تنطلق اليوم بقصر المؤتمرات بالعاصمة القطرية الدوحة أشغال القمة العربية العادية بحضور الرئيس السوداني عمر البشير بالرغم من التهديد بتوقيفه وفق المذكرة التي أصدرتها محكمة الجنايات الدولية في حقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وسيطغى على أشغال القمة مسألة المصالحة العربية العربية بسبب حجم الخلافات التي سممت العلاقات بين مختلف الدول الاعضاء وأثرت على الموقف العربي بخصوص العديد من القضايا الدولية وعلى رأسها الموقف العربي من القضية الفلسطينية. وستعرف هذه القمة غياب الرئيس المصري حسني مبارك بسبب اختلاف وجهات النظر بين القاهرةوالدوحة حول منطلقات العمل العربي. كما سجل غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بسبب التزامات داخلية بينما لم تتضح بعد اسباب غياب العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس العراقي جلال الطالباني وسلطان سلطنة عمان السلطان قابوس. وقطع الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس الشك باليقين بخصوص حضوره أشغال قمة الدوحة بعد أن وصلها منتصف نهار أمس على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السودانية قادمة من مطار الخرطوم. وقال الوزير الأول ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل الثاني على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب بوجود إجماع عربي للوقوف إلى جانب السودان والرئيس عمر البشير على اعتبار أن هذه القضية تمس الأمن القومي العربي. وينتظر أن تكون قضية اعتقال الرئيس البشير في قمة القضايا التي ستعالجها القمة العربية ومحاولة اتخاذ موقف موحد لمنع تنفيذ مذكرة التوقيف. ونزل الرئيس السوداني على أرضية مطار الدوحة الدولي حيث كان في استقباله أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في رابع زيارة يقوم بها إلى الخارج منذ صدور مذكرة التوقيف الدولية ضده في الرابع من مارس الجاري حيث زار كلا من اريتيريا ومصر وليبيا بينما أكدت صحف سودانية أن الرئيس البشير يعتزم القيام بزيارة مماثلة الى إثيوبيا. وكان المدعي العام في محكمة الجنايات الأرجنتيني لويس مورينو اوكامبو توعد الرئيس السوداني بالاعتقال بمجرد مغادرته التراب السوداني واعتبر أن زياراته إلى ارتيريا ومصر وليبيا زيارات خاطفة إلى دول الجوار. والمفارقة أن الرئيس السوداني سيحضر القمة إلى جانب الأمين العام الأممي بان كي مون الذي أيد اعتقال البشير وهو ما دفع بالسلطات السودانية إلى طرد 13 منظمة إنسانية معظمها من المنظمات الإنسانية الأممية من إقليم دارفور بعد أن اتهمت العاملين فيها بتسريب تقارير مغلوطة حول الوضع في دارفور لمحكمة الجنايات والتي استند عليها المدعي العام في هذه الهيئة القضائية الدولية لإصدار مذكرة الاعتقال. وعلى هامش هذه القمة يلتقي يوم غد قادة الدول العربية مع اثنى عشر رئيس دولة امريكو لاتينية في ثاني قمة بينهم من اجل تفعيل العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي بينهم في إطار استراتيجية جديدة لتعاون اقتصادي وتجاري أكثر فعالية. وكانت أول قمة عربية امريكو لاتينية عقدت بمدينة برازيليا البرازيلية قبل أربع سنوات وسمحت بمضاعفة المبادلات البينية بين هذين القطبين بثلاث مرات. وتسعى المجموعتان اللتان تضمان اكبر الدول المنتجة للنفط في العالم إلى إعطاء دفع قوي لهذه العلاقات رغم بعد المسافة بينهما من خلال تكثيف الاستثمارات والمبادلات التجارية بالموازاة مع اتخاذ مواقف سياسية منسجمة في مختلف الهيئات الدولية. وقال رئيس جمعية رجال الأعمال القطري الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني بوجود إرادة صادقة لرفع ميزان المبادلات التجارية بين المنطقتين التي يبلغ الناتج الداخلي الخام فيهما إلى أكثر من 4 آلاف مليار دولار وبتعداد سكاني يقارب 11 بالمائة من إجمالي عدد سكان العالم وبأسواق مفتوحة بفرص استثمارات كبيرة. وسبق القمة عقد لقاء لرجال الأعمال في الدول العربية والامريكو لاتينية بحثوا خلاله مجالات التعاون وفرص الاستثمارات في المنطقتين ووضعوا سلسلة مطالب ستعرض على قادة الدول المشاركة ومنها وضع آليات مصرفية سلسة في مسعى لتجاوز انعكاسات الأزمة المالية التي ضربت الاقتصاد العالمي في الصميم.