البلاد - آمال ياحي - دعا الأخصائيون في قطاع الصحة المواطنين إلى احترام شروط الوقاية من فيروس كورونا بعد انتهاء الحجر حتى يتم القضاء على الوباء نهائيا في ظرف شهر على الأكثر. واعتبر العديد من الخبراء انعدم ارتداء الكمامة سيؤدي إلى ارتفاع الإصابات من جديد، وهو ما سيرهن قرار رفع الحجر المنزلي، وكذا رفع الحجر عن النشاطات، التي تنتظر الضوء الأخضر لاستئناف العمل، بعد جمود دام قرابة ثلاثة أشهر. ويعيش الجزائريون على بعد أقل من أسبوع من انتهاء فترة تمديد الحجر، الذي يعد اختبارا جديدا في الحرب ضد فيروس كورونا، بعد إقرار الحكومة مخططا للخروج من الحجر تدريجيا، انطلقت مرحلته الأولى أول أمس، تمهيدا لعودة حياة الجزائريين إلى سابق عهدها، بعد ثلاثة أشهر استثنائية، حيث سيتم تقييم قائمة الولايات المعنية برفع الحجر الصحي الجزئي ومراجعتها كل خمس عشرة يومًا، ما يعني أن الأمور لم تحسم بعد والكرة في مرمى المواطن. وأكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، مصطفى خياطي، أن الجزائر تعيش آخر مرحلة من الوباء، ومن المرجح أن يختفي الفيروس خلال هذه الصائفة. وإلى حين انتهاء هذه المرحلة، ستكون هناك حالات إصابات تسجل في الولايات قد تكون معزولة في حالة واحدة، ومواصلة التقيد بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا. وقال المتحدث في تصريح ل "البلاد"، إن الوصول إلى "ذيل الوباء"لا يعني بتاتا إننا قضينا عليه، وإنما هو مؤشر على تحسن الوضعية الوبائية بما يسمح برفع إجراءات الحجر الصحي والسماح بالعودة إلى الحياة العادية، مع فرض بعض التدابير، على غرار ارتداء القناع الواقي واحترام مسافة الأمان بين الأشخاص في المحلات والمساحات التجارية الكبرى. وحول تزامن رفع الحجر الصحي مع قرب الإعلان عن موسم الاصطياف، قال الخبير ذاته، إن الذهاب إلى شاطئ البحر لا يشكل خطرا على الأفراد إذا تمت مراعاة المسافة الاجتماعية خاصة. وفضلا عن هذا، فإن ملوحة ماء البحر يضيف بالقول تنقص من فعالية نشاط الفيروسات بصفة عامة. وعاد البروفيسور خياطي، إلى ما أثاره المختصون في علم الأوبئة مؤخرا، من حيث احتمال عودة الفيروس في فصل الخريف، قائلا إنها مجرد تنبآت بحكم أن الوباء عالمي، غير أنه ذكر في هذا المقال أن فيروس "كوفيد 1" الذي انتشر خلال العامين2001 و2002 اختفى إلى الأبد، رغم أن 20 بالمائة من المصابين توفوا، وهي نسبة عالية جدا تدل على شراسة الفيروس، ولهذا فإن الدول تعول على مناعة المجتمع التي تساهم في القضاء على الوباء، لا سيما إذا وصلت حدود 80 بالمائة.
البروفيسور أخاموك: القضاء على الوباء سيكون قريبا إذا التزم الجميع بالوقاية من جهته، كشف عضو اللجنة العلمية لمتابعة تفشي فيروس كورونا، الدكتور إلياس أخاموك، أن الجزائر تمر بمرحلة حساسة، وأنه في غضون أسابيع، سيتم التحكم كليا في انتشار الوباء في حال استمرار الوضع على ما هو عليه الآن، والتزام المواطنين خلال ال20 يوما القادمة بالتدابير الوقائية. وأوضح الدكتور أخاموك، أن التزام المواطنين سيساهم في عدم تمديد فترة الحجر الصحي لمدة أشهر أخرى، حيث قال "لم نكسب الحرب على وباء كورونا بعد، وسيكون هناك تعايش مع الفيروس لعدة أشهر أخرى"، مشيرا في تصريح له أمس، عبر إذاعة أم البواقي الجهوية، إلى أن الجزائر تمكنت من تفادي كارثة إنسانية صحية، من خلال تخفيف وتيرة انتشار الوباء السريعة في بداية تفشي "الجائحة". في هذا الشأن، أكد المصدر أن السلطة العليا للبلاد اتخذت قرارات سريعة وجريئة فيما يخص فيروس كورونا، من بينها اعتماد البروتوكول العلاجي هيدروكسي كلوروكين، والذي يعد حسبه قرارا شجاعا مكن من تقليص عدد الوفيات وأسرة الإنعاش، مشيرا إلى أنه كلما تقلص عدد الإصابات تقلص عدد الوفيات. وفيما يخص رفع الحجر التدريجي واستئناف بعض الأنشطة التجارية، شدد أخاموك على ضرورة التزام المواطن بارتداء الكمامة باعتبارها الوسيلة الأنجع للحد من تفشي فيروس كورونا على الأقل لمدة 15 يوما أو لشهر بهدف القضاء على الفيروس في أقرب وقت ممكن، وأردف قائلا إن "الكمامة لها أهمية كبرى حتى وإن كانت مصنوعة في البيت"، غير أن الرمي العشوائي للكمامة المستعملة يشكل خطرا كبيرا على المستوى الإيكولوجي، وأنها تحتاج 400 سنة لتحولها طبيعيا، خصوصا في حال ارتداء الكمامة المستعملة، والتي تكون محملة بالفيروسات من قبل الأطفال، ولهذا يتوجب حسبه على مستعمليها رميها داخل أكياس بلاستيكية. وشدد عضو اللجنة العلمية لمتابعة فيروس كورونا، الياس أخاموك، على أهمية ارتداء الكمامة من قبل الجميع والالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي والمداومة على النظافة والغسل لعدة مرات في اليوم، بالإضافة إلى عدم الخروج إلا للضرورة القصوى واجتناب التعامل مع الأشخاص المسنين والتجمعات خاصة العائلية.
بركاني: موجة ثانية للإصابات مستبعدة واستبعد عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا بالجزائر، محمد بركاني بقاط، إمكانية تسجيل موجة وبائية ثانية بالجزائر، خاصة بعد تخوف الجزائريين وتساؤلهم عن سبب ارتفاع الإصابات نهاية الأسبوع الفارط، إلا أن بقاط أكد أن ارتفاع عدد الإصابات ب17 حالة في يومين بعدما انخفض في 9 أيام متتالية، لا يدفع إلى الخوف أو الاعتقاد باحتمالية تسجيل موجة ثانية لوباء كورونا في الجزائر، لأنه يبقى ارتفاعا طفيفا لا يشبه الارتفاع الكبير الذي حصل شهري أفريل وماي الماضيين. وفي السياق ذاته، حذر المتحدث من التراخي في تطبيق إجراءات الوقاية قبل أسبوع فقط عن انتهاء الحجر الصحي، الذي يرجّح بأنه سيكون الأخير من نوعه، خاصة إذا ما تم تسجيل ما دون العشرين إصابة، وهو الرقم الذي تعول عليه اللجنة العلمية لرفع الحجر، إلا أنه أكد أن التساهل في الوقاية سيؤدي حتما إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا في الأيام القادمة، وهو ما سيرهن قرار رفع الحجر المنزلي، وكذا رفع الحجر عن النشاطات التي تنتظر الضوء الأخضر لاستئناف العمل بعد جمود دام قرابة ثلاثة أشهر. وبخصوص هذه الإجراءات، أوضح بقاط أن اللجنة العلمية تدرس يوميا الوضعية الصحية العامة للبلاد، حيث تقوم بتحرير تقارير يومية إلى الوزارة الأولى التي تستند على توصيات اللجنة لتكييف قرارات تتناسب مع الوضعية الحالية.
مهنيو الصحة بعد أن "أنهكتهم" كورونا وحرمتهم من عائلاتهم يناشدون ومع استمرار الوضعية الوبائية في الجزائر من جراء تفشي فيروس كورونا وعدم وجود معطيات دقيقة حول تاريخ تلاشيه، طالب رئيس النقابة الوطنية للممارسين في الصحة العمومية، الدكتور إلياس مرابط، الحكومة بإنصاف مستخدمي قطاع الصحة بمختلف أسلاكهم، من خلال تمكين الذين كانوا في الصفوف الأولى من أخذ قسط من الراحة، وكذا التعجيل بصرف المنحة التي أقرها رئيس الجمهورية ذات الصلة بالخدمة في مرحلة تفشي الوباء. وأفاد الدكتور مرابط، في اتصال مع "البلاد"، بأنه من غير المعقول أن تتأخر السلطات العمومية في إعطاء هذه المنحة لمهنيي قطاع الصحة رغم صرفها لعمال قطاعات أخرى، وهي الفئة التي تتعامل مباشرة مع المصابين بالفيروس وتتحمل شتى أنواع الضغوط النفسية في ظل هذه الظروف الصعبة، فضلا عن تخلي الكثير من العاملين داخل مصالح "كوفيد" عن عائلاتهم خوفا من نقل العدوى لبيوتهم و أجبرتهم على العيش داخل المستشفيات والفنادق. واعتبر المتحدث، أن "البلبلة" التي أثيرت حول أحقية البعض من مستخدمي القطاع بالمنحة المذكورة لا معنى لها، لأن كل من يعمل في المستشفى أو حتى في مؤسسات الصحة الجوارية أو في القطاع الخاص معرض للعدوى وحياته في خطر، وبالتالي فإن استفادته من منحة مالية ولو زهيدة، من شأنه أن يرفع من معنويات قطاع الصحة العمومية. على صعيد آخر، دعا مرابط المواطنين إلى مساعدة الأطباء وجميع مستخدمي قطاع الصحة على تخطي هذه المرحلة الصعبة عن طريقة عدم التراخي في الوقاية بعد رفع الحجر الصحة قريبا، وذلك بارتداء الكمامة في الفضاءات المشتركة، وهي التدابير التي تمكن كما قال من التغلب نهائيا على الوباء في غضون شهر على الأكثر.