تتحدث العضو البرلماني الأسبق عن حزب جبهة التحرير الوطني من الجالية الجزائرية في المهجر والعضو الحالي في منظمة اليونيسكو والعضو أيضا بالمجلس الوطني للأفلان فلة بوزيدي، عن الزيارة التي قادت الوفد الفرنسي لمخيمات اللاجئين بتندوف، مبرزة أهمية نزول أكثر من 130 عضو في المجالس المحلية والولائية في فرنسا لتتبع عن كثب الوضعية المأسوية للاجئين، كما تكشف المتحدثة عن أهمية الزيارة في تغيير الصورة التي تبديها بعض وسائل الإعلام الفرنسية أو ''إفاقتها'' من سبات الحياد المزعوم، مشيرة إلى أن عملا كبيرا سيجرى التطرق إليه بعد العودة لفرنسا من أجل حصد الدعم المفروض للشعب الصحراوي وتحسيس الفرنسيين بخطورة السياسات المغربية في الأراضي المحتلة. السيدة فلة بوزيدي، تشاركون اليوم مع وفد فرنسي يعد الأول، في زيارة مناطق اللاجئين الصحراويين، كيف جاءت المبادرة وإلى ما تهدف؟ ** في الحقيقة ليست هذه المرة الأولى التي أنزل فيها ضيفة على مخيمات اللاجئين الصحراويين، لكن الحدث يتعلق بمن رافقوني في هذه الزيارة وهم الوفد الفرنسي الذي يمثل منتخبين على كل المستويات، من بينهم أعضاء وحساسيات سياسية وأخرى فاعلة في أوساط المجتمع المدني، وأنتم تسألون عن الهدف، ونحن نود القول إن تمنياتنا كبيرة في أن يكون وجودهم فقط هو بمثابة نظرة من طرف الشعب والحكومة الفرنسية لواقع الشعب الصحراوي، لاسيما وأن الفكرة التي تعطى خارج الجزائر والدول المساندة للشعب الصحراوي هي نظرة غير حيادية في الغالب، خصوصا وأن مواقف فرنسا معروفة حيال القضية الصحراوية، وكما سبق الذكر فوجود هذا الوفد هو على الأقل محاولة لإعطاء نظرة للقضية تبدي وجه النضال والمعاناة، وبالنسبة لي شخصيا فوجودي كمنتخبة سابقة في مؤسسة جزائرية هو التعبير مع كل الشعوب المضطهدة مثلها مثل نضال الشعب الفلسطيني. المراقب والمتتبع لوسائل الإعلام الفرنسية كلها سواء أكانت عمومية أو خاصة يلاحظ ربما عدم إعطاء اهتمام للقضية أو حيادها التام ماذا تقولون؟ ** من المؤكد لدي أنه لا يمكن القول إن النظرة هي نظرة حيادية كما تقولون، لكن هي لا تتطرق أصلا للوضع الإنساني في الأراضي الصحراوية المحتلة، أي لا وجود للقضية الصحراوية في وسائل الإعلام إلا ما يتعلق بالأوساط الشعبية، خصوصا المنحدرة من المناطق المغربية والعربية، إذا نحن نعيش صمتا مطبقا حيال القضية الصحراوية كما أسلف وأن ذكرت، ونحن هنا على الأقل من أجل لفت انتباه هذه الوسائل بأن شعبا يموت في صمت ولا يملك أدنى احتياجات الحياة، ونؤكد أنه من غير المفيد اعتماد ازدواجية في المعايير... لقد آثرت سيدتي نقطة مهمة تتعلق بدور الأوساط الشعبية، هل لنا أن نسألك عن دور المجتمع المدني الفرنسي، وخصوصا أولئك الذين ينحدرون من الجاليات الجزائرية والتي تعمل بصدد إبراز القضية الصحراوية للشعب الفرنسي وتغيير موقف الاليزيه والكيدورسي؟ ** بالفعل هذه مسألة بالغة الأهمية فأنا كامرأة أنشط في بعض العمليات التحسيسة في إطار هذا الفضاء، لاسيما وأن قناعتي كبيرة بأهمية المجتمع المدني في دولة مثل فرنسا، لكن بودي أن أشدد أيضا على نقطة أخرى وهي أن النخب السياسية أيضا لها دور كبير، ومثلما ترى هنا في هذه الزيارة، حيث من المفترض أن تعطي النخب السياسية دفعا وقوة للقضية الصحراوية، كما أكرر أنه لا يجب أن يفهم من كلامي أننا نقلل من قيمة المجتمع المدني، فوجود منتخبين من أصل جزائري هو شيء مهم للغاية من الناحية السياسية والإعلامية، حيث يبرز هذا أن هناك فرنسيين لا ينسجم موقفهم مع موقف أطراف أسياسية أخرى لها مصالح اقتصادية أو مادية تعلو على مثل الإنسانية والأفكار التي دافع عنها قادة الثورة الفرنسية من الأوساط الشعبية للتحقيق الإخاء المساواة والعدالة.