ارتفعت أسعار النفط بقوة خلال تداولات عام 2017 لتستمر في مكاسبها للعام الثاني على التوالي. واستفادت أسواق النفط بشكل رئيس من قوة الطلب وجهود منظمة أوبك لإعادة التوازن إلى الأسواق عبر خفض الإنتاج بالتعاون مع منتجين مستقلين من خارجها. ووفق حسابات الأناضول ارتفع خام برنت خلال 2017 بنسبة 17 بالمائة وبنحو 16 بالمائة خلال الربع الرابع وبنسبة 5.2 بالمائة في ديسمبر الجاري. وزاد الخام الأمريكي بنسبة 12.5 بالمائة في 2017 وبنحو 17 بالمائة خلال الربع الرابع و5.3 بالمائة خلال ديسمبر الجاري. وفي آخر جلسات 2017 ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم فيفري بنسبة 1.07 بالمائة أو ما يعادل 71 سنتا إلى 66.87 دولارا للبرميل. فيما زادت عقود الخام الأمريكي نايمكس تسليم فيفري بنسبة 1 بالمائة أو ما يعادل 58 سنتا ليغلق عند 60.42 دولارا للبرميل محققة أعلى مستوياتها في عامين ونصف العام. ويتوقع المراقبون أن تستمر مكاسب النفط في العام الجديد 2018 مع استمرار انكماش المعروض العالمي من الخام خصوصا بعد تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية العام القادم. وبدأ الأعضاء في أوبك ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا مطلع 2017 خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا لمدة 6 أشهر ثم تم التمديد حتى نهاية مارس 2018. واتفقت منظمة الدول المصدرة للبترول في 30 نوفمبر الماضي على تمديد خفض إنتاج النفط 9 أشهر إضافية تنتهي في ديسمبر 2018 وسط خطوات تنفذها المنظمة ومنتجون مستقلون لخفض مخزونات النفط. وعانى النفط الخام انحدارا كبيرا على مدار عامي 2014 و2015 مع وصول الأسعار إلى 27 دولارا للبرميل في جانفي بسبب تخمة المعروض العالمي من الخام. وفي 2018 تتوقع منظمة أوبك ارتفاع الطلب على النفط بمقدار 1.51 مليون برميل يوميا فيما تتوقعه وكالة الطاقة الدولية مع زيادة المعروض بنحو 1.6 مليون برميل يوميا خلال الفترة ذاتها.