شهد معرض الجزائر الدولي ال 43 إقبالا كبيرا من قبل الجمهور طيلة الفترة الممتدة من 2 إلى 7 جوان الجاري، ولاقت هذه التظاهرة الاقتصادية التي تحمل معها صبغة ثقافية وحضارية، استحسان الزوار من خلال الأجواء التي ميزت ساحات قصر المعارض الدولي، وعروضها المبيعية والترويجية، في مسيرة تنافسية بين المنتجين والعارضين المحليين والأجانب، الذين وجدوا في تقديم العينات المجانية للزوار وطرح طمبولا للفوز بجوائز قيمة، فرصة للترويج لمنتجاتهم. اختلفت أجواء معرض الجزائر الدولي هذه السنة عن الطبعات السابقة، إذ ميزته مشاركة الجزائر في مونديال جنوب إفريقيا وتمثيلها للدول العربية، فتحولت مع هذا السياق ساحات قصر المعارض إلى ملاعب صغيرة، خصصها بعض العارضين المحليين والأجانب لحث الزوار على تجريب منتجاتهم من خلال المشاركة في ألعاب بسيطة يحصلون إثرها على هدايا عبارة عن عينات للتجريب، من جهة، وللتمييز وإثبات الحضور الناجح من جهة أخرى. ولم يختلف المقبلون على هذه المساحات من الجنسين فبقدر ما حضر الذكور كانت النساء حاضرات بقوة ومصرات على المشاركة في مثل تلك الألعاب من أجل الحصول على الهدايا، أو من أجل المشاركة فقط والترويح عن النفس. وكانت مساحات اللعب تلك عبارة عن ملاعب صغيرة لكرة القدم يقوم المشاركون فيها بالمشاركة في مقابلة صغيرة ضد فريق المنظمين ومن يسجل الهدف الأول يفوز، أو من خلال المشاركة في جولة من لعبة البابيفوت، أو في ''كويز'' حول تاريخ المونديال. كما تميزت مختلف أجنحة الدول العربية برفعها الراية الوطنية الجزائرية إلى جانب رايتها وشعارات تحمل عبارات مناصرة للمنتخب الوطني الجزائري، باعتباره الفريق العربي الوحيد المتأهل إلى المونديال. كما عبّر جميع المشاركين في المعرض من الدول العربية في تصريحاتهم ل ''الحوار'' عن مساندتهم ومناصرتهم للمنتخب الجزائري في مقابلاته، وأنهم جد فخورين بالمستوى الذي بلغه فريقنا الوطني، وسيكونون فخورين أكثر إذا ما حقق نتائج جيدة وقطع أشواطا للتأهل إلى باقي أدوار المونديال. العينات المجانية.. التذوق.. طرق تسويقية راقت الجمهور استغلت الشركات المصنعة للمواد الغذائية والعطور ومواد التجميل لهفة الجمهور على التجريب، لتعريفهم بمنتجاتها، فقد خصصت غالبيتها مساحات للتذوق، بالنسبة لشركات المواد الغذائية، كالكاشير والأجبان والعصائر، والحلويات، والحليب والقهوة، فإلى جانب الحصول على قطعة أو فنجان للتذوق يتم تقديم للشخص عينة مجانية. أما شركات العطور فإلى جانب تجريب العطر تقترح على الزائر تخفيضا يصل إلى 35 بالمائة إذا ما اقتنى نوعين مختلفين من منتجاتها. وتصلح تلك العطور الفاخرة أن تقدم في شكل هدايا للعرائس، وهو ما قامت به بعض العائلات التي تحضر لأعراس أبنائها، فكان من مكونات ''الطبق'' عطور تركية رائعة الشكل والنوع. ''الطومبولا'' مقصد محدودي الدخل للحصول على الأدوات الكهرومنزلية والإلكترونية خصصت غالبية شركات صناعة الأدوات الكهرومنزلية والإلكترونية فضاءات خارج أجنحتها لإجراء طمبولات، تمكنت بفضلها من استقطاب عدد أكبر من الزوار الراغبين في الحصول على غسالات ملابس وطباخات، وأجهزة تلفزيون، وأجهزة إيفي عالية التقنية، إلا أن قدراتهم الشرائية المحدودة لا تسمح لهم بذلك. فوجدوا في المشاركة في الطومبولات أملا في الحصول على ما يرغبون به لذا يقوم أفراد العائلة الواحدة بالمشاركة عدة مرات في نفس الطومبولا لمضاعفة فرص الربح.