أعرب العضو القيادي والرقم الثاني في حزب جبهة التحرير الوطني عبد الكريم عبادة أن حزبه قد أنهى كافة الاستعدادات للدخول إلى السباق الانتخابي، رغم تأكيده أن العمل لصالح ممثل الآفلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد بدأ قبل سنتين، كما دعا المكلف بالتكوين السياسي في الحزب العتيد الحركة الجمعوية والمنظمات الجماهيرية للعمل أكثر على مستوى العمل الجواري من أجل دفع أكبر عدد من العاصميين للذهاب للتصويت في يوم ال 9 من أفريل المقبل. وكان عضو أمانة الهيئة التنفيذية في حزب جبهة التحرير الوطني قد استقبل ''الحوار'' في مكتبه بمقر الحزب بحيدرة، حيث طاف على مجمل الخطوات المعتمدة والخطة المقترحة من طرف قيادة الحزب أو تلك التي تجمع الحزب العتيد بأقطاب التحالف الرئاسي، مشيرا إلى بدء أشغال غرفة العمليات التي أنشأها الحزب منذ سنوات للإحاطة بكل تدابير الحملة الانتخابية من بدايتها إلى غاية الإعلان عن النتائج. وأعلن عبادة في حديث ل ''الحوار'' أمس الأحد، ''أن الجبهة قد أتمت كل عمليات تجنيد الهيئات القاعدية والمركزية وتحسيس المحيط بالإستراتيجية المعتمدة من طرفنا للاستحقاق الرئاسي''، مقسما إياها مبدئيا إلى الاتجاه نحو تحسيس المواطنين بأهمية الانتخابات ومسؤولية المواطن تجاهها من خلال الدعوة وبقوة من أجل إقباله على صناديق الاقتراع وتأدية حقه الانتخابي والذي سيعود بالرفع من مستوى ونسبة المشاركة، مشيرا أن هذا العمل قد تم الانطلاق فيه منذ أمد بعيد. وتابع بالقول إن هناك تأطيرا للعملية الخاصة بلجان المساندة وفتح المدوامات والمقرات لاستقبال الجماهير ودعم البلديات من خلال توزيع البطاقات والمطويات والملصقات والحرص على إقناع الشباب بواجب التصويت، كاشفا وجود برنامج على مستوى القسمات والمحافظات لإقامة المهرجانات والتجمعات لاسيما في نواحي ومقاطعات الجزائر العميقة. وشدد محدثنا على أن جبهة التحرير تركز على العمل الجواري أكثر من المهرجانات التي لم يقلل من شأنها، مفيدا بتحديد قائمة المنشطين لها على المستوى المركزي والولايات الأخرى، حيث سيجرى شرح برنامج المترشح عبد العزيز بوتفليقة. وفي رده على سؤال ''الحوار'' حول الفرق بين العمل مع أقطاب التحالف الرئاسي والبرنامج الخاص ''بالجبهة'' لاسيما مع قرب بداية الحملة الانتخابية، قال عبد الكريم عبادة '' لدينا عمل مشترك مع أحزاب التحالف الرئاسي عماده إقناع المواطن بالانتخاب ودفع الحملة الانتخابية لمرشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة ضمن خطة الشركاء السياسيين التي بحثناها في شكل جماعي''، مشيرا لوجود مشرفين سينشطون ويشتركون مع زملائهم في هذه المهمة. أما فيما يخص العمل الخاص بجبهة التحرير الوطني فكشف المتحدث أن هناك قائمة محددة من طرف القيادة لأسماء ستنشط تجمعات خاصة باسم الحزب، مضيفا إليها البدء بتشغيل غرفة العمليات التي زودت حسبه بآخر التجهيزات لاستقبال النتائج، مضيفا إليها عمليات توزيع الشعارات على مستوى المحافظات ومنح قيم مادية أخرى زيادة على الاتفاق حول المنهجية المعتمدة من طرف المشرفين للتعاون بينهم وبين القسمات والمحافظات. إلى ذلك، وفي رد على سؤال آخر طرحته ''الحوار'' على النائب في المجلس الشعبي الوطني عن ولاية برج بوعريريج، تمحور حول الخوف وأسباب عدم إقبال المواطن العاصمي بالخصوص على صناديق الاقتراع، هنا اعتبر محدثنا أن ظاهرة العزوف في العواصم الكبرى هي ظاهرة عالمية ولا تقتصر على العاصمة الجزائر لوحدها، لكنه استدرك بالقول ''إنها وبرغم من وقوعها أحيانا لكن هناك أطرافا تحاول المبالغة بشأنها...''. وفسر الرقم الثاني في الآفلان مرد ذلك إلى كون المواطن المتمدن يحوز أو لديه اهتمامات أخرى ومشاغل تدفعه للتقصير في أداء واجبه الانتخابي ''شأنه شأن كل المواطنين القاطنين على مستوى العواصم في العالم''. لكنه لم يتوقف هنا، بل أكد عبادة ''إننا نقوم بدورنا من أجل التحسيس بدور أداء الواجب الانتخابي معتبرا إياه حقا دستوريا وممارسة للديمقراطية والمشاركة في صنع القرار، مبرزا أن عدم المبالاة لا تعد حلا للتغيير''. وختم عبد الكريم عبادة حديثه ل''الحوار'' بدعوة الحركات الجمعوية للمساعدة أكثر وتنشيط الأجواء لتكريس العمل الانتخابي كواجهة للفعل الديمقراطي في بلادنا، والدفع من أجل مشاركة سياسية أكبر تضمن إدلاء المواطن بصوته.