– فضيل: التربية سياسة أمة وليست سياسة قطاع وعلى الدولة التحرك – عمراوي: على التيار الوطني المؤمن بثوابت الأمة التصدي لبن غبريط – حوسيني: على السلطات إحباط أي محاولة لعلمنة قطاع التربية – قسوم: سيكون للجمعية وقفة مع الوزيرة إذا تأكدنا من حذف البسملة – جاب الخير: ردود الأفعال التي ربطت القرار بمحاربة الإسلام مبتذلة جدا – عفاق: من يدّعون أن إلغاء "البسملة" تكريس لمدرسة لائكية فقد أخطؤوا في خرجة جديدة لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، والتي هي الثالثة على التوالي بعد محاولة ترسيم اللهجات العامية في الأقسام التحضيرية والسنتين الأولى والثانية ابتدائي وخارطة إسرائيل، هاهي المسؤولة الأولى عن المنظومة التربوية تستفز الجزائريين بقرار جديد لم يفهم له مبنى وهدف، حيث تفاجأ الملايين بالأوامر الشفوية التي وجهتها لحذف "البسملة" من الكتب المدرسية للجيل الثاني في مقدمة الصفحات الأولى، وكأن نزعها سيرفع من مستوى التلاميذ؟ أو أن تركها هو سبب النتائج الكارثية بالأطوار التعليمية الثلاثة؟. وذهب كل من سمع بأمر التعليمات الشفوية الموجهة للمكلفين بنشر النسخ الجديدة من كتب الجيل الثاني للتساؤل حول خلفية هكذا قرار في قطاع التربية بينما يحمل الدستور الجزائري عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم" وكافة الوثائق الرسمية الجزائرية، وهو ما يرجح بقوة فرضية وجود مخطط يستهدف التعليم الجزائري، وإلا كيف بوزيرة القول بحذف البسملة من كتب إصلاحات الجيل الثاني التي أسالت الكثير من الحبر في ظل وجود دستور واضح وصريح يقول إن الإسلام دين الدولة، ووجود البسملة في الكتب يصبح أمرا عاديا، فهل تسعى بن غبريط لعلمنة التعليم في الجزائر؟، أم هو أمر عادي لا علاقة له بإيديولوجية الوزيرة؟ وفيما أزعجت البسملة بن غبريط؟، وما الهدف من ذلك؟، هي أسئلة وأخرى كثيرة يطرحها كل غيور على المنظمة التربوية. * ما يحدث في المنظومة التربوية غريب وغير معقول وصف الدكتور والخبير التربوي عبد القادر فضيل ما يحدث في المنظومة التربوية ب "الغريب" وغير المعقول، متسائلا عن الدافع الرئيسي وراء قرار مماثل يصدر عن وزير للتربية في بلد مسلم حتى النخاع، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام: (كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر). وحذر الدكتور فضيل في تصريح ل "الحوار"، الدولة من قرارات وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي تصدق غالبا، مؤكدا بأنها تمادت وستدخل البلاد في متاهات لها أبعاد خطيرة إن لم تحرك الدولة ساكنا لوضع حدود لتجاوزات الوزيرة التي أصبحت تتكرر، كاشفا في معرض حديثه عن نية هذه الأخيرة فرنسة المواد العلمية في الطور الثانوي كخطة تبنتها منذ حملها الحقيبة الوزارية، بحجة تناسبها مع ما يدرس في الجامعات باللغة الفرنسية، مشددا على أن مثل هكذا قرار يعتبر رِدّة فعلية لما أنجزناه بعد الاستقلال حيث تم توجيه التربية توجيها وطنيا والتعريب كان شاملا، مطالبا الجامعة بالتعريب وليس العكس. وأردف الخبير يقول إن التربية ضاعت، وإذا لم تنقذها الدولة فسيشهد المجتمع أغرب من هذا، داعيا البرلمان والحكومة للتحرك، واستعجل إنشاء هيئة عليا لتسيير قطاع التربية، مؤكدا أن غياب هذه الهيئة هو أساس هذه الفوضى، وختم قوله ب "التربية سياسة أمة وليست سياسة قطاع، ومسؤولية دولة وليس مسؤولية وزير".
* ما صدر عن وزيرة التربة يعد سابقة خطيرة من جهته، يرى النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء مسعود عمراوي، بأن ما صدر عن وزيرة التربية يعد سابقة خطيرة في تاريخ الجزائر المستقلة، وهو مخطط مدروس ومقنن وليس عفويا، فلا مجال للعفوية لدى بن غبريط كما حدث في ترسيم خريطة إسرائيل التي كانت البداية، مؤكدا أنه إذا لم يتم وقوف التيار الوطني المؤمن بالثوابت الوطنية وثوابت الأمة فالوزيرة مستعدة أن تسير إلى أبعد من ذلك. وقال النائب الذي عمل بقطاع التربية وكان نقابيا في تصريح ل "الحوار"، "إذا كانت البسملة لدى الوزيرة ممنوعة فنحن في ديننا نعرف بأن أي عمل لا يبدأ بالبسملة فهو مبتور وناقص"، ودعا الوزيرة من هذا المنبر أن تبقى في صلاحياتها والاهتمام بالجانب البيداغوجي والتربوي، أما المساس بالإسلام وشعائره فهذا خط أحمر يصعب عليها ولغيرها تجاوزه. وشدد عمراوي على أن البسملة جزء من الدين الإسلامي، والوزيرة تحاول إفراغ المدرسة من الدين، فهل يقبل حذف عبارة "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية" من الكتب ليكون كافيا حتى يمكن تدريسها في كل الدول ودون أي خصوصية، فرحم الله زمانا حين كانت الأمرية 76 واضحة معالم التلميذ والمواطن الذي نريده، وحددت الأهداف المتوخاة لتخريج مواطن صالح غيور على وطنه، متشبع بالثقافة واللغة الوطنية ودينه الإسلامي وانتمائه الحضاري.
* حذف "البسملة" من كتب الجيل الثاني خرق للدستور أكد الأستاذ حوسيني طاهر، إطار سابق في قطاع التربية ومهتم بالشأن التربوي، بأن الطريق الذي كانت تمشي فيه وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أصبح حقيقة وليس مجرد تشخيصات لمسعاها القاضي بتغريب المدرسة الجزائرية تغريبا كاملا، مؤكدا أن الأمر بحذف "البسملة" من كتب الجيل الثاني يعد خرقا واضحا وصريحا للدستور الجزائري، والمبادئ النوفمبرية، لا سيما أن بيان الفاتح نوفمبر يستهل بالبسملة. وأشار حوسيني إلى أن الوزيرة، وإن صحت المعلومات المتداولة حول حذف "البسملة"، تحاول تطبيق أجندة مسبقة، وبهذا التصرف تذكي حقود وتفرقة بين الشعب الواحد، متسائلا عن أثر البسملة في الكتاب المدرسي والهدف من حذفها دون تقديم أي مبررات، لافتا إلى أن التعليم أصلا قائم على تدريس التلاميذ وتعليمهم قول "بسم الله الرحمن الرحيم" في كل شيء. وحذّر الأستاذ من محاولة المسؤولة الأولى عن قطاع التربية التي تنادي للخراب والتفرقة من تجسيد مخطط علمنة القطاع من خلال فصل الدين عن الحياة العملية، مشددا على أن ديننا معتدل، وأن البسملة ستزيد من البركة للكتب وليس العكس. وإلى ذلك، طالب الإطار السابق في قطاع التربية السلطات العليا بالوقوف على الأمر ومسائلة الوزيرة حول خلفية هذا القرار والأهداف المرجوة منه واتخاذ الإجراءات اللازمة، لا سيما أن محاولة علمنة القطاع يعد تصرفا خطيرا جدا يصدر عن وزيرة.
* الغرض من الأوامر الشفوية هو عدم إقامة الحجة رفض الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التصريح بأي موقف رسمي حول مسألة حذف "البسملة" من الكتب المدرسية للجيل الثاني، مؤكدا أن الجمعية، وبعد التحري حول حقيقة ما يتم تداوله ستعلن موقفها من ذلك. وكشف الدكتور قسوم في حديث ل "الحوار" عن اجتماع مرتقب اليوم للمكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين لمناقشة الموضوع وإعلان موقف مبدئي إلى غاية التأكد من الشروع فعلا في حذف البسملة من الكتب، مضيفا يقول إنه من الخبث أن تملي وزيرة التربية الوطنية تعليمات شفوية في موضوع مثل هذا يخص الدين إذا تأكد الأمر، مشيرا إلى أن الغرض من الأوامر الشفوية هو عدم إقامة الحجة على الوزيرة في حال تعالت الأصوات المنددة لهذا الفعل، معبرا على رفض الجمعية لكل اعتداء على عقل المسلم ودين المسلم كائنا من يكون مقرره.
* حتى البسملة فيها اختلاف إن كانت من القرآن أم لا بدوره، رفض الباحث في الإسلاميات سعيد جاب الخير التعليق في مسألة حذف البسملة من الكتب المدرسية بناء على تعليمات شفوية من الوزيرة نورية بن غبريط، حيث أن القضية قد أعطيت أكثر من حجمها وضخمت كثيرا. وقال جاب الخير في تصريح ل "الحوار" إنه حتى البسملة فيها اختلاف إن كانت من القرآن أم لا، لذا يرى صاحب فكرة "ملتقى الأنوار للفكر الحر" أن كل ردود الأفعال التي تصف هذا القرار بأن هدفه محاربة الإسلام أو خدمة أجندات أخرى غربية مبتذلة كثيرا.
* عفاق: من يدّعون أن إلغاء "البسملة" تكريس لمدرسة لائكية فقد أخطؤوا وقال الناشط السياسي عبد القادر عفاق، في حديث ل "الحوار" بأن من يدعون إلغاء البسملة هو تكريس لمدرسة لائكية فلماذا لا يلغي الرئيس القسم على المصحف لتكريس أفضل للفصل السياسي عن الديني بعد أن قام النظام بتسيير شؤون البلاد على تسوية مع الإسلام السياسي، مضيفا يقول إن النظام اليوم يريد تسوية أوسع بإدخال قوى سياسية محسوبة على التيار التقدمي لإقناعها وإعطائها ضمانات حول نواياه، الذي يدخل في هذا الإطار ولا يمكن عزله عن ما قام به مؤخرا من إطلاق سراح سجناء الرأي من كمال فخار الدين رشيد فوضيل وتخفيف التضييق عن الأحمديين، كما يمكن أدراج الخرجة الأخيرة لسعيد بوتفليقة مساندة لرشيد بوجدرة ضمن مساعي النظام لإعطاء ضمانات للقوى التقدمية التي تريد الالتحاق بالنظام. نسرين مومن