بعد تسجيل أعلى رقم منذ بداية الجائحة ، مختصون ل "الحوار " : ندفع ثمن استهتارنا * فورار : البقاء في الحجر الصحي الدائم صعب * بقاط : الحل ..الكرة في مرمى السلطات * مرابط : عدنا إلى نقطة الصفر أبدى عدد من الأطباء والمختصين أسفهم على الارتفاع المخيف لعدد المصابين بفيروس كورونا في الأيام القليلة ، محذرين من طائلة العودة لنقطة الصفر وربط هؤلاء الأرقام المسجلة باستهتار المواطن والتهاون والاستخفاف وحتى السلوكات غير المسؤولة للمواطن، بعدم احترامه للتدابير الوقائية من ارتداء للقناع الواقي وحتى احترام المسافة الاجتماعية ما جعل من الفيروس ينتشر بشكل كبير ونصل إلى تسجيل هذه الأرقام المخيفة . و حول تمديد الحجر لأيام أخرى يرى المختصون أن المسؤولية تقع على السلطات العليا للبلد في اتخاذ القرارات التي من شأنها حماية المواطن والحفاظ على الصحة العمومية ، مع التأكيد على أن هذه الوضعية تتطلب من الجميع تحمل مسؤولياته للخروج منها . موعد انتهاء الفيروس مجهول في السياق اعتبر الناطق الرسمي باسم اللجنة العلمية لرصد ومتابعة كورونا جمال فورار أن البقاء في الحجر الصحي الدائم الصعب الوقت الحالي كون موعد انتهاء الوباء مجهول، مشددا في نفس السياق على دور المواطن في تقليص انتشار الفيروس من خلال الالتزام بالتدابر الوقائية. و قال فورار ، في تصريحات للتلفزيون الجزائري أن نسبة الاستشفاء على مستوى المستشفيات بلغت 65 بالمائة من الأسرة العامة و35.5 بالمائة من أسرة الإنعاش، في حين بلغت بعض المستشفيات مرحلة التشبع لكن الوضع لا زال تحت السيطرة كما أن هناك إمكانية لزيادة عدد الأسرة سواء العامة أو الخاصة بالإنعاش في حال الضرورة. " و أفاد ذات المتحدث أن :" الارتفاع في عدد الإصابات في الأيام الأخيرة لا يخص الجزائر فقط بل شمل العديد من دول العالم، وذلك تزامنا مع رفع الحجر الصحي وإعادة فتح المحلات ووسائل النقل، في ظل عدم احترام التدابير الوقائية خاصة ارتداء القناع الواقي". و كشف فورار أن 10 ولايات تعتبر الأكثر تضررا مؤخرا هي سطيف، بومرداس، الجزائر العاصمة، البليدة، ورقلة، بشار، وهران، عنابة، باتنة وتيارت، مؤكدا أن معهد باستور لوحده أجرى أكثر من 40 ألف تحليل كورونا حتى الآن، دون الحديث عن المخابر الجهوية التي إنشائها في عدة ولايات. حذرنا في كل مرة من التراخي ومن جهته أكد عضو لجنة متابعة ورصد وباء كورونا بركاني محمد بقاط أن الارتفاع المتزايد لعدد الإصابات بفيروس كورونا راجع إلى استهتار المواطن بالدرجة الأولى، مؤكدا أن الكرة في مرمى أصحاب القرار باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المواطن . وأوضح بقاط في تصريح ل "الحوار"، أن :" الحالات المؤكدة تتزايد بشكل كبير، حذرنا في وقت سابق وفي عديد المرات من التراخي وعدم احترام الإجراءات الوقائية ، لكن السلوك السلبي و "اللامسؤول" للمواطن وعدم التطبيق الصارم للقوانين جعل منا نصل إلى هذه الوضعية ". وأضاف ذات المتحدث قائلا:" لا بد من التحقيق والتحري الوبائي العميق من أجل كشف الحالات المصابة وعزلها رفقة الحالات التي انتقل إليها العدوى، وهذا بغرض التحم أكثر في الوباء ومنع انتشاره، دون ذلك فالأمر سيكون معقدا ". وعن إمكانية تمديد الحجر لأيام أخرى واتخاذ إجراءات بغلق الأنشطة التجارية وغيرها ، يؤكد ذات المتحدث أن:" المسؤولية بيد أصحاب القرار، صحيح أن الحجر الصحي يخضع لاحتمالات صحية، ولكن هناك مسؤوليات اجتماعية وثقافية وحتى سياسية مرتبطة بهذه القرارات ". نتوقع تمديد الحجر لفترة إضافية وأبدى بدوره رئيس النقابة الوطنية للصحة العمومية إلياس مرابط أسفه حول الارتفاع القياسي لعدد الحالات المصابة بالفيروس، مؤكدا أن التراخي والاستهتار عاد بنا لنقطة الصفر . وفي حديثه ليومية "الحوار"، قال مرابط :" التراخي والتعاطي السلبي على مستوى تسيير الأزمة، بالإضافة إلى نقص الوعي للمواطن والسلوكات السلبية من استهتار واستخفاف بالمرض و اللامسؤولية والتهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية من ارتداء للكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي جعلتنا ندفع الثمن بتسجيل هذه الأعداد المرتفعة ". و أوضح ذات المتحدث أن :" عدوى الوباء تتصاعد بطريقة أسيّة ، ثم إن مستوى التشخيص والكشف مازال ضعيفا نوعا ما بالمقارنة مع عدد من الدول، ضف إلى ذلك فالعدوى تنتقل من شخص إلى ثلاثة أشخاص من المحيط إذا احترمنا التدابير الوقائية أما في حالة عدم الاحترام فالعدوى تصل من خمسة إلى عشرة أشخاص ". وتوقع رئيس نقابة الصحة العمومية تمديد الحجر الصحي كضرورة للتحكم في الوضعية الوبائية ، مع الصرامة في تطبيق التدابير الوقائية من المواطن، في حين يؤكد مرابط أنه على كافة القطاعات أن تتحمل مسؤوليتها وتكون سندا للقطاع الصحي لتخفيف الضغط عنه . تسجيل 17 حالة "كورونا" في عرس "جماعي" ببومرداس هذا و كشفت مديرية الصحة والسكان عن تسجيل أول 17 إصابة خلال 24 ساعة الأخيرة هي من عائلة واحدة كانوا متواجدين في عرس. و حسب موقع وزارة الصحة بولاية بومرداس بهذا تحصي مديرية الصحة 17 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا ل 24 ساعة الأخيرة ليقفز إجمالي الإصابات إلى 171 إصابة مؤكدة. وأكد بعض المواطنين من سكان ولاية بومرداس في تصريحهم ،أن أكبر خطا بعدما رهنت الدولة على وعي المواطنين في احترام القواعد الصحية واخذ التدابير الوقائية من الفيروس، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الإصابات ، وعليه بات من الواجب ان تتدخل السلطات العليا من خلال تطبيق إجراءات ردعية صارمة، وفرض حجر صحي صارم وقاسي من اجل التصدي لهذا الوباء الذي ينتشر بسرعة . ومن جهته أمر والي ولاية بومرداس يحيى يحياتن أمر بغلق الحدائق العامة بولاية بومرداس كإجراء احترازي بعد أن أصبحت ولاية بومرداس بؤرة للمرض. عبد الرؤوف.ح