بأسلوب الكوميديا السوداء وبأداء تمثيلي قوي عرضت على ركح الأيام الوطنية عز الدين مجوبي للمسرح في طبعتها الثانية، والتي إحتضنتها دار الشباب عزابة على مدار خمسة أيام من المنافسة تحت الرعاية السامية لوزارة الثقافة وإشراف والي ولاية سكيكدة وبالتنسيق مع مديرية الثقافة ورئيس المجلس الشعبي البلدي لعزابة، مسرحية " ضيوف السيناتور" لجمعية مسرح الشلف، المسرحية التي دخلت المنافسة للظفر بإحدى جوائز مجوبي، بمستوى احترافي متميز من حيث الأداء، لقي إعجاب وتجاوب الجمهور الذي غصت به قاعة العرض وأضحكتهم لفترات طويلة من خلال الأسلوب الهزلي والكوميدي الذي ميز المسرحية، متضمنة لرسائل ذات معاني مستنبطة من عمق ما عاشه ويعيشه المواطن الجزائري في فترة العشرية السوداء. المتتبع لمسرحية "ضيوف السيناتور" سيستمتع بهذه المسرحية الكوميدية التي تدور أحداثها حول شخصية السيناتور الشمامي الذي يتمز بالبلادة والانتهازية المبالغ فيها من خلال تعامله مع اشخاص ذوي سلطة ونفوذ حيث كلف هذا الأخير بأداء مهمة سرية وخطيرة دون أن يدري حقيقة فحواها وعدم قدرته على تحديد الشخص المعني بالتعامل معه إلى حين أن يجد نفسه وسط أزمات متتالية هو في غنى عنها ويتجل مصادرها، وفي الأخير تنكشف اللعبة التي كان فيها مجرد بيدق استغل لحل أزمة سياسية استعصى حلها في السابق. مسرحية ضيوف السيناتور تتكلم عن مرحلة من العشرية السوداء التي عاشها الشعب الجزائري خلال التسعينات، الفترة التي تميزت بمأساة كبيرة ، حيث اعتبرها مخرج المسرحية الممثل عبد الحميد بلخوجة والذي أدى دور السيناتور شمامي، محاولة لتقديم عمله الفني بطابع الكاريكاتور وطرح القضية بنمط الكوميديا السوداء، التي تسهل على المتفرج التمتع بأحداث المسرحية، وشدد المتحدث أنه وبمساهمة الفنانين فوزي ترقو والذي أدى دور سي الطاهر، والممثل جمال عيدات مؤدي دور المندوب، والفنان عبد الكريم تقار في دور ساعد، حاول تجديد المسرحية التي كان أول عرض لها سنة 2009 وفازت بعديد من الجوائز المحلية، وقد تمت إعادة كتابتها من جديد لتواكب واقعنا حاليا، وأضاف المخرج عبد الحميد بلخوجة أستاذ للفنون الدرامية سابقا، أنه قد ضمن مسرحية "ضيوف السيناتور" بكل ما هو محظور بطريقة ساخرة، وأهم ما تحدثت عنه المسرحية هو الصراع الأيديولوجي الذي ساد الجزائر في التسعينات ذو بعد فكري ثقافي، واستطرد المتحدث قائلا أن القراءات الدقيقة للمسرحية تبقى خاصة بكل مشاهد ومتتبع لأحداث المسرحية. واعتبر بلخوجة صاحب نص المسرحية، أن قصة السيناتور اقتباس مباشر من الحياة اليومية للجزائريين في تلك الفترة، وهو من نسيج خيال وقراءة شخصية للواقع، وأنه قد اختار شخصية السيناتور لأنه منصب لم يكن موجود أصلا في الساحة السياسية في فترة الفترة، ولتفادي كل الحساسيات التي قد يطرحها تقمص شخصية معينة، وقد تكلم باسم الشعب ليكون لسان حال الأمي والمثقف كممثل للمجتمع. نورالدين علوش