على الرغم من التحسن الذي طرأ مع بداية السنة، على سعر برميل النفط في الأسواق العالمية ، الا انه سرعان ما هبطت أسعار الذهب الأسود خلال تعاملات الأسبوع الأخير إلى أدنى مستوى في 2018 مع احتمال تخمة المعروض وسط آفاق اقتصادية قاتمة،هذه المؤشرات غير المطمئنة أثارت تخوفات الخبراء و المحللين الاقتصاديين و على رأسهم وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل و الذي اعترف بأن الأمر معقد بالنسبة لأسعار النفط في ظل توقعات بانخفاض الطلب العالمي للنفط السنة القادمة. و رغم الإجراءات التي تحدثت عنها الحكومات المتتالية منذ 2014، تاريخ بداية الأزمة النفطية، لا تزال الخزينة العمومية تعاني بسبب تأرجح اسعار النفط، الذي يبقى يتربع على عرش الصادرات والمدخول الأول والرئيسي للجزائريين. ووفقا لما يؤكده مراقبون، لا تزال بلادنا تحت رحمة برميل النفط، حيث تكشف الأرقام الصادرة عن الجمارك ، انخفاض العجز في الميزان التجاري بنسبة كبيرة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، إذ شكلت المحروقات كعادتها اغلب مبيعات الجزائر إلى الخارج ،ليبقى التكهن بأسعار النفط أشبه بمسعى غير مجدٍ، إذ توجد العديد من المتغيرات التي تلعب دورها في أسعار النفط بشكل حاسم ومعبِّر. ووفقا لتقارير إعلامية صادرة مؤخرا فإن هذا التراجع المفاجئ في أسعار النفط جاء رغم التوقعات في الأسواق بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك ستبدأ في كبح الإنتاج بعد اجتماع من المقرر أن يعقد في السادس من ديسمبر المقبل. وانخفضت عقود برنت إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر 2017، حيث بلغت 59 دولار للبرميل، كما تراجعت عقود الخام الأمريكي بنسبة 2.5% إلى 53.29 دولار للبرميل، وهو مستوى قريب من أدنى مستوى منذ أكتوبر 2017.وهبطت بدلك أسعار النفط بنحو 30% من مستويات الذروة التي بلغتها في أوائل أكتوبر. و في السياق أكد الوزير الأسبق للطاقة الدكتور شكيب خليل في تحليله للوضع ،ردا على سؤال حول إن كانت منظمة " أوبك " في مأزق حاليا بالتأكيد إلى أنه أشار " في وقت انعقاد مؤتمر الجزائر لمنظمة " أوبك " و أعضاء من خارج المنظمة في شهر جويلية الماضي أن أفضل سيناريو كان أن لا يفعلوا شيئا حتى انعقاد اجتماع المنظمة و غيرها في " فينا " آخر شهر ديسمبر القادم"، مضيفا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقبل انعقاد مؤتمر الجزائر نشر تغريدة له طلب فيها من منظمة " أوبك " " خفض أسعار السوق النفط لأن أي زيادة في هذه الأسعار ستنعكس بالزيادة على أسعار المشتقات البترولية في أمريكا و بالتالي ستؤثر سلبيا بالنسبة لترامب على الانتخابات التشريعية يوم 4 نوفمبر ". وتابع الدكتور شكيب خليل في تصريحات اعلامية أمس " بعد تغريدة ترامب اتخذت السعودية و روسيا قرارا بزيادة إنتاجهما بأكثر من مليون برميل يوميا، و كل هذا قبل تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران في أوائل شهر نوفمبر والتي كانت من المتوقع أن تؤثر سلبيا على معروض النفط الإيراني في السوق العالمي"، مضيفا " بعد تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران لم يتوقف كليا تصدير النفط من إيران لأن ترامب منح تنازلات لشركات من الصين و الهند و كوريا الجنوبية لشراء النفط الإيراني". وبعد هذا القرار الأخير لدونالد ترامب ومع زيادة المعروض النفطي من طرف السعودية وروسيا أشار الخبير في شؤون الطاقة شكيب خليل إلى حصول فائض في السوق النفطي " و نظرا لذلك باع المضاربون مراكزهم المالية التي أثرت سلبيا بتدهور أسعار النفط". وأوضح الدكتور شكيب خليل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح مؤخرا فى تغريدة له " أنه يجب أن تكون الأسعار أقل مما هي عليه الآن و في نفس التغريدة صرح أيضا أنه غير متأكد من وجود علاقة بين قتل الصحافي خاشقجي و مسؤولين سامين سعوديين "، مضيفا أن ما يزيد الأمر تعقيدا في أسعار النفط " أن المختصين يتوقعون انخفاضا في الطلب العالمي للنفط السنة القادمة، سينتج عن الحرب التعريفية بين الصين و أمريكا من جهة و الاتحاد الأوروبي و أمريكا من جهة أخرى، و هذا زيادة على معروض النفط الصخري الأمريكي". وذكّر الوزير الأسبق للطاقة الدكتور شكيب خليل بتصريحات وزير النفط السعودي والذي أكد أنه يجب تقليص مليون برميل يوميا من المعروض في السوق النفطي العالمي و أنه مستعد لتقليص نصف مليون برميل يوميا في شهر ديسمبر.