–نصيحتي للأولياء: أطفالكم أغلى من عائدات تجارة الأرصفة توجه رئيس شبكة ندى، عبد الرحمان عرعار، بندائه إلى الأولياء الذين يرسلون بأبنائهم إلى سوق العمل خلال الشهر الفضيل، محذرا إياهم من المخاطر التي تحدق بهؤلاء البراعم، من اعتداءات وعنف لفظي وجسدي، مشيرا إلى أن العطلة الصيفية لا تعني الراحة بالنسبة إلى الأولياء، فالأطفال بحاجة إلى الرعاية والرقابة حتى وهم في حضن أوليائهم في البيت، فما بالك وهم في حضن الشارع. أكد عبد الرحمن عرعار، رئيس شبكة ندى لحماية حقوق الطفل، في تصريح ل"الحوار"، أن سوق العمل باتت خطرا على الأطفال، قائلا "أتفهم ظروف بعض الأولياء المزرية، لكن مهما يكن لا يجب عليهم أن يضحوا بأبنائهم أو أن يرسلوهم إلى سوق العمل مع كل ما يحيط بهم من مخاطر. وأضاف عرعار، أن الطفل الذي يترعرع في حضن الشارع لن يسلم من براثن شبكات الاتجار بالمخدرات ولا من الاعتداءات ولا من "الحقرة"، أضف إلى ذلك المخاطر الصحية التي يتعرض لها هؤلاء البراعم الذين يمكثون لساعات غير محدودة تحت الشمس الحارقة في أسواق الجملة ويتعاملون مباشرة مع كل السلع، حتى تلك التي تشكل خطرا على صحتهم، وحتى على خزينة الدولة التي تدفع ضريبة ثقيلة مستقبلا في مواجهة تلك الأمراض. وأضاف رئيس شبكة ندى، أن المخاطر في تفاقم بسبب التحولات الاجتماعية والاقتصادية والتفكك الأسري والعنف المتفشي، سواء في البيت، المدرسة أو الشارع على حد سواء، وحتى العالم الافتراضي لا يخل من المخاطر. وفي السياق نفسه، أكد أن التشريع الجزائري صارم في قضايا الطفولة، وأن المشكل يكمن في "كيفيات التطبيق" مما يفسر "ضعف المردودية والفاعلية في الميدان"، وشدد على ضرورة "مراجعة التنسيق" بين مختلف الأطراف الفاعلة والجهات المعنية بخصوص الإجراءات المتخذة في التصدي لظاهرة العنف وتعزيز حماية الطفولة،كما شدد أيضا على أهمية الردع دون إهمال مكانة الوقاية والتحسيس في توعية المجتمع بخطورة العنف ضد الأطفال وضرورة مكافحته، مركزا على مسؤولية المجتمع ككل في عملية التبليغ لتمكين المختصين من التدخل لتفادي وقوع العنف أو التكفل به حين وقوعه. وعليه، دعا رئيس شبكة ندى، إلى ضرورة الحد من الأسباب الجوهرية للعنف بتعزيز العدالة الاجتماعية تجاه الأطفال والقضاء على حواجز تمدرسهم والعوائق التي تعترضهم في الاستفادة من وسائل صحية ذات نوعية، وتعزيز الأحياء بمرافق ثقافية وتوفير مساحات للمسرح والسينما وأخرى رياضية وكذا مكتبات من شأنها أن تساهم في امتصاص العنف وتدعيم الأحياء بجمعيات وخلايا جوارية للسهر على مرافقة الفئات التي تعاني من وضعيات اجتماعية صعبة تعد مصدرا للعنف. أما الحل فيكمن، بحسب عرعار، في إعادة سن قوانين صارمة ضد الأولياء، مشيرا إلى ضرورة البحث عن حلول بديلة للتخلص من الفراغ من جهة، ومن العمالة ومن مخاطر العالم الافتراضي من جهة أخرى. وفي هذا الإطار، أشار عرعار إلى أن الشبكة قد سجلت 750 طفل تم إشراكهم في الدعارة ذكورا وإناثا، و4.890 طفل آخر وقعوا ضحايا سوء معاملة أو قضايا تخص عمالة الأطفال، مشيرا إلى وجود فتيات مراهقات أصبحن ضحية شبكات دعارة تؤطرها جماعات أشرار ليتم استغلال بعضهن فيما بعد في الترويج للمخدرات والسرقة. وأضاف عبد الرحمن عرعار، بأن هذه المكالمات مكّنت أيضا من تسجيل 1.025 طفل آخر ضحية الاعتداءات الجنسية، منها 55 طفلا ضحية زنا المحارم، وهي الظاهرة التي أصبحت تأخذ أبعادا مخيفة، إلى جانب 920 طفل ضحية التسول والتشرد، مؤكدا بأن العدد الحقيقي للأطفال ضحايا العنف أكبر من الرقم المعلن عنه، وأن ظاهرة العنف ضد الأطفال في تزايد مستمر وتتطلب التكفل الحقيقي بها، وبنفس المناسبة أشار إلى أن بعض الدراسات الوطنية كشفت مؤخرا، عن تسجيل نسبة 5 بالمائة من الأطفال غير المتمدرسين بالجزائر، معتبرا هذا المؤشر من بين الأسباب التي جعلت الأطفال عرضة للعمالة والتسول. سامية حميش