في محاضرة ألقاها بلوكسنبورغ حول الصحة النفسية حذر الأخصائي النفساني الدكتور أحمد قوراية، من تداعيات الاضطرابات النفسية التييتعرض إليها الفرد داخل محيطه الاجتماعي، والناتجة عن عدم تكيفه مع ظروفه وعدمقدرته على التفاعل مع الحراك الجديد وعدم تأقلمه معه، مما يستدعي حسبه نشاط غيرسوي، يتسبب في بروز سلوك عدواني، قال ذلك خلال الملتقى العالمي بلوكسنبورغ حول” الصحة النفسية”. وقال المختص في التنمية البشرية الدكتور أحمد قوراية، في محاضرته التي تمحورت حول ” انعكاسات القلق النفسي المرضي على الإنسان ، و علاقته بالوضع الحياتي السلبي”، إن أغلب الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان سببها القهر الاقتصادي، فحين يعجز الفرد على توفير حاجياته الأساسية من مأكل ومشرب وسكن يأويه وأسرته، يشعر بالوهن النفسي المرضي داخل منظومته النفسية، وبالتالي يكون سريع الانفعال و لاتفه الاسباب، ويتصرف بعدوانية، ومحاولة منه للتخلص من حالته المضطربة، تتولد لدى المصاب بخلل في جهازه النفسي القابلية لتبني مؤشران ، إما إيجابي ويتجلى ذلك في مشاركته في تجمهر او مسيرة حاشدة، فيشعر بان محيطه ينتقم له ويعبر عما بداخله، وينساق نحوه ليحقق ذاته وتوازنه النفسي، وأما الجانب السلبي يضيف قوراية فيحدث عند تتفاقم المشكلة النفسية، ويدخل المصاب في حالة اللاوعي النفسي أو التخذير النفسي العقلي العميق، أي وصل إلى مرحلة مستسلما لحالته النفسية القاسية التي يشعر بها، ويميل إلى عشق الفوضى، ويكون تابعا منفذا لما يطلب منه من إيحاءات لفظية و تطبيق سلوكات عشوائية مرضية. كما أكد قوراية في معرض حديثه، أن الطاقة السلبية التي يستمدها الفرد من تفكيره السودوينفيصدر أمورا خارج إطار العقل، فتجده ينخرطفي تنظيمات إجرامية صعب التحكم فيه، كما تنتهي الأمراض النفسية بأصحابها إلىالإصابة بالجنون، والإكتئاب الذي يفضي بصاحبه إلى وضع حدا لحياته عن طريق استخدامأدوات ووسائل للتخلص من حياته هروبا في اعتقاده إلى الركن الآمن. ينتشر القلق النفسي المرضي من خلال البحث الميداني الذي أعده يقول المتحدث ذاته عند صنف الرجال، خاصة عند فئة الشباب بنسبة 70 بالمائة نتيجة الضغوطات التي يعيشونها، وهي مرشحة للإرتفاع مستقبلا، ما لم يتم علاجها، في حال استمرار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، على حالها، وقد ينجر معه آفات اجتماعية مثل الإغتصاب و العدوانية و جرائم القتل و الاعتداءات و العنف المرضي في جميع الميادين، في حين فدرجة الإصابة بهذا المرض أقل حدة، عند النساء وتمثل نسبة 38 بالمائة، والتي تكون معظمها ناتجة عن العنوسة، وتعرضهن للعنف المعنوي والمادي، وجرعات ضغوطات العمل الزائدة، والبدانة، وكذا إصابتهن ببعض الأمراض المزمنة على غرار الضغط الدموي والسكري، وعدم انتظام الطمث عندهن. وفي حديثه عن الطرق العلاجية للتوتر النفسي المرضي، قال قوراية أن المسلم يجد علاجه في آيات القرآن الكريم، لقوله تعالى” ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، فالقرآن يؤكد المحاضر ذاته راحة المؤمن وواحته التي يركن إليها وقت الضيق، وتعد الصلاة من بين العوامل الرئيسة لشفاء النفس العليلة، والدخول في ملوك الرحمان أحد أطر التي تؤدي بالإنسان إلى السكينة، وعدم خروج الفرد عن قواعد الشرع الإسلامي رأسمال المؤمن المتجدد، كما للسفر دور فعال في تنظيم حياة الفرد، ولا يشترط الأمر هنا مغادرة الرقعة الجغرافية التي يسكن فيها، بل يكفي أن ينتقل من مكان لأخر كذهابه من الريف إلى المدينة أو العكس، فيشعر أن ثمة شيء تغير بداخله ويعطيه جرعة حياة جديدة ليواصل بها مساره، كما يقع على السلطة الحاكمة بمسؤولية إعادة التوازن النفسي لشعوبها من خلال توفير الظروف المعيشة وتحسين مستواها المادي. ن/س