يبدو أن وتيرة حماس المتنافسين على كرسي قصر المرادية قد بدأت تعرف طريقها إلى الارتفاع، بعد أقل من خمسة أيام على بداية الحملة الانتخابية لرابع رئاسيات بعد دستور 23 فبراير الذي أقر التعددية في البلاد. فبغض النظر على توزع الفرسان الستة الذين اختار كل واحد فيهم وجهة هو موليها، تحت راية ''أينما تولوا فثمة كرسي المرادية'' فإن الملاحظ يرى ذلك التردد عند البعض لاسيما الذين ليس لهم تجربة في مثل هذا النوع من السباقات الذي يختلف بالتأكيد كثيرا عن مسابقات العدو الريفي ومشتقاته. كما يظهر جليا أثر تلك الحملة الإعلامية لبعض الصحف في نفسية البعض الآخر من المتنافسين، لاسيما مع انتشار مصطلحات من قبيل الأرانب والجزر وغيرها، التي هدد السيد تقية مستعمليها بالعقاب القانوني. لكن بعد بضعة أيام من انطلاق الحملة الانتخابية بدأ البعض ممن لا عهد سابق لهم بمثل هذه التجارب في تغيير الخطاب والرفع من مستواه ودرجته بما يعطي نكهة ما لمجريات التنافس، حتى أن بعضهم أدرك الرمزية التي يحملها مصطلح المرادية بالإضافة إلى مدلولات أخرى. فمعروف عن المترشح عبد العزيز بوتفليقة اهتمامه بشيوخ الزوايا والطرق الصوفية وأعيان المناطق بعد أن أُغفل دورهم لسنوات عديدة، لاسيما أيام المحنة التي مرت بها البلاد لا أعادها الله، وهو ما حدا بأحد الفرسان إلى السير على نفس المنهاج، ولو أن جل هؤلاء قد أبدوا تزكيتهم ودعمهم للأول. والجميل في هذه اللفتة أن هذا المترشح قد أدرك جيدا العلاقة القوية بين ''المرادية'' ومصطلح ''المريد'' العمدة في قاموس مصطلحات أصحاب الطرق ومشائخ الزوايا، وهذا إن دل على شيء فهو العمل على إقصاء الإقصاء، والاستفادة من جميع مكونات المجتمع، فضلا عن إدراك القاعدة الذهبية ''اللي يحب البركة ودعاوي الخير يبكر لهم''.