معرض الكتاب هو المتنفس الوحيد للكاتب وما ينقصنا هو الترويج الإعلامي توج أول أمس ثلاثة كتاب جزائريين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الثالثة 2017، لتسجل الجزائر حضورها بقوة في ثلاث فئات مختلفة في جائزة تعد من اكبر المسابقات الأدبية العربية. افتك الروائي والكاتب الجزائري سعيد خطيبي المرتبة الأولى في صنف الروايات المنشورة، بعمله "أربعون عاما في انتظار ايزابيل" الصادرة عن منشورات الاختلاف الجزائرية، وحصد الدكتور بشير ضيف الله جائزة الدراسات النقدية غير المنشورة حول "الراهن والتحولات.. مقاربات في الرواية العربية"، فيما حصل الروائي عبد الوهاب عيساوي جائزة الرواية غير المنشورة عن عمله "سفر أعمال المنسيين". هذا التتويج الثلاثي للجزائر في مسابقة تعد من اكبر المسابقات العربية، اعتبره بعض الكتاب في حديثهم مع "الحوار" ردا على الأصوات التي ارتفعت مؤخرا والقائلة بتراجع الرواية الجزائرية، في حين قال البعض انه لا يجب ان نربط الجوائز بالمشهد الادبي الجزائري، وأشاروا الى اهمية مثل هذه الجوائز في التعريف بالكتاب.
* الروائي بشير مفتي: لا يجب أن نربط مستوى الرواية الجزائرية بالجوائز قال الروائي بشير مفتي انه لا يجب ان نربط مستوى الرواية الجزائرية بالجوائز رغم اهميتها للكاتب والناشر وحتى القراء، مشيرا الى ان مشكلة الرواية الجزائرية الحقيقية تكمن في غياب مجلات ادبية متخصصة، ونشاطات تصاحب الرواية باستثناء معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي يعد حسبه الاحتفال الوحيد بالكتاب في الجزائر، مضيفا في السياق ذاته: "نعيش ازمة نشر، وإذا استمر غياب المكتبات ونقص التوزيع مستقبلا فسيقلل من اهتمام الناشر بالأعمال الجديدة، لهذا لا بد من وجود شركة وطنية لتوزيع الكتب". واعتبر صاحب "غرفة الذكريات" مثل هذه الجوائز تعزز ثقة الكاتب وتخرجه من المحلية.
* الروائي إسماعيل يبرير: فوز الأسماء الثلاثة بكتارا تتويج لمسارهم قال الروائي اسماعيل يبرير ان الأسماء الثلاثة التي فازت بجوائز كتارا للرواية العربية "سعيد خطيبي، عبد الوهاب عيساوي، وبشير ضيف الله" مكرسة، معتبرا فوزهم تتويجا لمسارهم، مضيفا: "اما الاصوات التي ارتفعت مؤخرا والتي تقول إن الأدب الجزائري في مأزق فأنا أقول ان الأدب الجزائري لم يكن مبتهجا كما هو اليوم". وواصل يبرير كلامه بالقول "صحيح ان المشهد الادبي الجزائري يفتقر لأجهزة وآليات لكنه مثله مثل باقي العالم فيها اعمال جيدة ومتواضعة وحتى رديئة.. ومن يقول العكس فليقدم لنا دراسات ادبية وليس كلام مقاهي".
* الشاعر هيثم سعد زيان: تتويج الثلاثي الجزائري نقلة نوعية في المشهد السردي الجزائري واعتبر الشاعر هيثم سعد زيان تمكن الثلاثي الجزائري: بشير ضيف الله، عبد الوهاب عيساوي وسعيد خطيبي من افتكاك مراكز الصدارة في مسابقة كتارا للرواية العربية والبحث الأكاديمي نقلة نوعية في المشهد السردي الجزائري نحو الانتشار السلس عبر الوطن العربي ومنه إلى العالمية. وقال هيثم سعد ان الجزائر دائما ما تصنع الحدث في هكذا موعد أدبي مهم على غرار جائزة كتارا، مضيفا: "لقد سبق لواسيني الأعرج وسالمي ناصر أن وقّعا بحروف من ذهب في نفس المسابقة، وحتمًا ستتوالى التشريفات في مواعيد لاحقة… هنيئا لنا بهم فرسانا متألقين".
* الكاتب علاوة كوسة: فوز يعكس مدى نضج الكتابة الأدبية في الجزائر قال الكاتب علاوة كوسة إن حديثنا عن الجوائز الأدبية العربية هو حديث عن محافل وفرص يمكن من خلالها اكتشاف مواهب وطاقات لم تتح لها الفرص للظهور، مبرزا أن الجوائز مهمة جدا في جانبها الإشهاري للأدباء الفائزين وفي جوانبها المادية أيضا". التواجد الكبير للنص الأدبي والنقدي الجزائري في المسابقات العربية يعكس حسبه مدى نضج الكتابة الأدبية في الجزائر، وعلق عن الامر بالقول: "لعل فوز الثلاثي الجزائري في جائزة كاتارا خير دليل على ذلك..فتهنئتي للدكتور بشير ضيف الله والروائي عبد الوهاب عيساوي وسعيد خطيبي".
* الكاتب بشير ضيف الله: "سعيد خطيبي" شرف كتارا و"عبد الوهاب عيساوي" يستحق البوكر وعلق الدكتور بشير ضيف الله، الحائز على جائزة النقد غير المنشورة عن فوز الجزائري خطيبي وعيساوي بالقول "سعيد خطيبي هذا الإنسان الباذخ الكريم…شرف جائزة كتارا وكان أحد متوجيها في الروايات المنشورة… سعدت كثيرا بلقائه.. وسعدت اكثر بتتويجه… احييك أيها الباذخ"، مضيفا: "هذا الروائي الذي ولد كبيرا… عبد الوهاب عيساوي.. أعتقد أنه حقق الأهم في ظرف وجيز… يستحق جائزة كتارا بامتياز… ويستحق البوكر… روائي لا يقف عند نقطة… إنما يفجرها تفجيرا… أهنئك وأتمنى لك فتوحات قريبة جدا وعلى أعلى مستوى…".
* الكاتب عيسى ماروك: تتويج الجزائر في المسابقات الأدبية أصبح مألوفا أوضح الكاتب عيسى ماروك ان تتويج الجزائر في المسابقات الأدبية العربية أصبح مؤلوفا، لكن ينقصنا الترويج الإعلامي للأسماء الادبية، فهناك الكثير من الاقلام الجزائري التي تحتاج ان يحتفى بها، حسبه. واعتبر ماروك ان تتويج كل من بشير ضيف الله، عبد الوهاب عيساوي وسعيد خطيبي يكذب ما يروج له البعض حول تراجع الرواية الجزائرية. حنان حملاوي