استطاعت قناة "الشروق تي في"، تحقيق الريادة منذ الاسبوع الاول من السباق الرمضاني، حيث حققت الشروق اكبر نسبة مشاهدة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم اعتمادا على المتابعة الجماهيرية اللافتة للسلسلة الكوميدية "عاشور العاشر" وبرنامج المقالب "الواعرة"، والبرنامج الكوميدي الساخر "جورنان الغوسطو". فيما تمكنت قناة "الجزائرية وان" ان تحجز لنفسها المرتبة الثانية في السباق الرمضاني بمنافستها لمسلسل "باب الحارة 9″، بالعمل الدرامي الاضخم في الجزائر "الخاوة" الذي حقق نسبة مشاهدة متصاعدة مع تقدم أحداث العمل مثله مثل مسلسل "صمت الأبرياء" الانتاج الذي يعرض على القناة الجزائرية الثالثة. فيما تراجعت نسبة مشاهدة برنامج "رانا حكمناك" الذي كان قد حقق في موسمه الاول على قناة النهار نسبة مشاهدة عالية ليكون رهان النهار عليه هذا الموسم خاسرا بالمقارنة مع برامج اخرى. حصد سيتكوم "عاشور العاشر" للمخرج جعفر قاسم الذي يبث الجزء الثاني منه على قناة "الشروق" تي في "اكبر نسبة مشاهدة بلغت 23بالمئة، متبوعا ببرنامج الكاميرا الخفية "الواعرة" والذي تقدمه ريم غزالي رفقة البودكاستر شمس الدين عمراني على ذات القناة بنسبة مشاهدة بلغت 10بالمئة، في حين حل برنامج "جورنان الغوسطو" ثالثا في موسمه الجديد والذي كان يبث سابقا على قناة "الجزائرية " بنسبة مشاهدة بلغت نسبة 6 بالمئة". * "عاشور العاشر" يتصدر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة لتتصدر قناة "الشروق تي في" قائمة العشر برامج التي حققت اكبر نسب مشاهدة واستقطبت المشاهد خلال الشهر الفضيل بثلاثة اعمال لتحل القناة التونسية "نسمة تي في" في المركز الثاني بنسبة 4بالمئة عن طريق المسلسل التركي "ورد وشوك "المدبلج باللهجة التونسية. ورغم الضجة التي اثارها برنامج المقالب "رامز تحت الارض "الذي يبث على قناة "ام بي سي"، ومحاولته الايقاع بأكبر الأسماء الفنية في العالم أمثال نجم بوليوود "شاروخان "والكينغ "خالد" إلا أنه لم يحقق سوى نسبة 4 بالمئة. * تراجع برنامج "رانا حكمناك في اي بي" في موسمه الثاني برنامج المقالب "رانا حكمناك في اي بي" في موسمه الثاني والذي يبث على قناة "النهار تي في" الاخبارية ، تراجع ترتيبه مقارنة بالعام الماضي، رغم تركيزه على اسماء سياسية ثقيلة وحل في المركز الخامس بنسبة مشاهدة قدرت ب3بالمئة، وهي نفس النسبة التي حصدها مسلسل البيئة الشامية "باب الحارة" المثير للجدل والذي تبث قناة" ام بي سي"، الجزء التاسع منه، ويجمع العمل ألمع نجوم الدراما السورية. * "باب الحارة".. "الخاوة " و"صمت الأبرياء" بنفس نسب المشاهدة ونافس أبطال المسلسل الدرامي الجزائري "الخاوة" للمخرج التونسي مديح بلعيد، والسلسلة الكوميدية "بيبيش وبيبيشة" التي تعرض على قناة "الجزائرية وان"، نجوم الدراما العربية والسورية بتحقيقهم نفس نسب مشاهدة والتي بلغت 3بالمئة. نفس النسبة حققها مسلسل "صمت الابرياء" للمخرج عمار تريبش الذي يبث على قنوات التلفزيون الجزائري والذي ينافس بشدة مسلسل "الخاوة" خلال هذا العام، حيث يجمع العملان نخبة من الممثلين الجزائريين، خاصة دراما "الخاوة " الذي اعاد الكثير من الوجوه الفنية القديمة الى الواجهة رفقة شباب واعد يطمح لفرض وجوده في الساحة. وكان للقناة الرابعة الناطقة بالامازيغية نفس نسب المشاهدة التي حققتها الاعمال الدرامية عن طريق السلسلة الكوميدية"دام موحوش"، متبوعا بالمسلسل التركي "قطوسة الرماد "الذي يعرض على قناة "نسمة تي في" محققا نسبة 2 بالمئة. وبهذا تحقق "الشروق تي في" اكبر نسبة مشاهدة من خلال ثلاثة اعمال"عاشور العاشر"، "الواعرة"، "جورنان الغوسطو"، في حين حلت قناة "ام بي سي"، "نسمة تي في" و"الجزائرية وان" في المرتبة الثانية بعملين لكل قناة، اما قناة "النهار تي في "الاخبارية، والتلفزيون الجزائري والقناة الامازيغية الرابعة فكانت هي الاخرى ضمن السباق بعمل واحد. ولم تتمكن قنوات اخرى من تحقيق نسب مشاهدة بعد مرور الاسبوع الاول من شهر رمضان الكريم في انتظار ما سيسفر عنه الاسبوع الثاني. عين على الشاشة أضخم عمل تلفزيوني يعود إليكم.. هي العبارة الافتتاحية للومضة الإعلانية لسلسلة عاشور العاشر 2 التي شاهدها أزيد من نصف مليون على اليوتيوب منذ بثها، فماذا تعني الضخامة في قاموس الطاقم المنتج للفيلم؟ هل هي الميزانية أم الديكور أم التقنيات المستعملة أم مضمون السلسلة أم أرمادة النجوم المشاركين في العمل؟ في النهاية أضخم عمل تلفزيوني في الجزائر هو عبارة عن سيت كوم وفقط، وليس عملا دراميا هاما أو ملحميا كما نشاهده كل عام في القنوات العربية. عندما يتحدث طاقم الإنتاج عن الضخامة، فلا مجال لمقارنة ميزانية سلسلة عاشور العاشر بأضعف سلسلة تلفزيونية عربية، فعلى حد علمي أن الميزانية لا تتعدى العشرين مليار سنتيم، وهذا المبلغ يقل عن الحد الأدنى لإنتاج أي مسلسل سواء في مصر أو في دول الخليج. جعفر قاسم مخرج هذه السلسة مشهود له بالاجتهاد والعمل المتقن للإنتاج التلفزيوني الذي يشرف عليه، فلا أحد ينكر أنه قدم للتلفزيون الجزائري أعمالا ناجحة مثل ناس ملاح سيتي والجمعي فاميلي بكل أجزائها. يحاول دائما أن يتجاوز نفسه ويقدم الجديد للجمهور، فكان له الفضل في تطوير شكل ومضمون السيت كوم في الجزائر، وهو وفي لهذا الاختصاص الذي اختاره وأبدع فيه، بتضافر جهود الكتاب والممثلين والتقنيين الجزائريين في الغالب، إذ لا يستعين بالأجانب إلا في المناصب التي تقدم إضافة للعمل. اختياره للمواضيع السياسية موفق، لأن المشاهد الجزائري ميال بطبعه لمثله هذه المواضيع، خصوصا عندما تقدم له في قالب ساخر وهزلي. من حيث التقنيات وجودة الصورة والصوت قطع جعفر قاسم أشواطا مهمة، فسلسلة عاشور العاشر في جزئها الثاني لا تختلف من حيث الشكل عن أقوى الأعمال الدرامية العربية. الخبرة الطويلة التي اكتسبها في ميدان الإخراج مكنته من بلوغ هذه المكانة، وأتاحت له الفرص العديدة من الاشتغال مع بعض الكوادر التقنية الأجنبية والتونسية من تغطية العيوب الشكلية والتقنية المرتبطة بالصورة والصوت. الديكورات والاكسيسورات التي وفرتها استوديوهات طارق بن عمار في الحمامات بتونس أضفت لمسة جمالية مهمة للسلسلة، وهي الديكورات التي أقيمت وفق معايير السينما العالمية، ونحن في الحزائر نفتقد إلى مثل هذه الديكورات، وقد جاء اختيار جعفر قاسم موفقا في هذه النقطة بالذات. من الناحية الفنية، وقع جعفر قاسم في شراك مسلسل حريم السلطان التركي، وسلسلة لعبة العروش الأمريكية، ولم يستطع الإبداع بعيدا عنهما، إلى درجة أنه أعاد توظيف المشاهد بطريقة مبتذلة وفيها الكثير من الإسفاف. فمن غير المعقول أن يقلد شخصيات مشهورة في السلسلة الأمريكية وتأتي متطابقة في سلسلته، وأكبر مثال على ذلك الملكة جواهر وتنينها المستنسخ من السلسلة الأمريكية. قد يحاول المخرج أم يبرر ذلك بالاقتباس، لكن ليس بتلك الطريقة الفجة، فهي عملية نسخ-لصق واضحة للعيان لا إبداع فيها. المضمون في اعتقادي يبقى النقطة السوداء في الأعمال الدرامية والكوميدية الجزائرية، فعندما تتفحص المواضيع التي تعالجها الحلقات، تدرك أنها لم تقدم الإضافة من الناحية الإبداعية، فسلسلة عاشور العاشر من وجهة نظري ليست عملا دراميا بحتا، وهي كذلك ليست عملا كوميديا بحتا، وهو الخطأ الذي وقع فيه المخرج منذ آخر جزء لسلسلة الجمعي فاميلي. تشعر وانت تشاهد عمله، وكأنه يحاول أن يضع عديد الوجبات ويقدمها في صحن واحد فتفقد عبقها ورائحتها، فعاشور العاشر تشبه الفيلم وهي ليست بفيلم وتشبه الدراما وهي ليست بدراما وتشبه الكوميدي وهي ليست بكوميدي مائة في المائة. هي خليط من كل هذه الأجناس مجتمعة في عمل واحد يقدم في النهاية على أنه سيت كوم وفقط، يبهجنا أحيانا ويرفه عنا، ويصيبنا بالملل في العديد من الحلقات التي تأتي مضامينها جافة، حتى وإن كانت بتوابل سياسية. لعبة "البوليتيك" من الناحية الإبداعية هي سلاح ذو حدين، قد تكسبك نسبة مشاهدة عالية، لكنك قد تقع في السطحية وتذوب في التقريرية، فلا تتمكن من معالجة تلك المواضيع بنسق إبداعي عميق. لعبة "البوليتيك" الساخر في سلسلة عاشور العاشر فقدت بريقها، ولم تقدم الإضافة النوعية المرجوة، بل جاءت تحصيلا حاصلا، وشوهت العمل من الناحية الفنية، لأن معالجة هذه المواضيع كانت جد سطحية وتقريرية في أغلب الوقت. في اعتقادي سلسلة عاشور العاشر هي هدر للجهد والأموال والوقت، كان من الممكن لجعفر قاسم الموهوب من الناحية الإخراجية أن يقدم بتلك الميزانية وذلك الجهد عملا دراميا وملحميا في المستوى بعيدا عن النسخ واللصق ولعبة "بوليتيك" أساءت لإبداعاته أكثر مما أضافت لها. إيمان.ب