المابعدية… وأجوبة المستقبل كورونا جسرا -عفوا نموذجا- بقلم الدكتور فاروق طيفور الحلقة الثانية ومهما كانت الفرضيات التي تحملها عديد التحاليل والصور والفيديوهات لمختصين يمثلون أغلب الثقافات، فإنه من الواجب إعادة صياغة تلك الفرضيات وفرزها وفحصها بمنطق استشرافي يخلصها من الأحكام المسبقة ويميز متغيراتها ويحصر الفواعل والمكونات بعدها يستطيع صياغة السيناريو الممكن والأفضل والأسوأ للعالم. كثيرة هي الوثائق التي تتحدث عن تخطيط مسبق لريادة العالم أو البقاء في القمة، سواء بطريقة أحادية أو بطريقة تعددية، المهم هو بقاء القوى التي ساهمت في تمثيل أطراف الصراع إلى اليوم …ومن هذه الوثائق تلك التي تحدثت منذ الأزمة المالية لسنة 2008 إلى اليوم عن عالم مابعد أمريكا، وماهي المخططات التي يمكن استخدامها لإدخال العالم في مرحلة جديدة لا تستجيب لتطلعات ساكنة العالم بل تحاول ضرب تلك التطلعات وتأجيلها فضلا على أنها تتآمر على تقليص النسل البشري بنسبة 10 بالمئة، وجاءت هذه الجائحة لتعيد أسئلة قديمة تحتاج منا إلى إعادة قراءتها ووضعها في سياق صحيح . وحتى لا نقوم بدور نقل فيروس كورونا البحثي والدراسي والإعلامي إلى العالم ونصبح بعد ذلك ناقل ممتاز لسياسات واستشرافات لا نعرف أهدافها ومراميها، فإننا نعرض بعض هذه النظريات التي وضعها أفراد عاديون معروفون بترويجهم لنظرية المؤامرة أو نظرية المخططات، أمّا البعض الآخر فقد تمّ الدفع بها أو تبنّيها من قبل أنظمة، ولأن منشأ هذه النظريات كان مُختلفاً ومتنوعا، فإنّها تُجمع على أنّ الفيروس مُصنّع وليس طبيعياً. وبالرغم من هذا الإجماع، فإنّ هذه التوجّهات وأجندتها والفئات المستهدفة بها مختلفة تماماً عن بعضها البعض، وتتعدّد مجالاتها بين الخيال العلمي والسياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي بل لا تكاد تعلن عن نفسها كتوجه عالمي علني يواجه هذه الدعاية الكورونية العملاقة التي تدهس الجميع بما فيها بعض رمزيات القوى الكبرى، أعني هنا الطريقة التي تعاملت بها بريطانيا ثم أمريكا في مواجهة الفيروس والتردد الذي طبع مواقفها، فبعض هذه الفرضيات تأخذ طابع ما يسمى بالخيال العلمي، حيث يزعم سكوت وارنج على سبيل المثال، وهو واحد من أصحاب نظرية المؤامرة بأنّه يتابع كل ما يتعلّق بالفضاء والكائنات الفضائية، ويقول إنّ إنتشار فيروس كورونا الحالي وتحوّله إلى وباء كان يتم تحت مراقبة مركبات فضائية! يربط وارنج أيضاً بين توقيت انتشار الوباء وبين اكتشاف كويكب جديد يحمل اسم “2020 سي دي3”! وهناك فرضيات تأخذ بُعداً عسكرياً كتلك التي تقول بأنّ فيروس كورونا أو “كوفيد-19” هو عبارة عن سلاح بيولوجي تمّ تطويره من قبل الولايات المتّحدة الأمريكية. تعتبر فرضية المؤامرة هذه واحدة من أشهر الفرضيات المنتشرة حالياً حول العالم، تمّ تبنّيها من قبل ثلاثة أنظمة على الأقل هي روسيا والصين وإيران وإن كانت بروايات معدّلة بعض الشيء لتناسب الجمهور المستهدف من قبل كل نظام من هذه الأنظمة -، وتم توظيفها من قبلهم للدفع بمصالحهم الجيو-سياسية والجيو-اقتصادية.