قلم جزائري آخر يضاف إلى القائمة النسوية المتألقة في الكتابة الأدبية، لها العديد من الإصدارات المتنوعة: نساء يعتنقن الإسلام (دراسة)، الموؤودة تسأل. . فمن يجيب؟ (قصص)، مخالب( قصص)، السوط والصدى(رواية)، اعترافات امرأة (رواية)، سقوط فارس الأحلام(رواية). . مارست الكتابة الصحفية في صحف ومجلات وطنية وعربية. تقدم لنا عاشقة الحرف في حوارنا معها روايتها الجديدة"نساء في الجحيم" الصادرة عن دار الحضارة العام 2016 والتي كانت حاضرة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة 2016. -هل نذرت عائشة بنور قلمها لهموم المرأة، وهل هذه الأخيرة في حاجة فعلا إلى كل هذا التعاطف؟ التعاطف موجود بطريقة أو بأخرى، أولا هي محاولات لنقد منهجية التفكير الخاطئ ضد المرأة وحتى نقد تفكير المرأة الخاطئ إزاء المغريات التي تسلبها شخصيتها وأنوثتها، وإلى تلك المنادية بحرية المرأة، لأن المرأة الآن أصبحت سلعة تجارية وثقافية واقتصادية واجتماعية باسم كل التيارات الفكرية والورقة الرابحة المعول عليها، المرأة هي الضحية المقهورة في مجتمعاتها سواء المتحررة أو المغبونة في عمق المجتمع بتلك الأفكار البالية. وبالتالي كتاباتي ما هي إلاّ محاولة لتسليط الضوء على نصف المجتمع أو كشف قناع المتاجرة بها أو باسمها أو حتى الغوص في أعماقها كامرأة التي غيبت أنوثتها بسبب ما لحق بها باسم التحرر والحرية وهذا ما جسدته في روايتي اعترافات امرأة الحائزة على جائزة الاستحقاق الأدبي (نعمان الأدبية بلبنان) 2007 والمنشورة (ط1 الحبر2007، ط2 الحضارة 2015) في طبعتين والمترجمة إلى اللغة الفرنسية -العنوان: نساء في الجحيم، هل تعتقدين أن سيكولوجية المرأة العربية قوية إلى حد فتح كتاب يحمل عنوانا حارقا كهذا، أم أنه موجه للرجال؟ كما قالت الدكتور دليلة مكسيح من خلال قراءتها النقدية أن العنوان في حد ذاته صادم ويحتمل العديد من القراءات، وبالتالي فإن نفسية المرأة العربية لا تحتاج إلى تقليب مواجعها، يكفي ما تعانيه في جحيم الحرب وفي ظل الظروف الراهنة، ومع ذلك لابد من مكاشفة ذلك الوجع النفسي والجسدي الذي تعاني منه لايصال صوتها المبحوح ونضالها الانساني، نساء في الجحيم بوابة مفتوحة على الرسائل الانسانية. – أي نوع من النساء تصورت أنهن في الجحيم، وصورت جحيمهن من خلال روايتك؟ المرأة وجحيم الحرب بكل فظاعتها، الرواية تحكي قصّة المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الاسرائيلي، مأساة الشعب الفلسطيني المنكوب الذي يعاني التقسيم والنزوح والتهجير والتعذيب داخل السجون الاسرائيلية، بالإضافة إلى أن رواية نساء في الجحيم مزجت بين مأساة الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية، وبين نضال الشعب الجزائري وثورته التحريرية من خلال جميلات الجزائر وما عانينه في السجون الفرنسية من التعذيب والتنكيل وهن في عمر الزهور وقد صورت ذلك من خلال تعذيب جميلة بوحيرد وزهور زيراري وفضيلة سعدان. كذلك الرواية تعرج على الظروف الراهنة وما انجرى عن ما سمي بالربيع العربي من خراب للأوطان والحروب الطاحنة بين الإخوة، والمرأة العربية تبقى رهينة كل هذه المتغيرات وتعاني القهر النفسي والاجتماعي في ظل حرب إبادة، تتحمل وتقاوم الخوف والقهر والجوع والجهل والتشرد. كلمة للقراء. أقول أن رواية نساء في الجحيم لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج عمل آخر لدراسة أقوم بها منذ أكثر من ست سنوات حول معاناة المرأة الجزائرية أثناء حرب التحرير ( شهادات وحقائق مثيرة ). رواية نساء في الجحيم هي رسالة إنسانية، وهي الآن بين أيدي القارئ الذكي، الواعي بهموم الأمة المشتتة، أكملت ما عندي وله الحرية في مطارحة أفكار هذا العمل الروائي بالايجاب أو السلب…… تقديري الكبير وشكري العميق للقراء الأعزاء على المتابعة، والوفاء لكتاباتي.. حاورتها: فايزة لعمامري