تفاعل جمهور المسرح الوطني الجزائري «محي الدين بشطارزي»، سهرة أول أمس، مع مسرحية «ضيوف السيناتور» عن جمعية مسرح الشلف، التي كتب نصها وأخرجه عبد الحميد بن خوجة، إذ ضمن هذا العمل عناصر صنعت مواقف فكاهية، هدفها نقد الوضع السياسي في فترة التسعينات برؤية ساخرة. ضمت هذه المسرحية لوحتين؛ الأولى الأكثر ضبطا وتركيزا، ويتناول العمل المسرحي موضوع الفساد المتمثل في منح صفقات وامتيازات لغير أهلها، عبر محور «الشمامي السيناتور» الذي تراوده الأطماع ليصبح وزيرا أو سفيرا، مقابل القيام بعملية خاصة، تتضح في الأخير بأنها خدعة، قصد إيقاف واحد من أعداء البلاد. ولعب المخرج على الأوتار الحساسة بشكل سلس في عرض الحال وانتقاد الأداء السياسي، واختار أن يكون السيناتور أميا وطماعا لا يقاوم مطالب النساء وجبانا، كل هذه الصفات هي خلاصة الواقع، ثم تناول التطرف الديني في اللوحة الثانية من المسرحية، حيث دخلت شخصية «أبا كسندرا» الذي قتل السيناتور، باعتبار أن كل من في السلطة كفار وجب قتلهم. وفي مشاهد كر وفر بخصوص الإسلام بين الإرهابي والسيناتور، أبدع المخرج في إسقاط التناقضات وإبراز أن المرأة هي مشكل الظلاميين وعقدتهم. نجح المخرج في إدارة الفنانين على الخشبة بمرونة تامة وأبدوا احترافية عالية، على غرار الذي أدى دور «ساعد»، و الشخصية التي أبانت عن احترافية فريدة من نوعها هو صاحب دور السيناتور الذي خطف الجميع بأسلوبه الساخر. تقنيا، لم يكلف المخرج نفسه حشوا بصريا على الخشبة واكتفى بباب وطاولة وستار، والموسيقى كانت في محلها تبرز حالات القلق والتشويق لما سيأتي، واستغل وسط الخشبة وأطرافها في حركة الممثلين. جدير بالذكر أن المسرحية من إنتاج سنة 2009، شارك في العمل كل من فوزي ترقو في دور الإرهابي والممثل جمال عيدات في دور المندوب وعبد الكريم تقار في دور ساعد، أما دور الشمامي فأداه المخرج وكاتب النص عبد الحميد بن خوجة، وسبق أن تحصلت المسرحية على جوائز، منها جائزة العنقود الذهبي لمهرجان المدية للمسرح الفكاهي.