في ترشيحه لعهدة أخرى لأنه الرجل المناسب لتولي كرسي الرئاسة نظرا لحنكته وتجربته في الساحة السياسية سواء في الجزائر أو خارجها". نورالدين علواش