في الوقت احتضنت فيه الجزائر اجتماع دول الجوار لحلحلة الوضع حل الأزمة الليبية في المنعرج الأخير.. مساهل: عقد الدورة الوزارية ال12 بطرابلس يحمل دلالات كبيرة – مجاهد: الوساطة الجزائرية رائدة ومن مصلحة دول الجوار تسوية الملف – ميزاب: الاتصالات الدبلومسية الأخيرة تشير إلى حلحلة الأزمة تسعى الجزائر جاهدة عبر قنواتها الدبلوماسية إلى حلحلة الأزمة الليبية التي تمر بها الدولة الجارة منذ سنوات، وأمام هذا الوضع المتوتر أكدت الجزائر المعروفة بمواقفها الثابتة أنه لا يمكن لها أن تبقى مكتوفة الأيدي وليبيا تعيش ما تعيشه اليوم ما جعلها تكثف من مسعاها للمّ شمل الليبيين الفرقاء من خلال دفع قنوات الحوار ما بين الأطراف المتنازعة لأنه المفتاح الوحيد للأزمة، مشددة على ضرورة بناء مؤسسات ليبية قوية من خلال الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة دون إقصاء أو تهميش، وتحرص الدبلوماسية الجزائرية التي يقودها وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل إلى دفع الأشقاء الليبيين نحو الحوار والمصالحة الوطنية بين كل الليبيين دون تدخل أي طرف أجنبي كان في الشؤون الداخلية لها كونها دولة سيادية. وأعلن الوزير عبد القادر مساهل، أمس، عن عقد الدورة الوزارية المقبلة ال12 لبلدان جوار ليبيا بالعاصمة الليبية طرابلس، وأضاف الوزير على هامش اجتماع الدورة ال11 لبلدان جوار ليبيا، بأن الدورة المقبلة التي ستقام بطرابلس ستكون "رسالة تضامن مع الشعب الليبي"، و"ستسمح لنا بتبليغ رسالتين مهمتين للشعب الليبي، أولها أننا وكل دول الجوار إلى جانب الشعب الليبي من أجل مساعدته للخروج من الأزمة"، وثانيها "أننا سنعقد الدورة المقبلة ال12 من هذا الاجتماع بطرابلس"، مؤكدا أن "عقد هذا الاجتماع في العاصمة الليبية طرابلس يحمل بدوره رسالة تضامن قوية لإشقائنا الليبيين". وفي السياق، قام الوزير المكلف بالملف الليبي مساهل، بحر الأسبوع الجاري، بزيارة الجنوب الليبي في إطار سلسلة الزيارات التي قام بها مؤخرا إلى مناطق شرق وغرب البلاد من اجل الوصول إلى إقناع كل القوى الفاعلة في ليبيا على ضرورة المشاركة في أي اتفاق سياسي من أجل تنفيذه بشكل حقيقي ميدانيا، ولتفعيل الوساطة الجزائرية مع كل القوى السياسية الليبية الفعالة بإشراك دول الجوار، احتضنت، أمس، الجزائر الاجتماع الوزاري ال 11 لبلدان جوار ليبيا من أجل محاولة مرافقة الليبيين في حل هذه الأزمة التي تعد من بين القضايا الشائكة بالمنطقة. * الدبلوماسية الجزائرية حققت خطوات إيجابية في الملف الليبي وفي السياق، اعتبر المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية أحمد ميزاب أن الخطوات الثابتة للدبلوماسية الجزائرية في الملف الليبي إيجابية وسعيها في تفعيل الاتصالات بين الفرقاء الليبيين بالاتصالات الايجابية هي الأخرى طالما أنها تهدف إلى تفعيل الحوار بين كل القوى السياسية الفاعلة بالبلد الجار الذي يتخبط في أزمته الأمنية، مؤكدا على أن الجزائر متمسكة بمواقفها ومبادئها الثابتة في الملف الليبي التي تؤكد أن الأزمة الليبية يتم حلها من طرف أبناء ليبيا، مؤكدا أن الجزائر تعمل من خلال جهود الوساطة التي تبذلها دبلوماسيتها من اجل تقريب المواقف والروئ بين الأطراف الليبية الفرقاء بعيدا عن المصالح الضيقة والحزبية لكل طرف وبحياد، مع السعي من اجل الابتعاد على كل التأثيرات الخارجية التي تحمل أجندات ومصالح معينة، كما أشار ذات المتحدث في اتصال هاتفي مع "الحوار"، إلى الفترة الأخيرة التي عرفها الملف الليبي من اتصالات مكثفة حيث دخلت الأطراف المتنازعة في اتصالات ولقاءات فيما بينها بوساطة جزائرية، وهذا مؤشر للخروج من الأزمة وحلحلتها قريبا. * الأزمة الليبية في طريق الحل من جهته، يرى الخبير في الشؤون الأمنية عبد العزيز مجاهد، أن تقدم الملف الليبي يعد خطوة من الخطوات الايجابية، كونه يسير في طريق الحل، وهذا بدليل سلسلة اللقاءات التي جمعت المسؤولين الجزائريين بكل الأطراف الليبية، ويتجلى هذا أيضا في الزيارات المارطونية التي قام بها وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، إلى جل المناطق الليبية التي توجت بلقاءات مع النخب الفعالة الليبية، ويضاف إليها تلك الزيارات التي قام بها المسؤولون الليبيون الى الجزائر في الآونة الأخيرة، وكل هذه التحركات لها اثر ايجابي في الملف الليبي. وأضاف مجاهد في حديثه مع "الحوار" أن الموقف الجزائري الثابت زاد من ثقة الأطراف الليبية ومكن من استقطابهم إلى طاولة المفاوضات والحوار لأن الوساطة الجزائرية مقبولة من طرف كل الأطراف، كون الجزائر عبر دبلوماسيتها تحاول دائما تقريب وجهات النظر لإيجاد حل وطني ليبي دون تدخل أجنبي ودون انحياز لأي طرف". مناس جمال