بدأت أمس الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة القمة العربية الحادية والعشرون في أجواء لم تخل من المفاجآت، سجل أولاها حضور الرئيس السوداني عمر حسن البشير، لكن غياب الرئيس المصري حسني مبارك جعل سقف التفاؤل بأن تكون قمة الدوحة فرصة للمصالحة العربية يتراجع، وهو ما يؤجل بالتالي إمكانية حدوث انفراجة حقيقية في العلاقات العربية - العربية. واستقبلت قطر عددا من قادة الدول العربية المشاركين في هذه القمة التي استمرت ليوم واحدا وتلتها اليوم الثلاثاء القمة العربية اللاتينية الثانية، وجلب وصول الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى مطار الدوحة على متن طائرته الرسمية اهتمام وسائل الإعلام بعد تضارب الأنباء بشأن مشاركته حتى الدقائق الأخيرة قبل وصوله، وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في استقبال الرئيس السوداني، وأجمع مراقبون على أن أي تدخل جوي لاعتقال البشير في طريقه من السودان إلى الدوحة يفترض ان يتم في الأجواء الدولية فوق البحر الأحمر، وذلك ضمن هامش زمني لا يتعدى 12 دقيقة، لكن الولاياتالمتحدة صاحبة القوة الضاربة في العالم لمحت إلى أن قواتها المنتشرة في المنطقة لن تشارك في عملية ''قرصنة'' كهذه، وأكدت أن مذكرة اعتقال البشير ''أمر لا يهمها''. ومقابل التحدي الذي سجله البشير بحضوره إلى الدوحة، قرر الرئيس المصري حسني مبارك عدم المشاركة في هذه القمة التي يتوقع أن تبحث بجدية المصالحة العربية العربية، لتجاوز الخلافات التي شابت المنطقة في السنوات الأخيرة. لكن اقتصار التمثيل المصري في القمة على وفد يرأسه وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب، جعل من المراقبين يؤكدون أن هذه القمة التي علقت عليها آمال كبيرة للمصالحة العربية لن تحقق أي تقدم. وفي تدخله في القمة دعا الرئيس السوري، بشار الأسد، القادة العرب رفض مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وأضاف: أكرر دعوتي للقمة لاتخاذ موقف حاسم وجرئ لا لبس فيه رداً على قرار الجنائية بحق البشير''، قائلاً إن ما يحدث بحق السودان هو فصل جديد في مسلسل استضعاف العرب، وأكد الرئيس السوري أن التضامن العربي لا يعني التطابق موضحاً أن العدوان الإسرائيلي الأخيرة نتيجة الانقسامات العربية. وقال الأسد في كلمة استهلت بها أعمال القمة إن الفترة الفاصلة بين قمتي دمشقوالدوحة مليئة بالأحداث النوعية سواء على مستوى المنطقة أو العالم وإذا كانت صفة الخطورة والسلبية قد طغت على تلك الأحداث فإنها لم تخل من إيجابيات محددة قد تعطي بعض الأمل بتغيير للأفضل. وذكر أن إسرائيل هي التي قتلت مبادرة السلام العربية، مشيرا إلى المبادرة التي طرحت عام 2002 وعرضت تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 ، وقام أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال كلمته، بتكليف العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، تمثيل الدول العربية في قمة العشرين، التي تستضيفها لندن مطلع الشهر المقبل، عندها بادر الرئيس الليبي، معمر القذافي، بمقاطعة أمير قطر، ومهاجمته العاهل السعودي ومن ثم دعوته لإنهاء الخلافات بينهما، وطالب أمير قطر القذافي الإلتزام ببروتوكول تسلسل الكلمات، إلا أنه استمر في مداخلته، مما جعله بغادر القاعة احتجاجاً على ذلك . هنية يدعو قمة الدوحة لرفع الحصار عن غزة دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية القادة العرب في قمة الدوحة إلى تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة و رفع الحصار عن قطاع غزة، و قال في كلمة متلفزة موجهة إلى القمة العربية ''إنه لا مجال لمزيد من الانتظار .. آن الأوان لرفع الحصار عن غزة'' وقال ''آن الأوان لهذا الحصار أن يرفع بعدما حصد أرواح مئات المرضى وشل أركان الحياة ليأتي العدوان الأخير ليؤكد على ضرورة الوقوف إلى جانب أبناء شعبنا المحاصرين''. وأضاف ''لا مجال لمزيد من الانتظار وما نطالب به هو تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة وقرارات وزراء الخارجية العرب برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر ونطالب الشعوب العربية بالتحرك لكسر الحصار'' ، ودعا هنية القمة إلى ''متابعة ملف تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى المحاكمة لما اقترفوه في قطاع غزة من جرائم".