يكشف تقرير "ملف الذاكرة " للمؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا عن فحوى رسالة التكليف التي تلقاها من الرئيس إمانويل ماكرون لإعداد هذا الملف . تقرير ملف الذاكرة الذي يضم 163 صفحة ما بين تصريحات الرؤساء السابقين والرئيس الحالي حول ملف الماضي الاستعماري وتصنيف المحفوظات المتعلقة بالجزائر لدى فرنسا ، إضافة إلى مقترحات عملية لمعالجة ملف الذاكرة ، يرتكز على رسالة التكليف التي منحت لبنجامين ستورا ، والتي أكد من خلالها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون أنها تدخل في إطار رغبته بالإلتزام بنهج جديد لمصالحة الشعبين الفرنسي والجزائري، غير أنه لفت بالمقابل إلى أن العمل على قضايا الذاكرة والحقيقة والمصالحة يتطلب وقتا كبيرا وشجاعة لإنجازه في "روح توافقية يسودها الهدوء واحترام جميع الضمائر" . إمانويل ماكرون قال في رسالته ، إن مسالة الإستعمار والثورة الجزائرية – التي استعملت حولها مصطلحات عديدة في التقرير من الحرب إلى حركة التمرد – بقيت عائقا أمام بناء مصير مشترك بين البلدين في البحر الأبيض المتوسط ، مؤكدا أن ليس للنساء والرجال الذين يملكون بين أيديهم مستقبل الجزائروفرنسا أدنى مسؤولية في "صراعات الأمس" ، وقال إنه لا يجوز أن يتحملوا عبئها . الرئيس الفرنسي أكد في رسالته إلى ستورا أنه يقع على عاتق جيله الحيلولة دون تحمله وصمة العار الناتجة عن هذا الماضي لكي يمضي قدما بدوره في كتابة تاريخه ، مضيفا أن "العمل على قضايا الذاكرة والحقيقة والمصالحة هذا لا بالنسبة لنا ولا فيما يخص علاقاتنا مع الجزائر لم ينته بل انه مستمر " ،وأنهم على وعي بالوقت الكبير الذي سيستغرقه الأمر وبالشجاعة التي يجب التحلي بها لإنجاز هذا العمل . وعلل ماكرون اختياره لشخصية بنجامين ستورا لاعداد تقرير حول ملف الذاكرة من "التزام واحترام" المؤرخ وإلمامه العميق بهذه التحديات لإثراء أفكار وإرشاد قرارات الرئاسة الفرنسية حول الملف .