مبروك الشعب الجزائري زاد بواحدة، والأربعون مليون نفس أصبحوا أربعين مليونا ونفسا واحدة، النفس الواحدة في تلك اللحظة كانت ابنتي…، وأنا في الطريق كنت أتخيل موقفي أنا وابني… لقد أصبح الفريقان متعادلين.. الذكور والإناث في البيت… بعدما كنا نحن -معشر الرجال- أصحاب الصوت الأعلى، وصوت المرأة الذي هو من المفروض عورة، في الانتخابات يصبح روعة… خاصة وأن البرنامج الانتخابي جعل للأنثى مثل حظ الذكرين، اذهب إلى المصالح الحكومية ستجد نفسك في مستشفى ولادة وليس إدارة. وأنا بهذا لست عدوّا للمرأة، بالعكس أنا أعشق المرأة، الدنيا بلا مرأة كالشجرة بلا عصافير… مشيها عصافير يا ابني. بيني وبينك، لو أن العالم بلا نساء لكنا أفضل، وهاهي ذي اليابان اخترعت لنا روبوتات نساء تطبخ وتكنس وتنظف وفي الليل تنقلب إلى هيفاء وهبي. وصلت إلى المستشفى بعد ثرثرة طويلة مع نفسي، حيث تنام الحرم المصون، والتي هنأتها بالسلامة… ثم سألت “أين هي؟”، فأشارت العمة إلى غرفة مقابلة حيث ينام المولودون الجدد… فقادتني ممرضة إلى المكان بعدما أخذت مني ورقة ب 500 دينار تذبح الدجاجة. ياه المولودون هذا اليوم كثيرون، كل هؤلاء مواليد جدد!؟… رأيت رضيعا يشبهني… أي نعم البنوتة عيناها واسعتان… لا تشبه عيوني… لكن يقال بأنني عندما كنت صغيرا كانت عيناي واسعتين أيضا، أي نعم أنفها مثل القرنفلة صغير وجميل، لكن لا تنظروا إلى أنفي الآن… عندما كنت في سنها كان أنفي مكربعا وجميلا… أي نعم البنوتة بيضاء حليب، أنا أيضا لولا الشمس وعوامل الطبيعة… لكنت القمر في ليلة الأربعطاعش. دنوت من مهد البنوتة: “صباح الخير، أنا موستافا، أنا بابا…”. أغمضت البنت عينيها… فقلت غاضبا: “أنا أبوك، وعندما أتكلم معك تشوفي فيا… مفهوم!”، يبدو أنها غطت في نوم عميق. فواصلت كلامي: “أنا كاتب… يعني أكتب قصصا وروايات ومنشورات على الفيسبوك..”. ابتسمت البنت ابتسامة ساخرة، ثم عادت للنوم. – تضحكين لأنني كاتب…؟… معك حق والله، هل هناك رجل في زمننا هذا يفتخر بأنه مثقف، جارنا أبو حبزلم حمار، ومع ذلك الناس ينادونه يا سيدي لأنه يمتلك سيارة تويوتا… أنا مكانش اللي يقول لي يا سيدي… لأنني أتعلق في الأتوبيسات، وأجري خلف المواصلات لحد ما كبرت قدمي وصارت مقاس 55. يتبع مصطفى بونيف