وجّه قاطنو فرقة الحمادية، ببلدية جواب الحدودية، التي تلامس ولاية البويرة، رسالة استغاثة للمسؤول الأول عن الولاية، بعد خابت آمالهم في السلطات البلدية، تطالب فيها بإخراجهم من قوقعة التهميش وتحسين ظروفهم المعيشية. وجاء في رسالة السكان، التي حصلت"الحوار" على نسخة منها، " لايزال قرويو الحمادية يتخبطون في عدة مشاكل ورثوها منذ عقود ولازالت قائمة إلى يومنا هذا، ممّا جعلتهم في عزلة عن العالم الخارجي"، لافتين إلى أن "وعودهم مجرد ذر للرماد وحبر على ورق". العطش يفتك بالسكان في عز الشتاء لا يزال سكان فرقة الحمادية يعتمدون على الطرائق البدائية لجلب الماء الشروب، حيث يضيف السكان في هذا الصدد، أن الماء لم يزر حنفايتهم لمدة شهرين متتالين، ورغم طرقهم أبواب البلدية إلا أن الواقع بقي على حاله، ولا مفر من اقتناء صهاريج المياه بأسعار تفوق 1000 دج، في انتظار إنجاز منقب مائي آخر يحد من العطش التى تعاني منه القرية.
عائلات تفتقر إلى الربط بالكهرباء ويضيف سكان القرية، أنه ورغم فرحتهم بعد الاستفادة من بناءات ريفية، ساهمت بشكل كبير في تثبيتهم بأراضيهم، وإنجاح الخطة التنموية القائمة على الفلاحة، إلا أن فرحتهم لم تكتمل بسبب افتقار تلك السكنات الجديدة للربط بالكهرباء الريفية، خاصة وأن قدراتهم المالية – يضيف السكان- لا تسمح لهم بسبب غلاء التكلفة، حيث يفوق سعر العمود الكهربائي 10 ملايين سنتيم، مما جعل تلك السكنات شاغرة، ومنهم من اعتمد على الطرائق الفوضوية للتزود بالكهرباء من عند الجيران، لتبقى الآمال معلقة قصد تزويد القرية بالكهرباء الريفية، وإنهاء هذا الكابوس. مدرسة ابتدائية حلم الأطفال لايزال سكان قرية الحمادية يطالبون بإنجاز مدرسة ابتدائية بالمنطقة قصد الحد من معاناة أبنائهم الذين يتمدرسون بابتدائية تابعة لولاية البويرة، مما انجرّ عنه عدّة متاعب إضافية أثناء انتقال التلاميذ من الطور الابتدائي إلى الطور المتوسط، حيث يجد الأولياء أنفسهم مضطرين إلى تحويل أبنائهم إلى متوسطات ولايتهم الأصلية بدل ولاية البويرة التي تبعد عنهم. وفي سياق ذي صلة، يقول سكان القرية إن النقل المدرسي متذبذب، وهو ليس متوفر على مدار الأسبوع، لهذا يناشد السكان بالزيادة في حافلات النقل المدرسي. قارورات الغاز للطهو والتدفئة رغم أن فرقة الحمادية تقع في قمة جبلية توفق 1000 متر، فهي أعلى قمة بجواب، وبحاجة إلى الربط بشبكة الغاز، غير أن الفرقة أقصيت من الربط لأسباب غير مفهومة، خاصة وأن البلدية الأم استفادت من الربط بالغاز في إطار برنامج الهضاب العليا، في حين تم استثناء القرية التي تُعرف ببرودتها الشديدة وبتساقط كميات كبيرة من الثلوج مع حلول كل فصل الشتاء، حيث يضطر المواطن بها لاقتناء قارورة الغاز في عز الشتاء بسعر لا يقل عن 300 دج للقارورة الواحدة. الصحة مريضة بالحمادية تبقى قرية الحمادية تفتقر إلى التغطية الصحية، في ظل انعدام قاعة علاج تختصر مسافة التنقل بالنسبة لمرضى القرية إلى العيادة المتعددة الخدمات بجواب، وقطع عشرات الكيلومترات. ويضيف السكان أنه حتى العيادة المتعددة الخدمات تفتقر هي الأخرى إلى مصلحة التوليد، حيث يضطر المواطن لقطع عشرات الكليومترات نحو سور الغزلان بالبويرة أو بني سليمان بالمدية.
التغطية الهاتفية منعدمة لايوجد أي متعامل للهاتف النقال بالقرية، فالقرية محرومة من التغطية الهاتفية، ولاتزال تعيش سنوات التسعينات، فحتى الهاتف الريفي منعدم – يقول السكان- رغم أنه تم إطلاق الجيل الرابع مؤخرا. إضافة إلى كل هذا، فالقرية تنعدم للبرط بقنوات الصرف الصحي، ولايزال السكان يعتمدون على حفر التعفن، أما المرافق الترفهية فلا وجود لها بتاتا، ونتيجة لكل هذا ناشد سكان فرقة الحمادية والي ولاية المدية للتدخل والنظر لحياة البداوة التي لازال سكان القرية يعيشون فيها، آملين في رفع هذا الغبن عنهم، خاصة وأن جابهوا كل الظروف من أجل الإستقرار في أرضهم.