القصة وما فيها .. بقلم: مصطفى بونيف وضعت الحاجة فطوم طاولة الكصبرة والبقدونس أمام العمارة.. فهذه تجارتها المربحة في شهر رمضان أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات، ولقد رفعت الحاجة شعارها التجاري هذا العام “الكصبر والمعدنوس لمواجهة الفيروس”. الآلة الإعلامية الرهيبة التي تقود بها الحاجة فطوم حملتها التجارية تقول بأن كورونا لا تحب فطوم، وفطوم لا تحب كورونا ..وأنا كساكن من سكان العمارة لا يمكن أن أشتري الحشاوش إلا من طاولتها وإلا سوف تسحب مني حق الإقامة، وتغلق عني سلم العمارة.. وككل رمضان مازلت أطرح على الحاجة ذلك السؤال الاستراتيجي المهم “ما هو الفرق بين الكصبر والمعدنوس ..؟”. يا مصطفى الكصبر ذو رائحة والمعدنوس بلا رائحة، وورقة المعدنوس أكبر قليلا، والكصبر تخصص شوربة، أما المعدنوس فيوضع في طبق السَلطة.. ومع ذلك أنا ما مللت من تكرار السؤال ولا الحاجة فطوم ملت من الإجابة. اصطادتني اليوم وأنا أشتري منها الربطات غصبا عنّي ثم سألتني عن الفرق بين أحزاب الموالاة وأحزاب المعارضة في الحياة السياسية. لم تتوقع الحاجة إجابتي السريعة “الفرق بينهما مثل الفرق بين الكصبر والمعدنوس، أحزاب الموالاة عندها ريحة، بينما الموالاة بلا ريحة لكن كلامها أكبر قليلا، أحزاب المعارضة تطبخ مع الشوربة، بينما الموالاة تستخدم في طبق السلطة بضم السين”. طلبت مني الحاجة فطوم أن أعقّم يدي وأنا أسلم لها مبلغ ربطات الكصبر والمعدنوس ..ثم أغادر الطاولة فورا….