يقدر الرئيس الأسبق لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” شكيب خليل، استقرار أسعار خام برنت قرب 70 دولارا للبرميل، عقب اجتماع فيينا المرتقب. جاء ذلك، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية مع خليل، الذي شغل منصب الرئيس الأسبق لمنظمة “أوبك” ووزيرا للطاقة في الجزائر للفترة بين 1999 – 2010. وتستضيف العاصمة النمساوية فيينا، حيث مقر “أوبك”، الخميس، اجتماعا لأعضائها للاتخاذ قرار بشأن خفض الإنتاج في 2019 من عدمه. ويرى خليل، أن السعودية بصفتها أكبر منتج للنفط في أوبك، وروسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولاياتالمتحدة، ستجدان إطارا للتفاهم حول مستقبل النفط، خلال اجتماع فيينا. وذكر شكيب خليل في رد على سؤال، حول إمكانية استغلال واشنطن لقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، للضغط على السعودية لزيادة الإنتاج وهبوط الأسعار، أن “تغريدة سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تشير إلى اعتقاده بعدم وجود علاقة بين مسؤولي السعودية وقضية الصحفي خاشقجي”. وأضاف: ترامب صرح لاحقا، بأنه جد سعيد بقرارات السعودية بزيادة إنتاجها وانخفاض أسعار النفط.. ذلك يدل على أن ترامب يعطي أهمية للشراكات السياسية بين البلدين، وانعكاساتها المرتقبة على المصالح الاقتصادية للبلدين. وتعرضت السعودية لاتهامات بإغراق السوق النفطية وزيادة إنتاجها، ما يترتب عنه انخفاض في أسعار الخام، أملا في موقف داعم لها من الرئيس الأمريكي في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بقنصليتها في إسطنبول. وفقدت أسعار النفط 26 دولار ما بين مطلع أكتوبر/ تشرين الأول ومطلع ديسمبر/ كانون الأول، حيث هوت من 86 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ خريف 2014، إلى 60 دولارا بداية الشهر الجاري. ومن المتوقع أن يشهد اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، قرارات متعلقة بتقليص إمدادات النفط بعد أشهر من زيادتها، خشية تعرض الأسواق لتخمة المعروض، وتجنب حدوث صدمة بالأسعار. واعتبر رئيس الأوبك السابق، أن أسعار الخام في مستوى 70 دولارا، ترضي الجميع، سواء الدول المنتجة أو المستهلكة للنفط. وزاد: “الرياض مقتنعة بحتمية خفض إنتاجها مع روسيا، للوصول إلى توازن في السوق النفطي.. لكن السعودية تواجه موقفا روسيا، باعتبار الرئيس بوتين أشار إلى أن 60 دولارا للبرميل سعر عادل”. “على الجانب الآخر، تواجه السعودية طلب ترامب بخفض الأسعار، دون أن ننسى موقفه من قضية خاشقجي”، بحسب خليل، في إشارة منه إلى تلويح الرئيس الأمريكي بالقضية في وجه الرياض. وتوقع “خليل” أن خفض إنتاج السعودية وروسيا للنفط الخام، إن تم، سيقابله رد من الرئيس دونالد ترامب عبر تغريدة سلبية. ويعتقد شكيب خليل، أن الأسعار سترتفع قليلا بعد اجتماع فيينا إلى مستوى 70 دولارا ومن المرجح أن تبقى في هذا المستوى خلال 2019، مقابل جملة من الشروط. والشرط الأول كما يقول، هو عدم ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي أكثر مما هو متوقع حاليا؛ بينما الشرط الثاني، عدم تأثر الطلب العالمي بحرب الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين (الحرب التجارية). وفي يوليو/ تموز الماضي، قررت واشنطن فرض رسوم جمركية على واردات سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، بعدما أخفقت مساعي التوصل إلى اتفاق لحل النزاع التجاري بين العملاقين. وخلال قمة العشرين الأخيرة في الأرجنتين، اتفقت واشنطن وبكين على عدم فرض رسوم جمركية لمدة 90 يوما، يتم خلالها إجراء مباحثات ثنائية بين الطرفين. والشرط الثالث لبقاء الأسعار في مستوى 70 دولارا، هو عدم تغيير الولاياتالمتحدةالأمريكية لعقوباتها المفروضة على إيران. المصدر : الأناضول