تشهد بلدية وادي قريش بالعاصمة إلى جانب افتقارها إلى الإيرادات انتشارا واسعا للبيوت القصديرية، حيث يقدر العدد الإجمالي لهذه السكنات بألف بيت قصديري موزعة على أحياء ''لابوشري''، و''جنان حسان''، و''بوفريزي'' و''حي سوناطرو'' بديار الكاف، هذه البيوت القصديرية التي لا تزال لحد الساعة فضاء تعددت فيه مشاكل السكان، ومسرحا واسعا لارتكاب جرائم تنوعت أشكالها، وكعينة عن هذه الأحياء تنقلت ''الحوار'' إلى حي ''سوناطرو'' لنقل الواقع السلبي الذي يعيشه السكان، خاصة وأنه يضم أكبر نسبة من البيوت القصديرية. حي ''سوناطرو'' عبارة عن تجمعات سكنية فوضوية ترصد معاناة سكان يتخبطون في صراع مع الموت كلما تهاطلت الأمطار جراء تواجدهم بمنازل مبنية بطرق عشوائية على سفح جبل تربته مهددة بالانجراف في أية لحظة، إلى جانب البؤس والشقاء المخيم على السكان واللذان داما لمدة عشرين سنة وسط الهزات الأرضية التي تسببها مناجم ''كاريار جوبار''. وأغرب ما في الأمر أن تلك البيوت عبارة عن جحور يختبئ فيها السكان من قساوة الطبيعة التي حولت حياتهم على جحيم، خاصة في فصل الشتاء، حيث يشهد الحي انتشار البرك المائية والرطوبة القاتلة التي تسببت في أمراض الحساسية وعلى رأسها مرض الربو الذي قضى على فئة الأطفال والمسنين إلى جانب انعدام الكهرباء، حيث يعتمد السكان على بعضهم البعض من أجل استعمال التيار الكهربائي بشكل فوضوي، ما أدى بهم إلى خسارة أدواتهم الكهرومنزلية بسبب ضعف التيار الكهربائي، ناهيك عن مشكل الماء الذي يؤرقهم في فصل الصيف، حيث يعيشون الأمرين في تنقلاتهم اليومية لجلب الماء الشروب. .. ومخاطر جبل يتآكل بسبب انجراف التربة عبّرت العائلات القاطنة بحي ''سوناطرو'' عن تخوفها الشديد كلما تهاطلت الأمطار، لاسيما أنه في مقدور قطرات المياه أن تحوّل الحي إلى برك مائية تتسرب إلى داخل المنازل، خاصة بعد الحادثة التي شهدها الحي خلال السنوات الماضية والتي أودت بحياة فتاة ذات عامين وطفل ذي خمس سنوات مع انهيار أربعة منازل في انزلاق أرضي، الأمر الذي لم يحرك السلطات المعنية رغم خطورة الأوضاع التي تهدد سلامة الجميع. كما أضاف بعض القاطنين بالحي أن السكان المتواجدين على سفح جبل هذا الحي يضطرون لمغادرة منازلهم موزعين على منازل أقاربهم تخوفا من انهيارها جراء موجة الأمطار المتهاطلة بغزارة خصوصا في أيام الشتاء الماضية، ناهيك عن الحوادث المتكررة التي قد تحدث بسبب الأسلاك الكهربائية المتدلية من أسقف البيوت القصديرية التي باتت تشكل خطرا كبيرا على العائلات، خصوصا بعد الحادثة التي وقعت منذ فترة وأفزعت جميع القاطنين بالحي، بعدما كادت أن تلقى عائلة بأكملها حتفها بسبب اندلاع حريق سببته الأسلاك الكهربائية بعدما تبللت بمياه الأمطار لولا الإسعاف الذي قدمته لهم السلطات المعنية وكذا تعاون الجيران.