أكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الصحراوية، حمادة سلمى الداف، أن القصف الذي يقوم به جيش التحرير الشعبي الصحراوي على مواقع جيش الاحتلال المغربي على طول الحزام لازال متواصلا، معتبرا أنه مع عودة الحرب لم يعد لها حيزا محصورا، فالصحراء الغربية كلها منطقة حرب، وربما في مرحلة لاحقة- يقول- قد تنتقل هذه الحرب حتى داخل المغرب. وحذر حمادة سلمى الداف الشركات الأجنبية وذوي المصالح من مغبة المغالطات والادعاءات التي يطلقها إعلام المخزن المغربي حول الاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن الحكومة الصحراوية لا تتحمل الأضرار التي يمكن أن تصيب هؤلاء في حالة دخولهم إلى مناطق قد تكون مسرحا لعمليات عسكرية، فيما أوضح أن الأممالمتحدة لحد الآن لم تدن خروج القوات المغربية من ثغرة القرقرات، وهذا خرق سافر لوقف إطلاق النار. كيف هي الأوضاع اليوم على الأرض، بعد أيام من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب؟ فيما يتعلق بالأوضاع على الميدان، لا زال القصف الذي يقوم به جيش التحرير الشعبي الصحراوي على مواقع جيش الاحتلال المغربي على طول الحزام متواصلا، نحن الآن في البيان العسكري السادس، هذا القصف الذي مس تمركزات العدو المغربي وقواعده العسكرية من قطاع المحبس شمالا إلى قطاع القرقرات جنوبا، وأضيف أن هذا القصف يدخل ضمن خطة الاستنزاف لجيش التحرير الشعبي الصحراوي التي قد بدأها بعد بناء النظام المغربي لهذا الحزام، ويمكن أن تتطور في المستقبل إلى عملات داخل الحزام نفسه.
هل يمكن أن تنتقل الحرب مع الاحتلال المغربي إلى كامل الأراضي المحتلة؟ لا شك أنه مع عودة الحرب لم يعد لها حيزا محصورا، فالصحراء الغربية كلها منطقة حرب، يوم أمس الحكومة الصحراوية أصدرت بيانا إلى جميع الشركات والأشخاص الذين يمكن أن يعبروا الصحراء الغربية، أو يتواجدون فيها على أساس أن المنطقة منطقة حرب، والحكومة الصحراوية تحذر الشركات الأجنبية وذوي المصالح من مغبة المغالطات والادعاءات التى يطلقها إعلام المخزن المغربي حول الاستقرار في المنطقة، وأنها لا تتحمل الأضرار التي يمكن أن تصيب هؤلاء في حالة دخولهم إلى مناطق قد تكون مسرحا لعمليات عسكرية مع جيش الاحتلال المغربي، بالطبع الآن كل التراب الصحراوي هو ساحة للحرب، وليس هناك استثناء لا للمدن المحتلة ولا لغيرها، وربما في مرحلة لاحقة قد تنتقل هذه الحرب حتى داخل المغرب.
الجيش الصحراوي وضع جيش الاحتلال المغربي في حالة استنفار..إلى أي مدى يمكن أن تختلط حسابات نظام المخزن بعد قرار وقف العمل باتفاق وقف إطلاق النار؟ بالفعل، النظام المغربي اختلطت أوراقه منذ البداية، كانت نظرته للصحراويين وللشعب الصحراوي خاطئة، في سنة 1975 قال إن احتلاله للصحراء الغربية سيكون مجرد جولة أسبوع، وان الملف مطوي، هذا التصريح قادنا إلى 16 سنة من الحرب الضروس وقادنا بعد ذلك إلى ست سنوات من المفاوضات التي قادتنا إلى مخطط التسوية الأممي الإفريقي الذي وقعناه مع المغرب سنة 1990. المغرب كان يعتقد أن خروج جيشه من ثغرة القرقرات ومحاولة فرض الأمر الواقع هناك، أن الصحراويين لا حول ولا قوة لهم للرد على هذا الاعتداء، اليوم جيش التحرير الشعبي الصحراوي يقوم بواجبه الوطني في الدفاع عن حق الشعب الصحراوي، مدارسنا العسكرية امتلأت بالمتطوعين فوق طاقتها، هبة وطنية واسعة في كل أنحاء الجسم الوطني، وبالتالي المغرب اليوم في حالة ارتباك بعد إنهاء الالتزام بوقف إطلاق النار من قبل جبهة البوليزاريو بعد اعتدائه الغاشم على وقف إطلاق النار، وهو يعول على الجهود التى يمكن أن يقوم بها حليفه الأول في مجلس الأمن فرنسا، لمحاولة جمع ما يمكن للضغط على جبهة البوليزاريو للعودة إلى وقف إطلاق النار، لأن الواقع الذي كان موجودا هو الواقع الذي يخدمه، وليست هناك إرادة لدى مجلس الأمن والأممالمتحدة لاستعمال الضغط الكافي على المغرب، لينصاع إلى قرارات الأممالمتحدة ويتم تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، وبالتالي وجوده على الأرض بالنسبة له مريح، والحالة التي كانت قائمة هي ما يريد أن تعود إليها الأمور. الأوضاع الجديدة في غاية الصعوبة وبالخصوص على الشعب المغربي المقهور والمغلوب على أمره، هذا الشعب المسكين الذي عانى حتى في سنوات وقف إطلاق النار من ظلم المخزن وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية وازدياد البطالة وارتفاع المديونية، حتى لم يسعها الدخل القومي كله، وتمركز السلطة عند الملك الذي يحوز على كل الاقتصاد المغربي تقريبا ومجموعة من رؤوس الأموال المتمركزة عند بعض القيادات السياسية في المغرب، سواء في الأحزاب أو في الحكومة، ومع الحرب سترتفع الفاتورة، والأسعار كذلك، والطبقة الشغيلة في المغرب والمتوسطة ستصبح ملزمة على الدفع من جيوبها ما يغطي تكاليف الحرب، في ظرف دولي يتسم بأوضاع ساخنة في الخليج، أين توجد المماليك الداعم الأول للمغرب، والسخي بعطاياه، وأقول إن الأوضاع ستكون صعبة وأن المغرب لم تكن حساباته مضبوطة بشكل جيد، فيما يتعلق بالخطوة التي أقدم عليها.
الاعتداء المغربي على الكركرات يهدد استقرار المنطقة بأسرها..ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الأممالمتحدة لوقف هذه التجاوزات؟ الأممالمتحدة مادامت تعمل بالصيغة الحالية القائمة على إرادة بعض الأطراف المؤثرة داخل مجلس الأمن، لا أعتقد أنه بوسعها أن تقوم بالكثير فيما آلت إليه الأوضاع، الأممالمتحدة للأسف الشديد لم تنتهز فرصة 29 سنة من انتظار الشعب الصحراوي وصبره عليها حتى فقد الثقة فيها، لا أعتقد كذلك أن الأممالمتحدة تملك ما يمكن أن يطمئن حول أي مجهود ستقوم به، قبل أيام قليلة نفاجأ كذلك برسالة أو مكالمة هاتفية أجراها ملك المغرب مع أنطونيو جوتيراس، البلاغ الذي صدر عن القصر الملكي، يذيله بأن المغرب لن يجلس للمفاوضات إلا في وجود حل يضمن سيادته على الأراضي الصحراوية، وكأن القضية الصحراوية ليست قضية تصفية استعمار أو كأنها ليست مسجلة لدى اللجنة الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار، وكأن كذلك الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ليست لديهم قرارات واضحة في هذا الجانب. الأممالمتحدة لحد الآن لم تدن خروج القوات المغربية من ثغرة القرقرات، وهذا الخرق السافر لوقف إطلاق النار الذي سبب لنا وللمنطقة بمجملها العودة إلى الحرب، الأممالمتحدة لم تظهر بمظهر المنصف للشعب الصحراوي المظلوم في هذه القضية، وبالتالي دون تغير في هذه النظرة والسياسة المتبعة في الأممالمتحدة، لا أعتقد أنه في الظرف الراهن لدى الأممالمتحدة ما تقوم به، نحن سنبقى منفتحين على أي مجهود أو مفاوضات ولكن بشرط أن تكون في مستوى من الجدية تمكن شعبنا من حقه في تقرير المصير وفي الحرية والاستقلال الوطني. سأله: نورالدين علواش