تأسيس "جمعية" فكرة مرحب بها عند النخب الفكرية، كوسيلة حسية وواقعية وإلزامية تحتاجها الحكومات لإدماج الشعب مع الأنشطة الثقافية والرياضية والدينية والتاريخية، والعديد من الأساتذة الكبار اختلفوا في دورها وطبيعة علاقتها بالمجتمع، إلا أنني ومنذ 04 سنوات كرهت فكرة إنشائها في الجزائر حينما التقيت بمسؤول حكومي أخبرني أن في سيدي بلعباس فقط يوجد 2000 جمعية، منهم 20 جمعية ناشطة على تراب الولاية فقط، إلا أن هذا لم يمنعني من كسر فضولي والتحقيق في هذه الجمعيات الناشطة وكيف تصنع جسر تواصلها مع الناس، وبالفعل حينما ظهرت جمعية كافل اليتيم ومكتبها في بلدية سيدي لحسن لولاية سيدي بلعباس، بكل صراحة حكمت عليها بالفشل وأنا أرى زميلا لي يحاول أن يصنع لهم تقريرا عن تأسيسهم للمكتب البلدي، إلا أنهم أدهشوني بالكم الهائل من الأفكار حول كفل اليتيم معنويا وماديا وحسيا وبكامل أشكال التضامن وأنواعه وزعت على اليتيم بحضرة هذه الجمعية. رئيس مكتبها عرف كيف يصنع التواصل مع الناس، بوضع الأخبار اليومية والأعمال المهمة التي تقوم بها الجمعية صوت وصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلا أنني أول مرة أرى في بلدية سيدي لحسن مكتبا خاصا لجمعية خيرية، وأول مرة أيضا في بلدية سيدي لحسن أرى لجمعية شباب متطوعين من كل ناحية يحاولون تقديم المساعدة والمشاركة في الأجر لكفل اليتيم، بالاختصار المفيد "كافل اليتيم" أول جمعية خيرية مهمة على الصعيد الوطني تقوم بالمعجزات في بلدية سيدي لحسن، ربما هي الينبوع الوحيد في هذه البلدية الذي يشعرك بالافتخار نوعا ما بعد كل الأحداث المأساوية التي نراها في هذه البلدية، وحينما تكتمل صورة الاحتراف في أي مكان، ما يليق بنا إلا تشجيع الاحتراف ليجد الثبات على طريق الخير وأن لا ينحرف إلى غاية فردية ممكن تحطم المجتمع كليا. أحب أن أسمع أخبار الجمعية حينما تكون على طريق الصحيح، والحمد الله مازالت أرضها تنتج "الصواب" بدلا من حرث الأخطاء، وتنادي الأجدر والمستحق بدل المزيف والغشاش، وهذه كلها علامات الاحتراف لمكتب بلدي لم يعرف سنة على وجوده، لهذا أتمنى لرئيسها وكل فرد فيها سواء صغيرا أو كبيرا الاستمرار في العطاء، لأن هدف الجمعية وعلى حسب اسمها هدف نبيل ممزوج بروح الخير والمحبة والصدق والتضامن، وهذا ما يحتاجه البشر بينهم بشكل خاص وعام. جمال الصغير [email protected]