استنكر قاطنو ''واد باكور'' الواقع ببلدية الدارالبيضاء شرق ولاية الجزائر العاصمة، سياسة اللامبالاة والتجاهل التي تنتهجها السلطات البلدية تجاه المشاكل العديدة التي يتخبطون فيها منذ سنوات بهذا الحي الذي يفتقر حسبهم لأدنى الخدمات الضرورية، كالتزود بالمياه الصالحة للشرب وشبكات غاز المدينة، قنوات الصرف الصحي، فضلا عن الخدمات الترفيهية الأخرى كمرافق التسلية والمساحات الخضراء. وفي هذا الصدد أعرب معظم السكان ليومية ''الحوار'' عن استيائهم الشديد من الوضعية الكارثية التي يعرفها حيهم منذ سنوات طوال، دون تدخل السلطات البلدية التي بقيت قابعة بمكانها ملازمة الصمت تجاه مشاكلهم، في وقت يتطلع فيه سكان الأحياء الأخرى والبلديات المجاورة إلى تحقيق بعض المرافق الثانوية والترفيهية. وما زاد الطين بلة هو اضطرار السكان إلى جلب هذه المواد الأساسية من الأحياء والبلديات المجاورة كبلديتي باب الزوار وبرج الكيفان، لاسيما في فصل الشتاء حين تزداد الحاجة للغاز، هذا الأخير الذي أضحى هاجس معظم العائلات، كون قاطني الحي يجبرون على تحمّل مصاريف نقل قارورات غاز ''البوتان'' بطريقة استنزفت جيوبهم، خاصة ذوي الدخل المحدود منهم، الذين عانوا كثيرا من الوضع ونددوا بصمت سلطاتهم رغم أن هذه المادة لا يمكن الاستغناء عنها أبدا. في سياق مماثل أشار البعض الآخر من السكان إلى مشكل نقص عملية التزود بالكهرباء وانخفاض الضغط في حالة وجود التيار، مؤكدين أنهم اتصلوا مرارا بالبلدية من أجل استدعاء مصالح سونلغاز لمعالجة الوضع، غير أن شكاويهم لم تلق الآذان الصاغية، ليبقى هؤلاء مهدَّدين بخطر الشرارات الكهربائية الناجمة عن الربط العشوائي للكوابل، إضافة إلى انخفاض ضغط العدادات التي عجزت عن تلبية حاجيات العدد الهائل من العائلات التي اشتكت أيضا من انعدام قنوات الصرف الصحي، التي أجبرتهم على تشكيل ''مطامير'' في الهواء الطلق يلقون فيها فضلاتهم، الأمر الذي بات ينذر بكارثة إيكولوجية وصحية خطيرة، كما لم يفوتوا فرصة الحديث عن تدهور شبكة الطرقات، التي أضحت لا تصلح لسير الراجلين أو المركبات، حيث لم تشهد أيّ عملية تهيئة أو تزفيت منذ مدة، ما جعلها تعرقل حركة المرور كثيرا خصوصا مع تحولها إلى برك من الأوحال والمياه في فصل التساقط، لتجبر المارة بذلك على استعمال الأحجار الضخمة من أجل العبور. ونتيجة لهذه الوضعية الصعبة يناشد سكان ''واد باكور''، السلطات البلدية وكذا المحلية التدخل العاجل ورسم خطة تنموية بهذا الحي عن طريق إدراج قائمة من المشاريع والشروع في إنجازها لاسيما فيما يخص قطاع الأشغال العمومية لفك العزلة عنه.