أحمد أولبشير: لا خطر على الفنادق الجزائرية ربورتاج: نصيرة سيد علي مصطفى.ب أكدت ثلة من الخبراء الاقتصاديين في حديثهم مع "الحوار" على الدولة الجزائرية إيجاد مخرج للأزمة الصحية التي ضربت الجزائر مؤخرا، وتطهير المحيط الصحي، مشيرين إلى أن توفير بيئة صحية في قائمة أولويات السائح الوطني والأجنبي قبل ولوجه لأي وجهة سياحية يريدها، وأمام ناقوس الخطر الذي دقته بعض السفارات المعتمدة بالجزائر التي أصدرت بيانات تحذر من خلالها رعاياها أخذ الحيطة والحذر أثناء التنقل في الولايات التي ظهرت فيها حالات مؤكدة مصابة بداء الكوليرا، يجعل السلطات المعنية تسرع في القضاء على هذا الوباء الذي قد ينعكس سلبا على المنظومة الاقتصادية برمتها، وفي مقدمتها المساس بسمعة المنتجات الفلاحية بعد تصريحات بعض المسؤولين أنها تسقى بمياه قذرة مما يجعلها مرفوضة في السوق الدولية. الكوليرا في الجزائر وتأهب في الخارج أبدت العديد من الدول التي تربطها علاقات مباشرة بالجزائر حالة من الحذر والتأهب اتجاه الجزائريين الوافدين إليها تفاديا لانتقال وباء الكوليرا لأراضيها وذلك بعد انتشاره وتسجيل إصابات جديدة شمال البلاد، حيث حذرت السلطات الفرنسية رعاياها القادمين إلى الجزائر من الوباء، كما سارعت تونس إلى تشكيل خلية أزمة مختصة بدراسة الحالة الصحية بالجزائر، فيما شرعت وزارة الصحة المغربية في توجيه مذكرات لمستشفياتها العمومية تطالبهم فيها باليقظة والحذر. ومن جهتها أمرت ليبيا بمراقبة المسافرين الوافدين إليها من الجزائر، هذا وقد أصدرت عدة سفارات أجنبية بالجزائر بيانات لها تحذر فيها من الوباء. دعت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها صباح أمس جاليتها إلى توخي الحيطة والحذر خلال تواجدهم بالجزائر، محذرة إياهم من الوباء الذي مس عدة مناطق وسط البلاد، كما أوصت الخارجية الفرنسية في ذات البيان المواطنين الفرنسيين بالجزائر بضرورة اتباع التوصيات الوقائية لمنظمة الصحة العالمية، وللإشارة فإن سفارة فرنسابالجزائر كانت قد نفت في بيان لها أمس إشاعة طلبها شهادة طبية من المسافرين الجزائريين. وسارعت السلطات التونسية لاتخاذ إجراءات وقائية لمنع وصول الوباء لأراضيها، حيث أكد مدير الحماية والمحيط في وزارة الصحة التونسية، محمد الرابحي في تصريحات صحفية، أن بلاده متأهبة وتتابع الحالة الوبائية من خلال خلية مختصة، تعمل بصورة مستمرة لتفادي انتقال الوباء بسبب حالة المياه وظروف المحيط، كما شدد ذات المتحدث على ضرورة الوقاية من خطر الوباء باتباع إجراءات المراقبة الدقيقة والمستمرة. ومن جهتها شرعت وزارة الصحة في المغرب بتوجيه مذكرات إلى كافة المستشفيات العمومية تطالبهم فيها بالرفع من حالة الترقب واليقظة تحسباً لتسجيل أي حالات وباء الذي انتشر في الجزائر. كما وضعت السلطات في ليبيا إجراءات استثنائية بغرض الوقاية من الداء، خاصة على مستوى النقاط الحدودية التي تربطها بالجزائر، حيث ألحت وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية الليبية في بيان لها على ضرورة الرفع من حالة التأهب لمواجهة احتمال وصول وباء الكوليرا إلى الأراضي الليبية. نشرت السفارة المصرية بيانا لها تحذر من خلاله أبناء جاليتها المتواجدين بالجزائر من الكوليرا، داعية إياهم للالتزام بالإجراءات الوقائية التي نصحت بها وزارة الصحة الجزائرية للوقاية من الوباء. كما أصدرت السفارة الأمريكيةبالجزائر بيانا تحذيريا لرعاياها القادمين إلى الجزائر بسبب انتشار الكوليرا داعية إياهم إلى توخي الحيطة والحذر أثناء تنقلهم بالولايات المعنية بالمرض. أحمد أولبشير: لا خطر على الفنادق الجزائرية وفي هذا الصدد، أكد أحمد أولبشير رئيس الفدرالية الوطنية لمستغلي الفندقة أن داء الكوليرا الذي ضرب بعض ولايات الوطن، خطره ليس بالمستوى الذي أذاعته مواقع التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية، موضحا أنه لا يمكن اعتباره وباء لأن السلطات الوصية تبذل كل وسائلها للتحكم في الوضع الصحي، من خلال تتبعها ومحاولة إيجاد حل لها في أقرب وقت ممكن، وحول تأثير ظهور الداء على قطاع الفندقة وإمكانية عزوف السياح عن زيارة الجزائر، قال أولبشير، "رغم عدم وجود خطر إلا أننا أخذنا كل الإجراءات اللازمة لجعل الفنادق في حالة جيدة وبيئة صالحة لممارسة الحياة فيه بكل أريحية، ولطمأنة السياح الأجانب أو المحليين"، وعاد ليقول إن المسألة سوقت بشكل عشوائي وأعطت صورة غير لائقة عن الجزائر، داعيا إلى التريث وإلى عدم تهويل القضية، لأن وزارة الصحة حسبه أخذت كل التدابير للتخلص من هذا الداء. دغمان: الكوليرا خطر على السياحة الجزائرية وحول إمكانية تأثير الأزمة الصحية التي خلفها وباء الكوليرا الذي ضرب 5 ولايات عبر الوطن على قطاع السياحة في الجزائر وآثاره الاقتصادية، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور دغمان زوبير أن ظاهرة الوباء الغريب على عصرنا هذا والذي يعتبر من الأمراض القديمة سيؤثر سلبا على السياحة ليس فقط في موسم الحالي بل على مدار السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة، كما له تأثير مباشر على التكلفة الاقتصادية والاجتماعية، فعدد الحالات المؤكدة المصابة بداء الكوليرا وانتشار هذا الداء عبر نقاط أخرى جديدة له تأثيرات سلبية ليس فقط على مستوى السياحة الخاريجية فقط، بل حتى على مستوى السياحة الداخلية، علما يقول دغمان أن قطاع السياحة من القطاعات الذي تراهن عليها الدولة الجزائرية في معادلة التنويع الاقتصادي وتعتبرها قناة مهمة لضخ العملة داخل الخزينة العمومية، كما سيشمل التخوف من هذا المرض إن لم يتم الإسراع إلى التحكم فيه والحد من انتشاره الفنادق والشواطئ وسينعكس سلبا على السياحة الصحراوية خاصة ونحن مقبلون على موسم السياحة الصحراوية خلال الأشهر القليلة القادمة، داعيا إلى استحداث ميزانية خاصة لمواجهة الأزمة، والتكفل الكامل بكل ما له صلة ويمكن أن يحدث خللا في العجلة الاقتصادية ويؤدي إلى تعطيلها، مشيرا إلى أن ما يحدث هذه الأيام يبرهن على سوء التسيير وتدهور الآلية الإدارية للسلطات المحلية انطلاقا من البلدية التي لم تستطع التحكم في الوضع الصحي لإقليمها وضمان الظروف الصحية لساكنتها من خلال تراكم النفايات عبر أركان شوارعها، كما ألقى دغمان اللوم على الشعب الجزائري الذي بات يعيش وسط أكوام من النفايات، وتسبب في تلويث محيطه من خلال الرمي العشوائي للقناطير المقنطرة من النفايات المنزلية، وهو ما يؤدي إلى تشويه وجه مدننا والتسبب في الرائحة الكريهة والحشرات التي تخلفها المواد المتعفنة وبالتالي ظهور كارثة صحية التي تنفر السائح الوطني والمحلي معا وضرب الاقتصاد الوطني وإنزاله إلى الدرك الأسفل. هارون عمر : الوباء سيؤثر على قطاع السياحة وفي السياق، قال الدكتور هارون عمر، "لا يمكن الحكم في هذه المرحلة على أن وباء الكوليرا سيشكل خطرا على قطاع السياحة في الجزائر، كون هذا الوباء في بداية ظهوره، داعيا إلى وضع احتياطات وآليات وقائية حول مع يتعلق بالوضع الصحي، خاصة وأن هذا الوباء سريع الانتشار مما قد يعرقل السير الحسن للسياحة والتخوف من انتقال العدوة، خاصة يضيف المتحدث ذاته أن الجزائر مقبلة على موسم السياحة الصحراوية المعروفة بها بلادنا، مؤكدا على ضرورة تطهير مناخ الأعمال في الجزائر من الشوائب العالقة به، هذه المؤشرات تبين مدى تحكم الحكومة في الوضع الصحي واستقرار الوضع الداخلي، مما يفسد المخططات الاستثمارية وقد يؤدي إلى تأجيلها أو قد تلغى تماما، جراء تخوف المستثمر من عودة أمراض القرون الوسطى، وتتحول بذلك الجزائر إلى فوبيا جراء هذا الداء. هذا وأبدى الدكتور هارون تخوفه من آثار التصريحات اللامسؤولة التي أدلى بها بعض المسؤولين أن الخضر والفواكه تسقى بمياه قذرة مما يغذي إشاعات احتمال تلوث منتجاتنا وأنها تنقل العدوى، ما يجعلها مرفوضة في السوق الدولية. شفير أحمين: عدم التحكم في الوباء يبقى عائقا أمام نمو السياحة من جهته، قال الدكتور شفير أحمين، "تأثير هذا الداء على قطاع السياحة مرتبط بمدى تحكم القطاعات الوزارية وفي مقدمتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في عدم انتشاره عبر مناطق أخرى غير الولايات التي ظهر بها هذه الوباء، أما في حال توسعه وظهور حالات جديدة مصابة به فهذا سوف يؤثر لا محالة على السياحة ببلادنا، مما يؤدي إلى عزوف السياح محليين كانوا أو أجانب من ممارسة الفعل السياحي، وبالتالي سينعكس سلبا على الخزينة العمومية التي تراهن على قطاع السياحة بشكل كبير، وقال أحمين إن الأمر يتوقف على الدخول الاجتماعي المقبل فإن كان الدخول المدرسي في وقته دون مشاكل سيوحي ذلك أن الوباء تم السيطرة عليه، هذا ما سيدخل نوعا من الاطمئنان بشكل عام، وبالتالي سينعش النشاط السياحي المقبل.