تشهد أسعار النفط مع بداية 2018 ارتفاعا ملحوظا، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ منتصف عام 2015، وهذا بعد نجاح منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، في توسيع اتفاقها وتمديد اتفاق تخفيض إنتاج النفط حتى نهاية عام 2018. وفي ذات السياق، أرجع الخبير الدولي في الطاقة، كمال آيت شريف، الارتفاع الذي حققه سعر برميل النفط على مدار الأسبوع الماضي، إلى عوامل عديدة على رأسها الاتفاق الذي يسري إلى غاية أواخر 2018 بين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وبعض المنتجين خارجها الذين من بينهم روسيا بخفض الإنتاج لنحو 1.8 مليون برميل يومياً لتقليص المعروض في السوق، بالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية، خاصة التوترات السياسية في إيران ثالث أكبر منتج للنفط في "أوبك"، والتي كان لها تأثير كبير على ارتفاع أسعار النفط، إلى جانب عامل فصل الشتاء والذي يعد عاملاً مهماً في عملية نمو أو انخفاض الطلب على النفط، في أكبر البلدان المستهلكة للنفط على غرار أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا في السياق أن الأسعار تتدخل فيها عدة عوامل جيواقتصادية وجيوسياسية أخرى. واستبعد كمال آيت شريف أن تصل أسعار برميل النفط إلى حدود ال 70 دولارا، باعتبار أن البلدان المستهلكة ستعمل على ضمان أن لا يصل البرميل الواحد إلى 70 دولارا، خاصة أن هذا السعر سيساهم في زيادة الضغط على السوق والمستهلكين، مؤكدا أنه سيكون هناك تحفظ في أسعار البترول نتيجة الوضعية الاقتصادية الحالية التي يمر بها العلم منذ أربع سنوات. كما نفى الخبير الطاقوي أن تكون هناك مؤشرات تبين استمرار ارتفاع أسعار النفط أو بقائها في طور الارتفاع، متوقعا أن تستقر الأسعار خلال العام الجاري فوق 60 دولارا للبرميل الواحد.
–سعر برميل النفط ينتعش مع بداية 2018 سجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت نحو 68.13 دولارا للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.12 دولارا للبرميل. ولامست العقود 62.17 دولارا قبل ذلك بقليل وهو أعلى مستوياتها منذ ماي 2015، كما ارتفع الإنتاج الأمريكي، من النفط في العام الماضي، بأكثر من 384 ألف برميل يوميًا، كما زادت الصادرات متجهة لمستوى قياسي. وكشفت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في الأسبوع الجاري، عن أن إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط فى 2017 سجل 9.2 ملايين برميل يوميًا. أما على مستوى منظمة "أوبك" فإن متوسط الإنتاج بلغ 32.5 مليون برميل يوميًا في العام الماضي، بتراجع بمقدار 0.2 مليون برميل يوميًا عن مستويات 2016. وكانت منظمة "أوبك" اتفقت في نهاية 2016 على خفض الإنتاج النفطى بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا على مدار أول 6 أشهر من 2017، ثم مُدد الاتفاق إلى مارس 2018، ثم إلى نهاية العام الجارى. وبالنسبة لفرق الأسعار بين خامي "برنت" و"نايمكس" فأوضحت إدارة معلومات الطاقة أن الفرق اتسع بشكل كبير فى 2017، حيث وصل إلى أكبر مستوى منذ 2013 خام "برنت" منذ نهاية 2016 وحتى نهاية العام الماضى ربح 10 دولارات، حيث أنهى 2017 عند مستوى 65 دولارًا للبرميل، لتصل الفجوة بين خامى "برنت" و"نايمكس" إلى 5 دولارات مع نهاية العام. هذا واتفقت "أوبك" ومنتجون مستقلون على رأسهم روسيا شهر نوفمبر المنصرم، على تمديد تخفيضات إنتاج النفط مرة أخرى، في محاولةٍ جديدة لمواجهة تخمة المعروض التي دفعت الأسعار للانخفاض إلى النصف وتراجع الإيرادات تراجعًا حادًا في السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك في الوقت الذي ساعدت فيه تخفيضات "أوبك" على العودة بأسعار النفط فوق 50 دولارًا للبرميل هذا العام. غير أن هذا الاتفاق يبقى محل شك، باعتبار أن المنظمة ألمحت في الوقت ذاته إلى احتمالية إعادة النظر في الاتفاق مبكرا، وذلك في اجتماع جوان المقبل في حال شهدت السوق ارتفاعا كبيرا في الأسعار. سمية شبيطة