من أجمل ما غنى المرحوم الحاج الهاشمي ڤروابي رحمه الله، أغنية: "آلو آلو..من فضلك كلملي الوطن والعاصمة". وسماع أغنية مثل هذه وهي تصف شوارع العاصمة وأحياءها نيابة عن كل الجزائر من خارج الوطن، لها إحساس خاص ووقع يختلف كثيرا عن سماعها من أرض الوطن. كما عبارة "آلو آلو" لها وقع خاص كذلك في الجزائر، لها مكانتها التي لم تتزعزع من احتلال المراتب الأولى يمكن القول منذ عهد الاستقلال. تستعمل لقضاء الحوائج، وتستعمل من أجل تسيير المصالح والتعدي على القانون، هي العبارة المفضلة عند أغلبية الجزائريين والمسؤولين من أجل خدمة عائلاتهم والمقربين منهم، حتى أصبحت أقوى من القانون وَمِمَّا يجب أن تكون عليه الأمور والأحوال!!. آلو آلو..تستعمل في الجزائر بداية من أبسط الأمور وصولا إلى عالم السياسة والاقتصاد، مرورا بعالم الرياضة والنقابات والجمعيات، فمعظم الصفقات والمشاريع تمرر وتسند إلى أصحاب "آلو آلو" ولو كان ذلك على حساب الخبرة والقدرة والأمانة والكفاءة!!. ومن غرائب ما حدث قبل يومين عندما تحدث الناخب الوطني للتلفزيون العمومي، شارحا علاقته الطيبة والمتينة ببعض مسؤولي الفرق الرياضية في أوروبا، أنه بعبارة "آلو آلو" يمكن جلب لاعب أو تُقدم له خدمة لصالح فريقه، لكن الذي يعرف أوروبا جيدا، والكفاءة والصرامة التي يتمتع بها المسؤولون في كل القطاعات، يدرك بأنهم لم يتطوروا إلاّ بالشفافية وتحقيق العدالة والصرامة في التسيير، وأول ضحية كانت إزالة عبارة "آلو آلو" من قاموسهم في تسيير شؤونهم الاقتصادية والسياسية والرياضية..الخ. الذي يُؤسف له حقيقة في الجزائر، أن معظمنا يتحدث بعبارات ظانا منه أنها امتياز ورفعة، لكنها في ثقافة الدول المتطورة هي رجعية وتخلف وبيروقراطية يحاسب عليها القانون. وإني أعتقد، لو نبدأ في مراقبة تصرفاتنا وعباراتنا التي نستعمل، ونقتنع بضرورة المرور على الطرق الشرعية في تسيير مصالحنا، ونكون صارمين في ذلك، فإنه حتما سنخطو خطوات جبارة نحو الأمام، نحو العدالة الاجتماعية، نحو: وأن لا سيّد في هذا الوطن إلاّ القانون. [email protected]