* وأخيرا البوكر جزائرية * بقلم: شدري معمر علي استطاع الروائي الشاب عبد الوهاب عيساوي أن يصنع أفراح الجزائر الثقافية بفوزه المستحق بجائزة البوكر العالمية في نسختها العربية وهي جائزة تنافس عليها كبار الكتاب في العالم العربي لقيمتها الأدبية و المادية في نفس الوقت . والروائي عبد الوهاب عيساوي ليس هذا هو الانتصار الوحيد له في ساحات السرد فسبق أن نال أول تتويج له وهو شاب ثانوي في المهرجان الوطني للشعر والنثر المدرسيين بولاية البويرة وكنت أنا عضو في لجنة تحكيمه و أبهرنا نص هذا الشاب القادم من حاسي بحبح بولاية الجلفة كان نصا استثنائيا في البداية شككت لجنة التحكيم أن تكون هذه القصة المحكمة البناء والناضجة فنيا من إبداع شاب ثانوي ولكن بعد صعود عبد الوهاب عبساوي إلى منصة الإلقاء وطريقة القراءة الجميلة وتفاعله مع الكلمات تيقنا أنه صاحب النص ومنحناه الجائزة الأولى وهكذا كان ميلاد روائي ينتظره العالم السردي وما يميز الروائي عبد الوهاب عيساوي هو ابتعاده عن الأضواء والصراعات الثقافية ، هو كاتب ناسك في محراب الإبداع ينزوي في ركنه ويتفرغ للكتابة فرواية ” الديوان الاسبرطي ” التي تتكئ على التاريخ اعتمد.في كتابتها على سبعين مرجعا . فالكتابة عند مبدعنا الشاب الخلوق عبد الوهاب حرفة وصنعة تحتاج إلى محترف لا عبث معها ولا كسل فهذا التعب والانعزال والابتعاد عن الأضواء والاشتغال على جمالية النص ثمرته هذا الإنجاز غير المسبوق بالإضافة إلى إنجازاته السابقة : الفوز بجائزة الرواية لواد سوف وجائزة رئيس الجمهورية وجائزة آسيا جبار وجائزة سعاد الصباح وجائزة كاتارا و أخيرا وليس آخرا جائزة البوكر العالمية وكم يسعد الكاتب أن يلقى التهنئة من أعلى سلطة في البلاد بتهئة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون له وهذا اعتراف من الجزائر الجديدة بشبابها و أبنائها المثقفين الذين يرفعون اسمها عاليا في شتى بقاع العالم وبهذه التهنئة سيطمئن الكتاب ان هناك من يتابعهم ويقرأ لهم ويقف بجنبهم ويكون سندا لهم فأصعب ما يؤلم الكاتب هو التجاهل وعدم الاعتراف به وبما يحققه من إنجازات فشكرا الروائي الشاب عبد الوهاب عيساوي وشكرا لدار ميم للنشر التي ترأسها آسيا علي موسى التي راهنت على هذه العصافير النادرة وقد كسبت الرهان رغم ما أحاط بها من ظروف صعبة قاسية .