تحرص الحكومة مع حلول شهر رمضان من كل سنة على تنظيم أسواق تضامنية أو ما يعرف ب "أسواق الرحمة"، قصد كسر المضاربة في الأسعار وخلق فضاءات يلجأ إليها المواطنون هروبا بن الأسعار التي تحرق جيوبهم، لكن الملاحظ في هذه الأيام أن حتى هذه الأسواق تعرف ارتفاعا في الأسعار أرجعه الفاعلون في القطاع إلى نقص التموين بالدرجة الأولى واللهفة والخلل في التسيير بدرجة أقل، إلى جانب ارتفاع أسعار كراء المساحات المخصصة لعرض المنتوجات في هذه الفضاءات التجارية الظرفية والمؤقتة، كلها عوامل عادت بالسلب على أسعار المنتوجات المعروضة كما هي في الأسواق العادية خاصة في ظل غياب آليات الرقابة الناجعة، وبين هذا وذاك يبقى المستهلك من ذوي الدخل المحدود هو الضحية الأولى والأخيرة من هذه المضاربة. الأسعار بأسواق الرحمة في متناول الجميع في السياق نفت وزارة التجارة على لسان المكلف بالإعلام سمير مفتاح وجود ارتفاع في أسعار المنتجات في أسواق الرحمة، مؤكدا أن الأسعار في المتناول. وفي اتصال بيومية "الحوار"، أمس أكد مفتاح أن "الأسعار بأسواق الرحمة في متناول الجميع، فقد كانت لنا الفرصة للتنقل بعدد من الأسواق المتواجدة بالعاصمة، ولاحظنا أنه لا يوجد أي مضاربة في الأسعار، وبإمكان أي مواطن اقتناء حاجياته من هذه الأسواق". وبخصوص ربط بعض التجار رفع الأسعار بسعر كراء المساحات المخصصة لعرض المنتجات، كشف المكلف بالإعلام للوزارة أن "الوزارة بالتنسيق مع الجماعات المحلية هي من تتكفل بكل التفاصيل من كراء ودفع لثمن الكهرباء، فما على التّاجر أو المنتج إلا أن يأتي بسلعته ويعرضها مباشرة".
الارتفاع الجنوني للأسعار في أسواق الرحمة يرجع للهفة المواطن وفي ذات الصدد كشف الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين محمد عليوي أن سبب الارتفاع الجنوني للأسعار في هذه الأسواق يرجع إلى لهفة المواطن في الأيام الأولى من رمضان، وكذا الأمطار التي عرقلت تموين هذه الأسواق، متوقعا أن تنخفض الأسعار في الأيام القليلة القادمة. وأوضح عليوي في اتصال بيومية "الحوار"، أمس أن "ارتفاع الأسعار في أسواق الرحمة يعود إلى لهفة المواطنين في الأيام الأولى من شهر رمضان وتسارعهم إلى شراء المواد الاستهلاكية بشكل كبير يصل حد التبذير، وهذا ما يجعل التجار يستغلون الفرصة لرفع الأسعار". وربط عليوي سبب ارتفاع الأسعار بالأمطار التي سقطت في الأيام الأولى من شهر رمضان والتي منعت خروج الفلاحين لجني المحاصيل وتموين الأسواق، متوقعا تحرك الفلاحين في الأيام القليلة القادمة وتوفير كافة المنتجات، ما سيجعل الأسعار تنخفض.
غياب المنافسة بداخلها انعكس على الأسعار ومن جهته أفاد رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي، أن بعض من هذه الأسواق لا يصلها التموين الكافي من الخضر والفواكه وغيرها من المواد الاستهلاكية وهذا السبب الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار. واعتبر ذات المتحدث في اتصال بيومية "الحوار"، أمس أن "نقص التموين من العديد من المواد الاستهلاكية التي يحتاجها المواطن خلال الشهر الفضيل، وغياب بعض المستلزمات عن هذه الأسواق، بالإضافة إلى عدم امتلاء هذه الأسواق بالعدد الكافي من التجار لخلق المنافسة، جعل الأسعار ترتفع في عدد من هذه الأسواق".
الأسعار ستنخفض في أسواق الرحمة نهاية الأسبوع الحالي ومن جانبه قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج طاهر بولنوار إن "ارتفاع الأسعار في أسواق الرحمة أو موازاتها مع الأسعار في الأسواق الجوارية يعود سببه إلى أن من يمارس نشاطا في هذه الأسواق بمناسبة شهر رمضان هم تجار عاديون، وليس الفلاحون هم من تنقلوا إلى هذه الأسواق كما كان مسطرا له من قبل" وتابع في ذات السياق أن "قاعدة من الفلاح إلى المستهلك غابت هذه السنة في أسواق الرحمة، حيث أن شهر رمضان تصادف مع موسم جني المحاصيل ولا يمكن للفلاح أن ينتقل إلى هذه الأسواق ويترك أرضه، بالتالي فنحن نسمي هذه الأسواق ب الأسواق الجوارية المؤقتة". وتوقع بولنوار أن تنخفض الأسعار في الأسواق الجوارية وحتى أسواق الرحمة نهاية الأسبوع الحالي. عبد الرّؤوف. ح