ستفتح الجمعية الثقافية الهاشمي ڤروابي، بعد غد الجمعة، أول جسر تواصل مع أعضاء الجالية الجزائريةبباريس، من خلال إطلاقها أول طبعة “قعدة شعبي” “جيب راسك وأجي لي نڤسرو” وذلك بالتعاون مع المركز الثقافي الجزائريبباريس، حيث سيتم إحياء التظاهرة على مدار يومين تتخللها مجموعة من الأنشطة الثقافية متبوعة بحفل اختتام فني ساهر مساء السبت، في انتظار توسيع هذه المبادرة عبر مختلف المدن الفرنسية كليل في الشمال ومرسيليا في الجنوب إلى جانب باقي دول العالم مثل كندا تلبية لرغبات أعضاء الجالية. ذكرت رئيسة الجمعية الثقافية الهاشمي ڤروابي، أرملة الفنان الراحل شهيرة ڤروابي في مقابلة خصت بها “الخبر” بباريس، بأن التظاهرة تدخل في إطار تكريم المرحوم الهاشمي ڤروابي بإحياء أروع ما غنى من التراث الجزائري في طابعه الشعبي الأصيل وكذا تمرير رسالة أجيال الأمس إلى أجيال اليوم والغد وسط أعضاء الجالية الجزائرية بإيصال الديوان الغنائي إلى أبناء المهجر بكل أمانة علمية بهدف استخلاص الحكمة من الفن العريق الذي حفر أسماء المشايخ الكبار بأحرف من ذهب لتميزهم بقصائد الشعر الملحون والكلام الموزون، وهو ما جعل عميد الأغنية الشعبية الهاشمي ڤروابي يولع بصوت الحاج مريزق ويتأثر بعملاق اللون الشعبي الحاج أمحمد العنقا، مضيفة أن ذلك زاد في رصيده الإبداعي خاصة بعد لقائه مع محبوباتي بعد الاستقلال من أجل إعادة وتجديد “ريبرتوار” السبعينيات وإضفاء عليه صبغة عصرية بإدخال آلات موسيقية خفيفة والخروج بما يسمى بالطقطوقة الشعبية كما حدث في كل من أغاني “البارح والورقة وألو ألو” التي كللت نجاح الفنان الراحل وزادت من تألقه وشهرته بعدما أطربت مختلف الشرائح حتى الشباب منها لسلاسة سماعها وحنجرة ڤروابي الذهبية التي صنعت منه فنانا مميزا، ناهيك عن قصائد “الحراز” و”يوم الجمعة”. واسترسلت شهيرة ڤروابي حديثها عن الطبعة الأولى “قعدة شعبي” بباريس، مبرزة بأن الجمعية ترغب من خلالها في فتح النقاش أمام الحضور من أبناء الجالية بالتطرق إلى موضوع الطابع الشعبي والتراث الموسيقي للأغنية الشعبية، مع إشراك الجميع في الإدلاء بآرائهم حول كل ما يتعلق بهذا اللون في القرن الواحد والعشرين ومقارنته بما كان عليه في القديم. كما ستتناول “قعدة شعبي” سيرة المرحوم ومشواره الفني ورصيده الشعبي الثري في شكل ندوتين يشرف على تنشيطهما كل من الموسيقار ورئيس أوركسترا رشيد إبراهيم جلول، إلى جانب الأستاذ الجامعي بجامعة السوربون 3 سعدان بن بابا علي الذي ساهم في التعريف بالشعر الملحون الجزائري في فرنسا وفي الجزائر والقريب من الموسيقى الأندلسية، بالإضافة إلى عرض شريط فيديو يحكي عن حياة الفنان الراحل مرفقا بمعرض من الصور يتبع في اليوم الموالي بحفل فني ساهر عشية السبت من إحياء حميدو ومريم بلدي ويوسف بن يغزر الفائز بجائزة الهاشمي ڤروابي الأولى للأغنية الشعبية جلبته الجمعية، حسب رئيستها، من أجل تحفيز الشباب الهاوي وعاشق الأغنية الشعبية من أبناء الجالية على تذوّق هذا اللون خارج الديار للتعريف بالهوية الجزائرية. وذكرت أرملة الهاشمي ڤروابي ل “الخبر” أن كوكبة من الفنانين المشارقة والفرنسيين أعادوا أغاني عميد الأغنية الشعبية وفقا لعدة شروط، أهمها الحفاظ على الكلمات واجتناب أي حذف أو زيادة مع ذكر صاحبها، كما هو الحال بالنسبة للفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في أغنية “ألو ألو والبارح” التي أعادها كل من الفنان المصري محمد منير والفرنسي “أنريكو ماسياس” التي دوّت قاعة “الأولمبياد” الباريسية وكذا أغنية “الورقة” التي اعتمدتها فرقة “الراب” بمرسيليا. وعلى صعيد آخر، كشفت المتحدثة ذاتها بأنه تجري حاليا في الجزائر التحضيرات على قدم وساق لتنظيم سهرات رمضانية تحتضن الطبعة الثانية لمسابقة الأغنية الشعبية الهاشمي ڤروابي بداية من 29 جوان إلى غاية 2 جويلية، حيث ستعرف الطبعة مشاركة وطنية تلبية لرغبات الجميع خاصة بعد النجاح الذي عرفته نظيرتها الولائية السابقة خلال شهر جويلية الفارط على مستوى قصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، أين تم تسجيل حضور أزيد من 5000 شخص.