انتخب، مساء أمس، أعضاء البرلمان النائب سعيد بوحجة، رئيسا للمجلس الشعبي الوطني، عن طريق التصويت السري، بعد أن نافسه في المنصب كل من النائب اسماعيل ميمون عن تحالف حركة مجتمع السلم، والنائب لخضر بن خلاف عن تحالف النهضة والعادلة والبناء، والنائب نورة واعلي عن ولاية بجاية المنتمية حزب الأرسيدي. وانطلقت، أمس، أشغال الجلسة الأولى للمجلس الشعبي الوطني للفترة التشريعية الثامنة المنبثقة عن تشريعيات ال 4 ماي، برئاسة النائب سعيد بوحجة بصفته أكبر النواب سنا، وبمساعدة نائبين اثنين بصفتهما أصغر النواب سنا وهما تهامي حبيبي وأيوب شرايطية. واستهلت الأشغال بتشكيل لجنة إثبات العضوية التي تتكون من 20 عضوا حسب التمثيل النسبي. * المعارضة تفرض الصندوق وتكسر قاعدة الإجماع وتضاربت مواقف نواب المعارضة قبل بداية تنصيب البرلمان الجديد حول اختيار مرشح توافقي ينافس سعيد بوحجة، فمنهم من رجح ذلك وهذا تفاديا لمبدأ التزكية الذي يعود إلى عهد الحزب الواحد، حسب حسن عريبي النائب عن النهضة العدالة والبناء، أما البعض الآخر فقد نفى أطروحة مرشح الإجماع، في حين رفض آخرون التصريح إلى حين انتهاء المشاورات بين زملائهم، أما نواب آخرون فقد ذهبوا إلى التصويت على مرشح معين. وفي سياق آخر، شددوا على احترام خيارات حزب جبهة التحرير الوطني، باعتباره الحزب الفائز بالانتخابات الأخيرة، ليستقر الأمر في الأخير على ترشيح إسماعيل ميمون عن تحالف حركة مجتمع السلم، ولخضر بن خلاف عن الاتحاد من أجل النهضة، العدالة والبناء.
* كتل المعارضة تخفق في إيجاد مرشح توافقي لها أما الأرسيدي فقد رشح نوارة واعلي، لتأتي هذه المواقف وتزيد من شتات أحزاب المعارضة التي عجزت في كل مرة عن توحيد صفوفها ووقعت في العديد من المرات ضحية لحب الزعامة والتخبط داخل أروقة الأحزاب. ومن بين النواب الذين أعلنوا عن موقفهم بمساندة مرشح تحالف حركة مجتمع السلم الوزير السابق اسماعيل ميمون ورئيس الكتلة البرلمانية لذات الحزب، نجد نواب حزب العمال، وهذا ما صرح به القيادي رمضان تعزيبت الذي شدد على ضرورة وجود مرشح آخر ينافس سعيد بوحجة، وهذا لخلق جو ديمقراطي ابتعاد عن التزكية التي لا تخدم إطلاقا المجلس الشعبي الوطني. تعزيبت الذي أكد على أن سعيد بوحجة مناضل محترم وله تاريخ طويل في الميدان السياسي منذ أيام الاستعمار الفرنسي، قال لكن ترشيح شخص آخر أكيد سيعطي نوعا من الديمقراطية على اختيار الشخص الذي سيخلف العربي ولد خليفة على رأس قبة برلمان زيغود يوسف.
* دعوة للرفع من مستوى النقاش السياسي داخل البرلمان أما زميلة تعزيبت في الحزب النائبة نادية شويتم، فقد رفضت الإدلاء بأي تصريح ل "الحوار" مؤجلة الأمر إلى غاية انتهاء المشاورات، في حين أكد سليمان شنين النائب عن التحالف من أجل النهضة، العدالة والبناء أن حزب جبهة التحرير الوطني من حقه أن يرشح من يراه أهلا لهذا المنصب وهو سعيد بوحجة، الذي هو غني عن كل تعريف، كما أنه متمرس في مجال السياسة منذ سنوات. شنين أضاف فيما يخص تسيير أول عهدة برلمانية للتحالف الإسلامي أن الحوار سيكون أساسها عبر المساهمة في الرفع من مستوى النقاش السياسي داخل برلمان زيغود يوسف، كما بدى متحفظا فيما يخص أطروحة مرشح الموافقة. أما حسن عريبي الذي امتدح كثيرا مرشح التحالف لخضر بن خلاف، حيث يراه أهلا لكي يكون مرشحا لمنصب الرجل الثالث في الدولة، أكد على وجود مشاورات مع نواب المعارضة من أجل مرشح توافقي، الأمر الذي لا يعني إطلاقا وقوفهم ضد شخص سعيد بوحجة.
* هذا ما دار في الكواليس قبل جلسة التصويت قبل ساعات قليلة من انتخاب الرئيس الجديد للمجلس الشعبي الوطني، سارعت بعض أحزاب المعارضة، صباح أمس، إلى الدفع بمرشحيها لمنافسة مرشح الأفلان النائب سعيد بوحجة. وتنص المادة 2 من القانون الداخلي للمجلس الشعبي الوطني على ضرورة اللجوء للاقتراع السري في حال وجود أكثر من مرشح. ويحظى سعيد بوحجة بدعم أغلبية أحزاب الموالاة: الأفلان والأرندي وتجمع أمل الجزائر. من جانبه، تحالف حركة مجتمع السلم تقدم بالوزير السابق إسماعيل ميمون كمرشح لرئاسة المجلس ومنافسة سعيد بوحجة على هذا المنصب، كما تقدم تحالف العدالة والنهضة والبناء بالبرلماني المعروف لخضر بن خلاف لهذا المنصب، كما جرى الحديث عن ترشح لويزة حنون لهذا المنصب.
* النواب المترشحون لرئاسة البرلمان.. بالأسماء والانتماء الحزبي يعد سعيد بوحجة المولود في سنة 1938 بولاية سكيكدة، قياديا في حزب جبهة التحرير الوطني، حيث تولى عدة مسؤوليات في مختلف هياكل الحزب، من بينها عضو دائم لمكتبه السياسي وناطق رسمي لهذه التشكيلة السياسية. أما اسماعيل ميمون، النائب عن تحالف حركة مجتمع السلم، فيعد من مواليد 3 جوان 1953 بالمسيلة. زاول دراسته في مجال الزراعة، وتولى عدة مناصب على المستوى المحلي، ليشغل بعدها منصب وزير الصيد البحري ووزير السياحة والصناعة التقليدية. من جهته، يعد لخضر بن خلاف، النائب عن ولاية قسنطينة، قياديا في جبهة العدالة والتنمية. إلى جانب هؤلاء، خاضت غمار المنافسة أيضا النائب نورة واعلي عن ولاية بجاية، المنتمية لحزب الأرسيدي، حيث تشتغل المعنية محامية. نورالدين علواش / مولود صياد