د. عبد السلام عليلي/ إعلامي وناشط سياسي إن ما نشاهده في العديد من البلدان العربية يدفعنا للحفاظ على بلدنا الجزائر وأمنها واستقرارها، وهذا ما يسعى له كل عاقل في الجزائر ومن موقعه. إن تعزيز الوحدة الوطنية والالتفاف حول استقرار الجزائر يقطع الطريق أمام المتطرفين العابثين بأمن الجزائر، وأن نشر ثقافة المحبة والتسامح وبث روح الاحترام بين مكونات الشعب الجزائري وتغليب المصلحة الوطنية العامة ولم الصف والتعاون، يملي علينا أن نقوم بواجبنا ومسؤوليتنا أمام الله عز وجل، ونحتاج أن نفتح صفحة جديدة إذا أردنا الاستفادة من هذه الأحداث الأخيرة، التي يجب أن تكون سبباً في الاجتماع والألفة والمحبة، ونريد أن نكتب في صفحات التاريخ أن أبناء هذا الجيل يملكون كل الأدوات الشرعية والفكرية والثقافية لقتل الفتنة وقطع الطريق على من يريد التفرقة بيننا. علينا أن نسعى لإطلاق مشروع وطني بعنوان (جيل اليوم كلنا السبب وكلنا الحل)، المشروع يوضح كيف أننا أبناء الجزائر بكل الأطياف مشتركين في السبب الذي وصلنا إليه، وأيضاً سنكون كلنا إذا صدقت نوايانا الحل، لنورث لأبنائنا وأحبابنا وشبابنا وأجيالنا القادمة المحبة والسلام والوئام. يجب أن نقطع الطريق على كل من يريد العبث بالجزائر وشعبها ونسد كل الثغرات التي قد تسمح بدخول الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، كما يجب أن يعمل أبناء الوطن من المثقفين والشباب من الآن على ردم الخلافات بين أبناء الوطن الواحد، من خلال الإعلام ومن خلال مؤسسات الدولة المختلفة واستغلالها لتقوية اللحمة الوطنية، حتى لا يستطيع المخربون تكرار هذه الأفعال مرة أخرى. المجتمع الجزائري يجب أن يكون سداً منيعاً في وجه هذه الأطراف التي تعمل على بث رسائل الفرقة والتمييز بهدف إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار في أرجاء الوطن، بل ويجب عدم نقل ما يتم بثه من رسائل حاقدة هدفها نشر الفوضى والدمار، لأن بث مثل هذه الرسائل يمثل نوعا من التعاون في تحقيق أهداف تلك الفئات المتطرفة في هدم المجتمع الواحد. إن ما نعيشه من نعمة الأمن والاستقرار في الجزائر يجب أن يقابل من قبل المواطنين بالشكر والامتنان لله عز وجل، لذلك فإنه على الجيل الحاضر أن يعرف كيف توحدت هذه البلاد وأصبحت في أمن واستقرار بعد عشرية من الخوف والفتن، وليقابل هذه النعم بالشكر والعرفان، وليس بالجحود والنكران. إن الوحدة الوطنية ليست تعريفاً بالهوية في البطاقة الشخصية، وإنما هي الشعور بالانتماء الصادق لهذا البلد من أجل رفعته وأمنه واستقراره، فهذا هو المفهوم الذي يجب غرسه في نفس كل مواطن جزائري. إن وسائل الاتصال الحديثة وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في توسيع الهوة بين أطياف المجتمع المختلفة، فصارت مرتعاً وملاذاً آمناً لخفافيش الظلام لنشر الفرقة والفتنة بين فئات المجتمع الجزائري المختلفة وكلهم يأتون بأسماء وحسابات مستعارة تدار من خارج الجزائر، لذا نحن بحاجة ماسة لمراجعة دور وسائل التواصل الاجتماعي ومراقبتها، وكذلك وسائل الإعلام الخاصة، سواءً المسموعة أو المكتوبة، في التركيز على نبذ التعصب والفتنة، لأنه بالإمكان استثمار هذه التقنيات الحديثة لبث روح المحبة والتآلف والسلام بين أفراد الشعب الجزائري، وحبذا لو تم تفعيل هذا الدور من قبل وسائل الإعلام الرسمية وقيام الدولة بإغلاق كل قنوات الفتنة، وسن قوانين صارمة تجرم وتعاقب كل من يسيء استخدام هذه الوسائل لبث الفتن والتعصب في الجزائر. يجب أن يفهم المواطن الجزائري أن بلادنا مستهدفة، وأن من يقوم بهذه الأعمال هم من خارج الوطن، بعد أن نجحت الجزائر في حربها الأخيرة للتصدي للإرهاب عبر كامل التراب الوطني، وأيضاً نحن مستهدفون بسبب الدور الجزائري الكبير في مكافحة الإرهاب، ومواقفها الثابتة في عدم التدخل في شؤون الدول، لذا يجب أن نعمل سوياً على تقوية علاقتنا داخل الوطن لنصبح قادرين على التصدي لكل من يحاول العبث بأمن دولتنا الجزائر.