تباين في الأسعار.. ولهيبها يُرعب المواطنين * استقرار الأسعار.. هل هو هدوء يسبق العاصفة؟* تعيش العائلات الجزائرية على وقع (آخر التحضيرات) لاستقبال شهر رمضان الكريم، وتعدّ الأسواق والمحلاّت والمساحات التجارية المبرى (مسرحا) لأبرز التحضيرات المتعلّقة بالجانب المادي، بعيدا عن الأمور الرّوحية التي يُفترض أن تشكّل أساس شهر التوبة والغفران، وفي ظلّ تهافت المستهلكين على شراء كلّ شيء وأيّ شيء من الطبيعي أن تلتهب الأسعار، وفي ظلّ ضعف مداخيل كثير من العائلات من الطبيعي أن يُرعب لهيب الأسعار ملايين المواطنين. تشهد أسواق الأحياء الشعبية والأحياء الرّاقية تباينا ملحوظا في أسعار المواد الاستهلاكية والخضر والفواكه عشية الشهر الفضيل، حيث تعرف الأحياء الشعبية استقرارا حذِرا في الأسعار مقارنة بالأحياء الأخرى التي تعرف ارتفاعا محسوسا في الأسعار. وسجّل كثير من المواطنين ارتياحهم حسب ما لمسته (أخبار اليوم) أمس في سبر آراء ميداني قامت به من أجل جسّ نبض المواطنين في أسعار الخضر والفواكه والمواد الاستهلاكية عشية شهر رمضان الكريم، لكن مع تسجيل بعض التخوّف من ارتفاع الأسعار عند دخول رمضان. هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ وصف بعض المواطنين (استقرار الأسعار) ب (الهدوء الذي يسبق العاصفة)، مبدين تخوّفهم من الارتفاع المفاجئ للأسعار في الأسبوع الأوّل من الشهر الفضيل. وأضاف بعض المتجوّلين في أروقة معرض الجزائر الدولي (صافكس)، أين نظّمت وزارة التجارة سوقا مفتوحا على المنتجات المحلّية ابتداء من 14 جوان إلى غاية 14 جويلية تحت شعار (لنستهلك جزائري) أن هذا الأخير ساعد على استقرار الأسعار في الأسواق الأخرى بشكل كبير، وأن العديد من المواطنين يتوافدون بشكل كبير على (صافكس) مع عائلاتهم من أجل اقتناء ما لذّ لهم وطاب من السلع وبأسعار جدّ معقولة، على حدّ تعبيرهم، مثمّنين مساعي وزارة التجارة على تنمية الاقتصاد الوطني من جهة والمحافظة على استقرار الأسعار من جهة أخرى وإعطاء دفع وفضاء للعائلات الجزائرية لمعرفة منتوج بلادهم. وفي هذا الصدد، أرجع العديد من المواطنين السبب في استقرار الأسعار إلى اضطرار التجّار إلى المحافظة على نفس الأسعار التي هي عليها الآن وإلاّ خسروا زبائنهم بسبب المنتجات المحلّية التي تعرض وتباع في (صافكس) الصنوبر البحري. أمّا بالنّسبة لفارق الأسعار مقارنة مع رمضان 2014 فأكّد المواطنون أن هذا الاستقرار فتحت شهيتهم للتسوّق رغم تخوّفهم من الارتفاع المفاجئ للأسعار بداية شهر رمضان الكريم، مشيرين إلى الارتفاع الجنوني الذي عرفته الأسعار أيّام قليلة قبيل شهر رمضان المعظّم. وفي هذا الإطار، دعا المواطنون التجّار إلى ضرورة التحلّي بروح المسؤولية والرّحمة في شهر الرّحمة والتقيّد بتعليمات وزارة التجارة من أجل ضمان استقرار الأسعار. انخفاض واضح... أمّا فيما يخص أسعار بعض المواد الاستهلاكية الأكثر طلبا في الشهر الفضيل فهي تعرف انخفاضا مقارنة بالعام الماضي، على غرار الحمّص الذي يصل سعره اليوم إلى 160 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد، في حين بلغ 210 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد العام الماضي، وكذا انخفضت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بحوالي 30 دينارا جزائريا للكيلوغرام الواحد، أين يتراوح سعرها اليوم بين 28 دينارا إلى غاية 40 دينارا كأقصى حدّ، في حين كانت العام الماضي ما بين 80 و100 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد، إلى جانب سعر الطماطم الذي عرف هو الآخر انخفاضا ملحوظا أين قدّر سعر الكيلو غرام الواحد في رمضان 2014 ب 120 دينار للكيلوغرام، أمّا اليوم فبلغ سعر الكيلوغرام الواحد 60 دينارا، أي ما يعادل انخفاضا بنصف السعر وغيرها من المواد التي سجّلت انخفاضا مقارنة برمضان العام الماضي. اختلاف الأسعار باختلاف الأحياء رغم الارتياح الذي يعيشه المواطن الجزائري ساعات قليلة قبل شهر رمضان المعظم إزاء انخفاض أسعار المواد الاستهلاكية، إلاّ أن هناك تفاوتا واختلافا في نفس الأسعار لنفس المنتجات من مكان إلى آخر أو من بلدية إلى أخرى في الجزائر العاصمة. فعلى سبيل المثال ارتأت (أخبار اليوم) أن تعرف الفرق بين بلديتي برج الكيفان وبلدية فريدي فتجلّى الاختلاف الواضح وضوح الشمس في الأسعار، حيث بلغ سعر 5 لترات من الزّيت حسب العلامة التجارية بين 550 و570 دينار جزائري ببلدية برج الكيفان، فيما بلغ سعر نفس المنتوج ونفس العلامات ببلدية فريدي بين 590 و750 دينار جزائري، وكذا العديد من المنتجات التي تعرف هذا الاختلاف دونما مبرّر. ارتفاع الأسعار سببه لهفة المواطن في شقّ آخر، أرجع بعض التجّار في تصريح ل (أخبار اليوم)، أمس، سبب ارتفاع الأسعار في الشهر الفضيل إلى (اللهفة) التي يعاني منها المواطنون في الأسبوع الأوّل من الشهر الفضيل والتوافد الكبير على اقتناء بصفة مفرطة، ممّا يتسبّب في نقص المواد في السوق، وبالتالي زيادة الطلب على العرض. وأشار التجّار إلى أن سبب استقرار الأسعار إلى حدّ الساعة هو استقرار الأسعار في سوق الجملة ووفرة الإنتاج هذا الموسم، وبالتالي يطال الاستقرار أسواق التجزئة، نافين في ردّ لهم عن سؤال متعلّق إذا ما شكّل معرض الجزائر الدولي مشكلا لديهم، معتبرين أن هذا الأخير خطوة إيجابية لإنعاش الاقتصاد الوطني. وفي شقّ آخر، أبدى التجّار استياءهم من الأسواق الفوضوية التي لم تعالج من قِبل وزارة التجارة إلى حدّ الساعة، قائلين إن الأسواق الفوضوية والباعة المتجوّلين هم سبب الاستياء، مناشدين بالمناسبة الوصاية اتّخاذ تدابير استعجالية لوضح حدّ أو على الأقلّ التقليل من الظاهرة في الساعات الأولى من الشهر الفضيل لتفادي المشاكل بين الأسواق المنظّمة والباعة الفوضويين. وفرة المنتوج سببه استقرار الأسعار من جهته، توقّع الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجّار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار استقرار أسعار الخضر والفواكه خلال شهر رمضان بسبب وفرة المنتوجات باستثناء بعض المواد التي يكثر عليها الطلب، وقال إن من بين أسباب استقرار الأسعار نسبيا خلال رمضان من بينها أسعار اللّحوم البيضاء التي تراجعت بشكل محسوس باستثناء الأسبوع الأوّل الذي يزداد فيه الإقبال على اقتناء مختلف أنواع الخضر والفواكه، قيام فلاحي عدد من الولايات بتخصيص مساحات من المزروعات لشهر رمضان. وفي هذا السياق، طمأن وكلاء الأسواق المواطنين بوفرة المنتوجات، حيث ستتولّى مناطق الساحل والمتّيجة ومعسكر ومستغانم وخصوصا بسكرة تموين باقي الولايات. في حين انتقد ممثّل اتحاد التجّار بشدّة مسيّري الكثير من غرف التبريد الذين يرفضون تخزين الفائض من المنتوجات، من بينها البطاطا حاليا، ويتعمّدون تخزين المنتوجات التي قلّ إنتاجها هذا الموسم وعرضها في الأسواق عندما ينقضي موسمها بغرض المضاربة، وهو ما يفسّر الارتفاع الجنوني لبعض أنواع الخضر والفواكه في رمضان.