دفعها عشقها للعطور إلى التفكير في فك أسرار هذه المواد واقتحام عالم لم يكن مستحيلا عليها بفضل تخصصها العلمي فهي حاصلة على دكتوراه في الكيمياء، السيدة بوشلاغم بدرية امرأة جزائرية تمكنت بفضل إرادتها من تحقيق حلمها وإنتاج عطور متميزة تحمل ذوقها بمعادلات خاصة بها، وتصلح لتكون هدايا جميلة لبنات جنسها في عيدهن العالمي. استطاعت السيدة بوشلاغم بدرية أن تفتتح معملا لصناعة العطور مجسدة بذلك حلما لطالما راودها بسبب عشقها الكبير لهذه المادة وبعد حصولها على شهادة الدكتوراه وتخصصها في مجال الكيمياء التي ساعدتها على صنع تركيبات مميزة لعطور غاية في الجمال استطاعت بمجهوداتها الفردية أن تفتتح معملا في مدينة برج ببوعريريج حولته إلى مخبر لصناعة عطور تدوم لمدة طويلة وبتركيبات بسيطة تجمع فيها العلم بالطبيعة حيث تمكنت لحد الآن من صنع عشرات الأنواع من العطور النسائية والرجالية استوحت معظمها من الطبيعة واختارت أكثر الورود تواجدا في بيئتها لصنع أقوي العطور مثل الياسمين والقرنفل وأنواع الورود الأخرى التي تتميز برائحة طيبة وإقبال كبير من الجنسين على استعمالها، تقول السيدة بوشلاغم،أنها فكرت في افتتاح معمل لصناعة العطور بعد أن لاحظت تواجد مجموعة كبيرة من العطور في الأسواق بأثمان مرتفعة حيث يقتصر جمالها على العلب الخارجية فقط أما العطر الذي يوجد بداخلها فلا يدوم أكثر من ساعة على أحسن تقدير لذلك سعت إلى صنع عطور تدوم طويلا تستثمر فيها خبرتها العلمية وموهبتها لإنتاج عطور مميزة، وعن بدايتها تقول السيدة بدرية أنها تقدمت لوكالة تشغيل الشباب من أجل الحصول على قرض يمكنها من شراء الآلات التي تسمح لها بصناعة العطور وعملت جاهدة على تنفيذ فكرتها وحلمها الذي راودها منذ مدة طويلة وتضيف السيدة بدرية أنه وبمجرد حصولها على القرض قامت بشراء الآلات وصناعة أول عطر من إنتاج معملها الصغير. ''أسترا فيولي'' بداية النجاح عملت السيدة بدرية على استثمار ما تعلمته في مجال الكيمياء لصناعة عطور متميزة فقامت بصنع عطور أطلقت عليها تسميات مختلفة لتزيد من رواجها فكانت ''أسترا فيولي'' و''نوا فلور كريستال'' و''ميرا كل'' من بين أكثر أنواع العطور التي صنعتها السيدة بدرية والتي لاقت رواجا لدى المشترين وقد حضي عطرها الأنثوي ''أسترا فيولي'' بإقبال كبير من قبل النساء وخاصة الفتيات ففي مدينة برج ببوعريريج بدأت السيدة بدرية تسويق عطورها وكسبت فيها ثقة المشترين وصنعت لنفسها مكانا مميزا وسط العديد من المنتجين لهذه المادة لكن الملاحظ أن السيدة بدرية كانت المرأة الوحيدة التي اقتحمت هذا المجال في وسط وبيئة محافظة لا تعرف كثيرا مشاركة المرأة في مجال الصناعة إلا نادرا والسيدة بدرية هي مثال حي للمرأة الجزائرية التي استطاعت اقتحام العديد من المجالات التي يخشاها حتى الرجال مبرهنة عن قوة وشجاعة نادرتين تكللت مجهوداتها بإنتاج عطور متميزة مثل ''أسترا فيولي'' الذي شكل بداية تفوق وخطوة أولى في مجال إنتاج العطور. تحقيق الحلم ليس مستحيلا تؤكد السيدة بدرية أن البداية لم تكن سهلة أبدا لكن الإرادة التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان هي التي تقف في وجه الصعاب وتذلل الكثير من العقبات فمهما كانت أحلام الشباب كبيرة يجب أن يسعوا لتحقيقها فلدى ولوجها مجال صناعة العطور تقول السيدة بدرية أنها اصطدمت بمشاكل عديدة كضعف التسويق وغلاء المواد الأولية المستوردة إلى غير ذلك من المشاكل الأخرى التي أثرت عليها في البداية لكنها استطاعت تجاوزها محققة نجاحات متتالية وتنصح السيدة بدرية الشباب بالمحاولة والتجريب وعدم التخلي عن أحلامهم والعمل على تحقيقها فالإرادة وحب العمل كفيلان بجعل الحلم ممكنا.